حرائق الشمال تغزو الضنية وعكار.. حتى الفجر

جنى الدهيبي
الثلاثاء   2019/10/15
كادت الحرائق تكتسح ليلاً ما يقارب 14 بلدة (عزيز طاهر)

ربما لم يتابع النائب في كتلة التيار الوطني الحرّ ماريو عون، امتداد نيران الحرائق طوال الليل وأثناء النهار شمالًا، في عكار والضنية، قبل أن يطلق "عتبه" الاستنكاري على اقتصارها على أحراج المناطق المسيحية، وقبل أن يجزم أنّها مفتعلة، بما أنّه حدد الهويّة الطائفية لأحراج جبل لبنان:

لم يسلم الشمال من ألسنة اللهب الممتدة من أحراج مناطق الشوف وعاليه والمشرف إلى الجنوب. فمحافظة عكار، ومعها الضنية، اللتان تمتازان بالأحراج والجبال والوديان والغابات الخضراء، عاشت ليلةً عصيبة وملتهبة، وكذلك كان نهارها، وإن بوتيرةٍ لم تبلغ خطورتها ما شهدته مناطق جبل لبنان وأحراجه.

قرى الضنية وأحراجها
في الضنية، اندلعت ليلًا حريق في حرج الصنوبر المتاخم لبلدة بطرماز، ثم امتدّ بسرعة كبيرة نتيجة الرياح النشطة، قبل أن تصل إلى مكان الحريق آليات وعناصر من ​الدفاع المدني​ لإخماد الحريق بالتعاون مع الأهالي، الذين أطلقوا مناشداتهم. كذلك تمكنت عناصر الدفاع المدني وورش بلدية بخعون، من إخماد حريق كبير اندلع في أحراج البلدة، وامتد إلى بساتين وأراض زراعية حيث قضى على أشجار مثمرة، واقترب من الأماكن السكنية. واندلع مساءً حريق في الأراضي الزراعية في منطقة "جورة بوعمر" في بخعون، كما وعملت طوافات الجيش منذ ساعات الفجر على محاولة إخماد الحريق الذي اندلع في غابة بلدة ديرنبوح، القريبة من بلدة زغرتغرين في الضنية، بالتعاون مع الدفاع المدني والأهالي.

النيران تضرب عكار
أمّا في عكار، فقد اندلع حريق  في أراضي بلدة الحويش العكارية، إلتهم مساحة من الأرض العشبية اليابسة ومن أشجار السنديان، واندلع نهار يوم الثلاثاء حريق كبير آخر في الوادي الفاصل بين بلدتي برقايل ومجدلا العكارية، وعملت عناصر الإطفاء في الدفاع المدني على اخماده.

وفي اتصال مع "المدن"، يشير رئيس بلدية مجدلا، محمد الأسمر، إلى أنّها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها بلدته هذا النوع من الحرائق، وأنّ الدفاع المدني استطاع السيطرة عليها هذه المرّة، لكنّه يغمز من قناة ما شهدته أحراج جبل لبنان بالقول: "يبدو أنّ كلها حرائق مفتعلة وغير بريئة". أمّا محافظ عكار عماد اللبكي، فيؤكد لـ"المدن" أنّه لم يعد هناك مخاطر كبيرة في عكار، بعد أن استطاعوا إخماد الحرائق ليلًا، و"هي حتى إشعار آخر تحت السيطرة"، ويقول: "رغم كل الحرائق التي كادت تكتسح ما يقارب 14 بلدة ليلًا، جرى اخمادها قبل الرابعة فجرًا، بالتعاون بين الدفاع المدني والأهالي واتحاد البلديات والصليب الأحمر. وحاليًا، هناك سيطرة على الوضع وإن لم يكن سالمًا بالمطلق، ولم تستدع الحاجة إلى القيام بإخلاء المنازل، فيما نحن  على استعداد كامل لأيّ طارئ، بالتنسيق بين البلديات والاتحادات وتأمين الصهاريج اللازمة".

من جهته، يشير رئيس اتحاد بلديات الضنية محمد سعدية لـ "المدن"، أنّ الحرائق اندلعت في الغابة الواقعة بين دير نبوح وزغرتغرين. ومنذ الصباح، تواجه البلدية مع المتطوعين صعوبةً في الدخول إلى الغابة بطريقةٍ بدائية وصعوبةٍ بالغة. يقول: "أكثر ما نخشاه أن تمتدّ ليلًا، ونحن نحتاج إلى مساعدة أكبر إلى جانب ما يقدمه الدفاع المدني، لا سيما أننا نقوم بإخماد الحرائق وحدنا باللحم الحيّ، وقد قمنا بوضع عازلٍ للحريق، ولم ننته من العمل بعد، فيما الدولة لا تسأل عن أحد بحجة أنها غير مجهزة وليس لديها مالًا".

حرق مفتعل؟
وكان رئيس مركز الدفاع المدني في زغرتا انطوان معوض قد أشار أنّ الحريق في زغرتغرين مفتعل، "لأنّ الوصول إلى مكان اندلاعه شبه مستحيل"، بعد أن جرى السيطرة على الحرائق الأخرى بنسبة 90 في المئة، والدفاع المدني حاليًا في مرحلة تبريد الأرض. ويقول معوض لـ"المدن": "أتحدث عن مناطقنا في الشمال، فمن المستحيل أن يقع حريق عند الساعة 11 ليلًا، من دون وجود حرارة للشمس. والهواء لا يولد في هذا الوقت حرارة ونارًا، وإنني أجزم أنّ هذا الحريق كان مفتعلًا".