لاجئون سوريون عالقون عند الحدود: النظام يمنع عودتهم بالقوة

لوسي بارسخيان
الثلاثاء   2020/04/21
ما عاد بإمكانهم الرجوع إلى لبنان ولا جيش النظام السوري يسمح لهم بدخول سوريا (لوسي بارسخيان)

تمنع السلطات السورية، العشرات من مواطنيها الذين كانوا يقيمون في لبنان، من دخول بلادهم. ويقوم عناصر "فيلقها" المكلف بحماية معبر "جديدة يابوس" بإطلاق النار التحذيري باتجاههم، لحملهم على العودة إلى الأراضي اللبنانية.

وعليه، فشلت كل محاولات هؤلاء لدخول الأراضي السورية منذ ثلاثة أيام، فيما هم يتخوفون من أن يمضوا ليلة أخرى في العراء، وبينهم عدد من الأطفال والنساء، إحداهن حامل على مشارف "وضع" كما أفاد هؤلاء.

عبر الجرود
"المدن" قصدت مع زملاء مكان تواجد العائدين، عند أقرب نقطة إلى جديدة يابوس، حيث يحاول عدد منهم إيقاف المارين، سائلين عن لقمة طعام أو قطرة مياه.. وكان لافتاً غلبة أعداد الشبان، الذين أبدوا استعداداً حتى للخدمة في الجيش، إذا كان لا بد من ثمن يدفعوه لعودتهم.

لم يأتِ هؤلاء من منطقة لبنانية واحدة، ولكنهم يتشاركون أسباب مغادرة الأراضي اللبنانية. فغلاء المعيشة في البلد الذي استضافهم منذ ثمانية أعوام، لم يترك أمامهم خياراً آخر. وقد أضيف إليه بسبب ظروف التعبئة العامة، تضييق لحرية التحرك والانتقال، في وقت لم تعد بطاقة التغذية التي تصرفها لهم مفوضية اللاجئين تكفي لأيام، بعد أن حرم عدد كبير منهم من هذه البطاقة أيضاً.

وصل هؤلاء على دفعات على مدى الأيام الثلاثة الماضية. ولما كانت الحدود اللبنانية الشرعية مقفلة أمام حركتي الدخول والخروج، عبروا المناطق الجردية نحو الأراضي السورية، بعضهم مستعيناً بمهربين، وبعضهم مسترشداً الطريق التي سلكها عدة مرات في الماضي.

في العراء.. وتحت تهديد الرصاص
إلا أن ما لم يحسبوا له حساباً، هو أن تكون سلطات البلد الذي يحملون هويته، أكثر تشدداً في منعهم من دخول أراضيه. فجرى التعامل معهم كمتسللين إلى أراضيها، و"حجروا" خلف معبر جديدة يابوس، من دون لا طعام ولا مياه، ولا حتى شادر يقيهم في الليل، مع استعداد لفتح النيران بإتجاه كل من يحاول الاقتراب من هذا المعبر.

علق هؤلاء بين الحدّين، فلا السلطات اللبنانية أبدت استعداداً لإدخالهم مجدداً إلى لبنان، وهم بالأساس فقدوا الفرصة بأي مأوى لهم حتى داخل التجمعات التي غادروها، ولا السلطات السورية بدت مستعدة لاتخاذ قرارات استثنائية بإعادة فتح حدودها بوجه مواطنيها، أقله تمثلاً بالسلطات اللبنانية التي أعادت تسيير الرحلات الجوية لإستعادة مواطنيها الراغبين بالعودة إلى بلدهم.

القمع والإعلام
في محاولة للإضاءة على المأساة التي يقبع بها العالقون بين الحدودين، يحاول بعضهم إرشادنا الى سيدة على مشارف ولادة، وخلال توجهنا لرؤيتها، حضر عناصر من الأمن السوري إلى المكان، وحاول أحدهم ممارسة أساليب القمع المعمول بها في الأراضي السورية علينا، علماً أن موقع تجمع المواطنين العالقين بين الحدودين، هو خلف الحدود الرسمية للدولة السورية، أي في الأراضي اللبنانية.. الإعلام اللبناني في هذه المنطقة الحدودية غير مرحب به. أما مطالبة أحد الذين علقوا بين الحدّين بالإعلام السوري لإيصال صوتهم الى سلطات بلده، فليست سوى صرخة في فراغ.