بعد الهبة القطرية.. دعم إضافي لتأهيل المدارس المتضررة

المدن - مجتمع
الخميس   2020/12/10
عرض المجذوب حاجة لبنان إلى تجهيزات إلكترونية لتمكين التلاميذ من التعلم المدمج (اليونسكو)
دعم إضافي تلقته المدارس المتضررة بانفجار مرفأ بيروت من صندوق "التعليم لا يمكن أن ينتظر" (Education Cannot Wait) الأممي، الذي أطلق شراكة مع منظمة اليونسكو لتعزيز الجهود في استمرارية وجودة التعليم في لبنان، اليوم الخميس في 10 كانون الأول.

التعليم لا ينتظر
فبعد مرور أربعة أشهر على انفجار المرفأ ونحو ثلاثة أشهر على بدء العام الدراسي، ما زالت أعمال الترميم في المدارس غير منجزة، بسبب التأخير الذي حصل في عمليات مسح الأضرار وجمع التبرعات وإعداد الدراسات التفصيلية، التي أستغرق العمل عليها أكثر من شهرين منذ وقوع الانفجار.  

وفي مطلع شهر تشرين الأول، وافق الصندوق الأممي (التعليم لا يمكن أن ينتظر)، الذي تستضيفه الأمم المتحدة لتعزيز التعليم في حالات الطوارئ والأزمات، على تخصيص 1.5 مليون دولار أميركي لتمويل إعادة التأهيل السريع لحوالى 40 مدرسة في منطقة الانفجار. وعاد اليوم ووقع عقد الشراكة مع منظمة اليونيسكو لإطلاق ورشة الترميم في مدرسة الأشرفية الثالثة الرسمية في الجعيتاوي، التي تضررت بشكل بالغ في الانفجار، بحضور وزير التربية طارق المجذوب، ومديرة صندوق "التعليم لا يمكن ان ينتظر" ياسمين شريف، ومدير المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت حمد الهمَامي.

تأتي هذه الخطوة التي أطلقها "الصندوق" واليونسكو لتستفيد منها 40 مدرسة رسمية وخاصة تضررت، هذا فضلاً عن تجهيز 94 مدرسة رسمية بمعدات جديدة، لتعويض تلك المتضررة من التفجير أيضاً. وسيتكامل هذا الدعم الذي يوفّره صندوق "التعليم لا ينتظر" مع تمويل إضافي قدمته جهات عدة منها "مؤسسة التعليم فوق الجميع" التي أطلقت بمبادرة قطرية و"الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون" (SDC) و"اليونيسف"، التي توفر تمويلاً من الاتحاد الأوروبي وألمانيا والحكومة الفرنسية، ومنظمة l'Oeuvre d'Orient والصليب الأحمر اللبناني. 

التعليم فوق الجميع 
وكانت منظمة اليونسكو أبرمت شراكة مع مؤسسة "التعليم فوق الجميع" الذي خصص مبلغ 10 ملايين دولار أميركي، بهبة من دولة قطر، عبر صندوق قطر للتنمية، لإعادة بناء وترميم وتأهيل 55 مدرسة و20 مركزاً للتعليم والتدريب التقني والمهني و3 جامعات في بيروت. 

ووفق ما أكدت اليونيسكو لـ"المدن"، ما زالت الأعمال لترميم وتأهيل المدارس قائمة، ولم تنته بعد. وبينما سينتهي العمل في المدارس التي تضررت بشكل طفيف ومتوسط في الأسابيع المقبلة، لن ينتهي العمل لإعادة تأهيل المدارس المتضررة بشكل بالغ قبل شهر آذار من العام المقبل. 

وكانت المنظمة شرحت لـ"المدن" أن معاينتها على الأرض أظهرت تضرر 90 مدرسة رسمية و109 مدارس خاصة، و22 مدرسة مهنية، و20 مبنى من مباني الجامعة اللبنانية، و27 جامعات الخاصة. أما الكلفة التقريبية لإعادة الترميم المباني فهي نحو 40 مليون دولار، من دون التجهيزات والمفروشات والمختبرات. وبالتفصيل، كلفة المدارس الرسمية 5.5 مليون دولار، والمدارس الخاصة 17 مليون دولار، والجامعة اللبنانية مليون دولار، والجامعات الخاصة 13 مليون دولار، والمدارس المهنية تقريباً مليون ونصف مليون دولار. إذ لم ينته التقييم النهائي بعد.

الحاجة لتجهيزات إلكترونية
في حفل إطلاق شراكة بين "الصندوق" ومنظمة اليونسكو اليوم، أكد الوزير المجذوب ان المبادرات الأخوية والصديقة التي شهدها لبنان بعد أزماته المتراكمة، شكلت بالنسبة إليه الضوء الذي يعطي الأمل في آخر النفق، مشيراً إلى أن مبادرة صندوق "التعليم لا ينتظر" تشكل برنامجاً عملياً لتسريع وتنفيذ التأهيل والترميم المنتظر للمدارس الرسمية. وكرر النداء بحاجة لبنان إلى تجهيزات إلكترونية، لتمكين التلاميذ من الإنخراط فعلياً في التعلم المدمج والتعلم عن بعد، آملا أن تتكلل مساعيهم بالنجاح من أجل الشباب، ومن أجل الإنسان في لبنان.

من جهتها قالت ياسمين شريف: "لكل فتاة وفتى في لبنان، الحق في الحصول على التعليم الجيد والشامل والحق في التعلّم وسط ظروف آمنة. لذلك، باشر صندوق "التعليم لا ينتظر"، آلية توفير التمويل للتعليم في حالات الطوارئ، من أجل اصلاح المدارس المتضررة والمنكوبة".