ضحايا شبكات التهريب إلى أوروبا: اللبنانيون يتحولون شعباً لاجئاً؟

المدن - مجتمع
الخميس   2020/11/26
مهرّبون يتقاضون الأموال ويتسلّمون الأوراق الثبوتية ويتركون ضحاياهم على الحدود أو عند رصيف البحر (Getty)
حذّر القنصل اللبناني في تركيا، مازن كبارة، من ظاهرة ازدياد عدد اللبنانيين في تركيا، وهم يبحثون عن سبل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. وأشار كبارة، في مقابلة تلفزيونية، إلى "خطر مافيات تستغلّ اللبنانيين لتهريبهم غرباً، فتتقاضى الأموال وتتركهم على الحدود بين تركيا واليونان أو بلغاريا". وفي اتصال مع "المدن"، أكد كبارة على أنه منذ أشهر، يتلقّى بشكل يومي أو أسبوعي عشرات طلبات الحصول على Laisser passer، جوازات مرور، تعطى لمواطنين فقدوا أوراقهم الثبوتية أو جوازات سفرهم في بلد أجنبي، للعودة إلى بلدانهم. ويضيف كبّارة أنّ ظاهرة هذه الطلبات ازدادت في الأسابيع الأخيرة، "إذ يأتي عدد من اللبنانيين ويشيرون إلى أنه أضاعوا أوراقهم أو تعرّضوا للسرقة. وهو الأمر الذي يثير الشكوك، خصوصاً أنّ العدد يكبر".

عصابات التهريب
وفي تفاصيل ما يحصل مع عدد من الراغبين بالهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، يوضح كبارة أنّ "لبنانيين يصلون بشكل طبيعي إلى إسطنبول على متن الرحلات، ثم يلتقون بوسيط سبق وتواصلوا معه بغية تهريبهم إلى أوروبا". فيتقاضى الوسيط أو المهرّب المال، ويتسلّم منهم أوراقهم الثبوتية ثم يتركهم عزّل على الحدود أو رصيف البحر. وهم يتخلّون عن أوراقهم الثبوتية اللبنانية "حتى يمكنهم الادعاء- في حال تم إلقاء القبض عليهم- أنهم لاجئون ولا يحملون الأوراق اللازمة كي لا يتم ترحيلهم". ويضيف كبارة أنه "بفعل هذه التجارب المتكرّرة، يخسر الساعون إلى الهجرة غير الشرعية المال والوقت، ويصعّب عليهم أيضاً أمل الهجرة الشرعية لاحقاً".

مساعدة الضحايا
ويشدّد كبارة على أنّ القنصلية اللبنانية تقوم باللازم مع ضحايا شبكات تهريب البشر. مضيفاً أنّ "تزايد أعداد الضحايا جعل من المغرّر بهم ظاهرة يجب التوقّف عندها، والحدّ منها، انطلاقاً من الأراضي اللبنانية". فيؤكد على وجوب توعية المواطنين في الإعلام وتعزيز المتابعة الأمنية للعصابات والوسطاء بهدف حماية الضحايا قبل سقوطهم في أفخاخ المافيات.
على أي حال، فإن تفاقم هذه الظاهرة يدل على أن اللبنانيين يتحولون شيئاً فشيئاً إلى شعب لاجئ، مثل سائر الشعوب المنكوبة بحروب أو بأنظمة قاتلة.. أو بالغة الفساد على شاكلة لبنان.