30 إصابة لبنانية بغينيا و750 يستعجلون العودة من سيراليون

حسين سعد
الخميس   2020/04/23
سعي لإرسال بعثة طبية لبنانية إلى سيراليون (Getty)
في كل محنة كبيرة تصيب إفريقيا، تعبّر معظم الجاليات اللبنانية المنتشرة في أكثر من 35 بلداً في القارة السوداء، عن وقوفها إلى جانب شعوب تلك البلدان. معبرةً بطريقة أو بأخرى عن وفائها لاحتضان الدول الإفريقية اللبنانيين، الذين مضى على هجرتهم أكثر من قرن، وخصوصاً في غرب القارة.

مساعدة لبنانية؟
فالجالية اللبنانية في سيراليون، ويزيد عددها عن 15 ألفاً - رغم انشغالها بتسجيل لائحة اللبنانيين الراغبين بالعودة الى لبنان (حوالى 740) هرباً من وباء كورونا، وانتظار طائرات تقلهم - أطلقت مبادرة قد تتكلل بالنجاح: الطلب من وزارة الصحة اللبنانية إرسال فرق طبية إلى فريتاون عاصمة سيراليون، لمساعدة الجهاز الطبي السيراليوني في مواجهة الوباء. هذا فيما عملت جاليات لبنانية أخرى على تقديم دعم لوجستي ومادي، من بينها الجالية اللبنانية في غينيا.

هاشم هاشم، رئيس لجنة الطوارئ التي شكلتها الجالية اللبنانية في سيراليون، بالتعاون مع السفارة، لمواجهة وباء كورونا، كشف لـ"المدن" أنه وجه كتاباً إلى وزارة الصحة اللبنانية، تطلب فيه الجالية إرسال فريق طبي لبناني إلى سيراليون، عربون وفاء لدولة هذا البلد وشعبه. وذلك للمساعدة في تقديم الدعم والعون الصحيين إلى القطاع الصحي السيراليوني. على أن تكون نفقات الفريق الطبي كاملة على حساب الجالية اللبنانية.

سيراليون: لا إصابات 
وأوضح هاشم أن الجالية تنتظر الرد من المعنيين في لبنان، وتمنى أن يصل الفريق إلى سيراليون في الرحلة الأولى بعد 27 الجاري، ضمن برنامج رحلات طيران الشرق الأوسط إلى إفريقيا .

ويتابع بالقول أن لجنة الطوارئ، بالتنسيق مع السفير اللبناني في سيراليون، هادي جابر، تقوم بسلسلة من الإجراءات للوقوف إلى جانب الجالية اللبنانية، التي لم يصب منها أحد بالوباء والذي لم يصب سوى 50 شخصاً في دولة سيراليون، شفي 6 منهم. والأولوية في الطائرة اللبنانية الأولى التي يفترض أن تصل إلى فريتاون، ستكون لأبناء الجالية الذين يعانون من أوضاع صحية، وللنساء والأطفال، وآخرين أتوا إلى سيراليون من غير المقيمين فيها.

وكشف هاشم أن الجالية جهزت مكانين للحجر الصحي: الأول في فندق قرب المطار، والثاني في مركز الجمعية الثقافية الإسلامية. وهما في خدمة الوافدين اللبنانيين، سواء من لبنان أو من أي بلد آخر.

30 إصابة في غينيا
في كوناكري، عاصمة غينيا، توفي بكورونا أحد اللبنانيين، وهو سالم قليط من بلدة جويا، لكنه من المولودين في كوناكري. وأصيب أيضاً أكثر من 30 لبنانياً من أصل 700 إصابة في العاصمة الغينية .

ويؤكد سفير لبنان في غينيا، فادي زين، أن حوالى 250 لبنانياً سجلوا أسماءهم لدى السفارة راغبين بالعودة إلى لبنان، وينتظرون قدوم طائرة من لبنان لهذا الغرض.

وأضاف السفير أن اللبنانيين المصابين يتعدون 30 شخصاً، وغالبيتهم في حجر منزلي، ويتابع أوضاعهم أطباء لبنانيون، وجميعهم حالاتهم مستقرة، كونهم من الشباب. وذكر أن هناك 4 حالات لها أولوية العودة في الرحلة الأولى المرتقبة، وهم من الذين تفوق أعمارهم 65 سنة، ومن النساء الحوامل والأولاد، ومن يعانون من أمراض مزمنة وليس لديهم إقامات.

وأكد السفير على التعاون الكبير بين أبناء الجالية اللبنانية المتجذرة في غينيا منذ بداية القرن العشرين، ويناهز عددهم حالياً 5 آلاف، غالبيتهم من الجنوب.

فريق طبي لبناني؟
ووصل كتاب الجالية اللبنانية في سيراليون إلى وزارة الصحة في لبنان. ويتضمن الكتاب تمنٍ بإرسال فريق طبي لبناني يكون أول بعثة لبنانية إلى الخارج، منذ بدء أزمة كورونا، في حال لبت الوزارة الطلب.

وعلمت "المدن" من مصادر طبية وصحية أن الطلب لم يبت فيه نهائياً بعد. وهناك مساعٍ واتصالات مع أطباء وممرضين في مناطق لبنانية، علّهم يشاركون في البعثة الطبية إلى سيراليون، وقد يكون تعدادها 40 شخصاً.

ولفتت المصادر إلى أن ذهاب أطباء متطوعين، لا يحتاج إلى موافقة رسمية من وزارة الصحة ونقابة الأطباء، ولكنه سيكون بالتنسيق الكامل معهما.