الجاليات اللبنانية من كندا إلى أستراليا: استقالة المنظومة القاتلة

المدن - مجتمع
السبت   2020/08/08
تقديم المساعدات الإنسانية الدولية إلى المجتمع المدني لا إلى السلطة (المدن)
بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بيروت، ورزمة المساعدات العربية والدولية التي تستمرّ بالوصول لمساعدة اللبنانيين، جراء جريمة انفجار مرفأ بيروت، من المقرّر وصول رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إلى لبنان اليوم السبت. سيؤكد ميشيل التضامن الأوروبي وتقديم مساعدات عاجلة وطارئة، حسب المتحدث باسم المفوّضية الأوروبية. 

ومع تشديد المتحدّث نفسه على أنّ "المرحلة حالياً هي مرحلة تقييم المساعدات وليس تقديم منح بشكل أوسع لإعادة الإعمار"، في موقف يؤكد بشكل أو بآخر عدم الثقة بالسلطة اللبنانية والطاقم الحاكم. ومن المفترض أنّ تعقد الدول المانحة لقاءً يوم الأحد، دعوة من فرنسا، لمناقشة ألية وأسلوب الدعم الذي من المفترض أن يقدّم إلى الشعب اللبناني.
ويبدو أنّ حكومات العالم بدأت فعلياً تفهم نداءات اللبنانيين، من بيروت وخارجها، الداعية إلى دعم الشعب ومنظمات وهيئات المجتمع المدني والأهلي، من دون المرور عبر المؤسسات الرسمية.

ضغط في كندا
ومارست الجالية اللبنانية في كندا ضغطاً كبيراً على السلطات الكندية للتأكيد على ضرورة دعم اللبنانيين، "لا مؤسسات الدولة التي تديرها الطبقة الحاكمة والفاسدين". فكان هذا العنوان شعار الوقفات التضامنية التي نظّمها لبنانيو مونتريال في اليومين الماضيين أمام القنصلية اللبنانية في المدينة. واللافت في تحرّك أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال أنهم تمكّنوا من حشد ما يزيد عن 600 شخص في ساعات، وخاطبوا السلطات فيها وكان لهم دور أساسي في تصويب المساعدات الكندية المنوي تقديمها لدعم اللبنانيين. كما طالبت الجالية باستقالة القنصل اللبناني في المدينة، لكونه يمثّل منظومة قاتلة وفاسدة وغير جديرة بالحكم، وتجرّ اللبنانيين إلى مصير أسود.

وفي وقت لاحق، أعلن وزير الخارجيّة الكندي، فرنسوا فيليب شامبان، أنّ الحكومة الكنديّة "سوف تقدّم  مساعدة أوليّة قدرها 5 ملايين دولار إلى لبنان، من بينها 1.5 مليون دولار تقدم بواسطة الصليب الأحمر الكندي إلى شركاء موثوقين في بيروت، من بينهم الصليب الأحمر اللبناني، لتوفير الخدمات الطبيّة الطارئة والمأوى والغذاء للمتضرّرين من الانفجار". وقالت وزيرة التنمية الدوليّة، كارينا غولد، إنّ "كندا تبحث في مجموعة من الخيارات لتقديم المساعدة الإنسانيّة، والتأكّد من أنّها تلبّي الاحتياجات الملحّة".

تضامن في فرنسا
وكان للبنانيين في فرنسا، خطوات تضامنية أيضاً، فنظّموا تجمعاً حاشداً في ساحة القلب الأقدس في مونمارتر، تضامناً مع ضحايا التفجير. ورفع المعتصمون العلم اللبناني وأضاءوا الشموع على نية الشهداء والجرحى موجهين تحية الإكبار لأرواح عناصر الدفاع المدني والإطفاء وفرق الإنقاذ والأطباء والممرضين الذين سقطوا. ولم تكن الجالية مضطرة إلى دعوة الدولة الفرنسية إلى تقديم الدعم للبنانيين، على اعتبار أنّ موقف الحكومة والرئيس الفرنسي كان واضحاً في هذا الإطار وخلال زيارة ماكرون إلى بيروت. مع تأكيد الكلمات التي تمّ إلقاءها على ضرورة أن ترفع فرنسا "مطالب تحقيق العدالة ومحاسبة رموز الفساد وكل من تسبّب بالمآسي التي يعاني منها اللبنانيون".

دعم أسترالي وروسي
وفي سدني، أطلق أستراليون من أصول لبنانية حملات تبرّع إلكترونية وأقاموا تجمّعات وصلوات عن أرواح شهداء التفجير والجرحى. وفي هذا الإطار، أكد رئيس مجلس الجالية اللبنانية في فيكتوريا، محمد خير الله، على أنّ "المساعدات الأسترالية البالغة قيمتها مليوني دولار ستذهب مباشرة إلى منظمة الصليب الأحمر اللبناني".

فضيحة في موسكو
وفي السياق نفسه، جاءت دعوة "البيت اللبناني في موسكو" إلى وقفة تضامنية مع أهالي شهداء وجرحى ومفقودي المأساة التي حدثت في مرفأ بيروت. لكن ما حصل خلال النشاط، أنّ أحد الموجودين قام بوضع العلم الإيراني على حافة الشباك في السفارة اللبنانية "غير مراع الشعور الوطني للمواطنين اللبنانيين، غير المرهونين للسياسات الإقليمية، التي شاركت وبشكل مباشر بإغراق لبنان في أتون الدم والانقسام. فكثرت مطالبة السفير اللبناني في موسكو الوقوف عند مسؤولياته بعدم السماح لتسييس السفارة كمكان جامع للبنانيين على مختلف تنوعهم العقائدي والفكري والديني".