8 حالات جديدة بكورونا: تفاؤل خاطئ.. وتحضيرات للأسوأ

المدن - مجتمع
الإثنين   2020/03/30
تجمّعات حول الصرّافات الآلية تفسد الحدّ الأدنى من إجراءات التعبئة العامة (عباس سلمان)
هدأ عدّاد كورونا نسبياً يوم الاثنين ورأف باللبنانيين. فلم يسجّل إلا ارتفاع بثماني حالات مع تسجيل وفيّة واحدة. فبلغ عدد الحالات المثبتة مخبرياً في مستشفى رفيق الحريري الجامعي الحكومي وباقي المختبرات المعتمدة الأخرى 446 حالة. وأشار التقرير اليومي الصادر عن وزارة الصحة بخصوص مستجدات الفيروس إلى أنّ حالة الوفاة في مستشفى الحريري جاءت "لمريضة في العقد الثامن من العمر وتعاني من أمراض مزمنة". فارتفع بذلك عدد الوفيات إلى 11 وفاة، كما تشير الأرقام إلى وجود ثلاث حالات حرجة، و1074 حالة في الحجر، بينما بلغ عدد الفحوص المخبرية التي تمّت إلى اليوم 6,397 فحصاً.

تبدّد التفاؤل
لكن التفاؤل بتدنّي تسجيل إصابات جديدة أحبطه بشكل أو بآخر مدير ​مستشفى الحريري، الدكتور فراس الأبيض، الذي أشار إلى أنّ "ثماني ​حالات​ جديدة محصلة جيدة، إلا أنه لا بد من التنويه أن معظم المختبرات تعمل بنصف قدرتها، أو لا تعمل على الإطلاق يوم الأحد. لكن العلامات جيدة".

وعلى صعيد آخر، لا يزال عدد من الإصابات أو حتى الوفيات غير معلن، وهو ما ظهر مؤخراً في إحدى بلدات قضاء بعبدا، حيث توفّى أحد الأشخاص نتيجة فيروس كورونا ومضاعفاتها، من دون علم العائلة ولا الجهات المختصة. وهو أمر مقلق قد يؤدي إلى تفشّي الفيروس، ويضرب إجراءات التعبئة العامة لمحاصرة كورونا ومنع انتشاره. وما زاد مشاهد القلق في الساعات الأخيرة، تنظيم مسيرات وتجمّعات شعبية في مناطق مختلفة، إما لتوزيع المساعدات أو للاحتجاج على أداء الدولة في هذا المجال. وكان لافتاً اليوم أيضاً الزحمة التي شهدتها الصرّافات الآلية في المصارف، حيث تجمهر الناس حولها لقبض مرتّباتهم، وهو ما يزيد مخاطر كورونا أيضاً، ويبدّد أي تفاؤل بإمكانية ضبطه.

مستشفى رفيق الحريري
وفق ما جاء في تقرير مستشفى رفيق الحريري الجامعي "وصل مجموع الحالات التي ثبتت مخبريا إصابتها بفيروس الكورونا والتي عزلت في منطقة العزل الصحي في المستشفى 64 إصابة، من ضمنها 3 إصابات تم نقلها من مستشفيات أخرى. و
تماثل 3 إصابات بفيروس الكورونا للشفاء بعد أن جاءت نتيحة فحص ال PCR سلبية في المرتين وتخلصها من كافة عوارض المرض. وبلغ مجموع الحالات التي شفيت تماما من فيروس الكورونا منذ البداية 35 حالة شفاء".
وأضاف التقرير أنه تم "تسجيل حالة وفاة لامرأة في العقد الثامن من العمر كانت تعاني من أمراض مزمنة. وإن جميع المصابين بفيروس الكورونا يتلقون العناية اللازمة في وحدة العزل ووضعهم مستقر ما عدا 4 إصابات وضعها حرج".

10 مشافي حكومية جاهزة
وبينما نفت إدارة مستشفى الحريري ما تمّ تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول إيجابية فحوصات كورونا خاصة بمساجين سجن رومية المركزي، أكد وزير الصحة حمد حسن أنّ "المستشفيات الحكومية في النبطية والهرمل وبعلبك ومشغرة والبوار وبشري وحلبا وبنت جبيل ورفيق الحريري وطرابلس بات على أهبة الاستعداد لاستقبال أي حالة تعاني من التهابات تنفسية سواء كانت الحالة إنفلونزا عادية أو حساسية موسمية أو مشتبه بإصابتها كورونا".

وأشار إلى أنّ هذه المشافي "صارت جاهزة للمشاركة في خطة وزارة الصحة، ولأن تكون المدافع الأساسي عن مجتمعنا" مشيراً إلى وجود تفاوت في التجهيزات بين مركز وآخر "لكن تم إطلاق المناقصات لتأمين المستلزمات الإضافية والمعدات الطبية وأجهزة التنفس الاصطناعي وجهاز الأشعة المتنقل والـPCR، وستصل هذه المعدات تباعاً في فترات قريبة تتراوح بين أسبوع لبعض التجهيزات وأسبوعين لبعضها الآخر وأربعة أسابيع كحد أقصى لغيرها". ووعد حسن بأن الوزارة ستعلن الأسبوع المقبل عن دفعة ثانية من المستشفيات الحكومية لتكون جاهزة لخدمة المواطنين في كل المناطق.

التهرّب من استقبال المرضى
ولفت حمد إلى وجوب "إحالة بعض الحالات إلى التحقيق، فقد برز رفض مستشفيات خاصة وحكومية استقبال بعض الحالات المرضية"، مؤكداً أنّ "التهرب من استقبال أي حالة هو أمر مرفوض، وفي حال تكرّر ذلك يجب التواصل مباشرة مع وزارة الصحة العامة". وعلى هذا الصعيد أيضاً أكد إحالة المرتكبين إلى التفتيش القضائي "وأي تقصير سيحصل سيصبح بعهدة المدعي العام". 

اللاجئون وكورونا
دعت فصائل "المقاومة الفلسطينية" إلى "ضرورة الالتزام بكل ما يصدر من قرارات حول وباء كورونا عن الجهات المختصة"، مؤكدةً أنّ "الاستهتار وعدم الالتزام بالقرارات من شأنه أن يجعل مخيماتنا والتجمعات الفلسطينية بيئة مفتوحة لانتقال الوباء". وفي السياق التنفيذي وضع الدفاع المدني الفلسطيني، بالتعاون مع "لجنة الطوارئ" في مختلف أحياء مخيّم عين الحلوة، أول غرفة للتعقيم عند مدخل حي النبعة في المخيم، بمحاذاة منطقة "الفيلات"، لتعقيم الداخلين إلى المخيم والخارجين منه، كتدبير وقائي من فيروس كورونا.

وكان ملف حماية مجتمع اللاجئين في لبنان من فيروس كورونا معرض نشاط ممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ميراي جيرار، التي التقت مسؤولين لبنانيين مؤكدةً على أنّ "المفوضية تعمل حالياً مع مجتمع اللاجئين على التوعية على أساليب الوقاية والتعقيم والنظافة الشخصية لتفادي تسجيل حالات إصابة بالفيروس كورونا". وشددت جيرار على أن "البحث سيتواصل مع وزارة الصحة العامة، لتحديد كيفية التعامل مع الإصابات في حال حصولها، وكيفية نقلها إلى أماكن الاستشفاء مع العمل على زيادة قدرة هذه الأماكن على استيعاب المزيد من الحالات".