الناشطون يقتحمون سرايا حلبا ويستولون على ملفات الفساد

جنى الدهيبي
الخميس   2019/12/12
أعلن الناشطون: "لن نسمح لهذا المحافظ بالعودة إلى السرايا" (الأرشيف، عامر عثمان)

يبدو أنّ عجلة ثورة 17 تشرين الأول، بدأت تتصاعد وتيرتها في محافظة عكار الشمالية، بعد خفوتٍ دام لأسابيع، نتيجة سيطرة الأحزاب السياسية على هذه المحافظة، المحرومة من أدنى مقومات العيش الكريم. لكن، ثمّة مجموعات مدنية لم تيأس منذ انطلاق شرارة الانتفاضة الشعبية، وهي تواجه يومًا بعد آخر، كلّ محاولات التضييق عليها ومحاربتها، بهدف لجم تحركها، لإبقاء العكاريين تحت سيطرة أحزابهم وتياراتهم السياسية.


أمام سرايا حلبا
هذه المجموعات المدنية، توجه منذ فترة سهامها على محافظ عكار عماد لبكي، متهمةً إياه بالفساد وحماية المفسدين وبيع رخص الأسلحة عشوائيًا، كما لو أنها "بطاطا" على حدّ وصف أحدهم. وفي صباح يوم الخميس، نظّم عدد من المتظاهرين في حلبا وقفة احتجاجية أمام سرايا حلبا، مطالبين باستلام ملفات بلدية حلبا المنحلة، التي هي بعهدة محافظ لبكي منذ أكثر من سنة. لاحقًا، تطورت الأمور، مع عدم استجابة لبكي للمتظاهرين، فدخلت مجموعة منهم السرايا، وحدث تدافع بينهم وبين عناصر القوى الأمنية، التي حاولت منعهم من الدخول، لكن المتظاهرين استطاعوا اختراق السياج الحديدي والأمني، وبلغوا البوابة الداخلية للسرايا، مطالبين لبكي الخروج من السرايا، ورددوا الكثير من الشعارات من بينهما: "يا محافط يا فاسد بعكار منك قاعد".

وبينما سادت حالة من التوتر والهلع والصدامات، أسفرت عن وقوع بعض الجرحى، نتيجة ضربهم من قبل القوى الأمنية، يشير الناشط المدني في عكار، غيث حمود، لـ"المدن"، أنّ مجموعة خيمة "اعتصام حلبا"، سبق أن طالبت المحافظ ثلاث مرات بالحصول على ملفات بلدية حلبا، انطلاقًا من حقّهم القانوني في الوصول إلى المعلومات. لكنّه كان يمانع ويتعاطى معهم بردّ فعل متشاوف وعدم مبالاة، على حدّ وصفه. يقول: "هذا المحافظ، يبيع رخص السلاح على بياض موقعة باسمه وختمه، مقابل 300 دولار أميركي على كلّ رخصة، وبشكل عشوائي".



مطلب الاستقالة
ويؤكد أنّ المتظاهرين لم يكن لديهم نية استعمال العنف لدى دخول السرايا لمقابلة المحافظ، لكنّ القوى الأمنية تهجمت عليهم بالضرب، و"تعرضت إحدى السيدات للتعنيف، وهي ذهبت إلى طبيب شرعي للحصول على تقرير". يضيف: "لا تراجع بعد اليوم، ولن نسمح لهذا المحافظ بالعودة إلى السرايا إلا لتقديم استقالته الفورية، لأنه رأس الفساد في عكار مع نوابها، وسيكون لنا خطوات تصعيدية أخرى في حال تخلّف عن الاستقالة".

وكان عضو تكتل الجمهورية القوية النائب وهبي قاطيشا قد غرّد على تويتر قائلًا: "من غير المسموح أن يتلطى بعض الفوضويين الموتورين بالحراك الثوري النبيل لتدمير الدولة في حلبا. لذلك، أناشد وزيرة الداخلية وقائد الجيش لوضع حد لهذا التمادي في تدمير الدولة بعيدا عن الأهداف النبيلة للثورة".

وهذه التغريدة، تسببت بحالة استياء كبيرة على نائب القوات اللبنانية، واعتبرها المتظاهرون نوعاً من التحريض عليهم، وأنه يدافع عن فساد المحافظ، فعاد وحذفها لاحقًا.