"النساء في الأخبار" لصناعة ترأسها المرأة أيضاً

منى حمدان
الأربعاء   2019/01/16
البرنامج الإقليمي يسعى لتمكين الصحافيات من الوصول إلى مناصب إعلامية عليا (المدن)

يكثر الحديث في المجتمعات الغربية عن موضوع الفجوة بين الرجال والنساء و.. الأخبار، خصوصاً في المؤسسات الإعلامية وغرف الأخبار، بينما لا يرد هذا البند على أجندة مجتمعاتنا العربية. وعلى الرغم من أن هذه الفجوة موجودة في الغرب، إلا أنها في عالمنا العربي أكبر بكثير، في ظل فوضى الأرقام، وندرة الإحصاءات التي تحدد هذه الظاهرة أو تتحدث عنها.

هذه الفجوة بالتحديد، هي ما يحاول برنامج "النساء في الأخبار" إصلاحها، من خلال تعزيز قدرات النساء داخل المؤسسات الإعلامية، وتطوير عملهن، بهدف الوصول إلى مناصب عليا، والتوعية بأهمية التوازن الجندري في صناعة الإعلام.

قمة إقليمية أولى
البرنامج، الذي أطلقته المنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء WAN/IFRA، افتتح الثلاثاء 15 كانون الثاني/يناير القمة الإقليمية له في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في بيروت. القمة، التي تستمر جلساتها حتى 17 الحالي، تسعى إلى جمع عدد من العاملين في صناعة الإعلام لمناقشة القضايا المشتركة، والتحديات التي تواجه مهنة الصحافة. جلسات القمة انطلقت بعد كلمات الترحيب، التي ألقاها كل من المديرة الإقليمية للبرنامج فاطمة فرج، والمدير التنفيذي لمنظمة وان-إيفرا، ومديرة تطوير الإعلام في المنظمة ميلاني والكر، التي أشارت إلى أن "هذا البرنامج بدأ عام 2015 بمشاركة 15 صحافية من ثلاثة بلدان إفريقية، واليوم بات ينتشر في 12 بلد في العالم".

تشارك في القمة أيضاً نحو مئة صحافية من مصر ولبنان والأردن وفلسطين، اللواتي شاركن في البرنامج على مدى السنوات الأربع الفائتة. إلا أن القاعة كانت تنقصها الصحافيات الفلسطينيات، اللواتي واجهن تأخيراً كبيراً في الحصول على الفيزا، ما منع مشاركتهن.  

الهدف من هذا الحدث، كما تقول المديرة الإقليمية للبرنامج فاطمة فرج، هو "جمع الشبكة، التي أنشأها هذا المشروع، ومنهم الصحافيات المشاركات في البرنامج، والعاملين في صناعة الإعلام، وشركاء وان إيفرا، في مكان واحد، للحديث عن المهنة، وعن أزمة الصحافة، والعمل الإعلامي، والتحديات التي تواجهها الصحافيات للوصول إلى مناصب إدارية وقيادية في مجتمعاتنا".

النساء في الأخبار
البرنامج يدرّب سنوياً 25 صحافية من مصر، لبنان، فلسطين والأردن، لمساعدتهن على الوصول إلى مراكز صنع القرار في مؤسساتهن الإعلامية، على فترات متباعدة خلال نحو 9 أشهر. في هذه المدة، تحصل كل صحافية على نوعين من التدريبات، الأول على مهارات إدارة وسائل الإعلام، مدته 12 يوماً، ويجري في الجامعة الأميركية في القاهرة. بالإضافة إلى تدريب فردي Coaching مع مدربات وطنيات، وتتركّز هذه التدريبات والجلسات، على مهارات الإعلام الجديد، واستراتيجيات التسويق، والإدارة المالية، وإدارة الموارد البشرية، والتخطيط الاستراتيجي وفهم أفضل للجمهور.

بدأ البرنامج في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2016، لأن "الإعلام لطالما كان صناعة يرأسها غالبية من الرجال، البرنامج يهدف إلى تغيير هذا الواقع، إعطاء النساء فرصة متساوية مع الرجال، للوصول إلى مناصب عليا وإدارية، داخل مؤسساتهن الإعلامية، ليكون لهن دور في هذه الصناعة"، كما تقول مديرة برنامج "النساء في الأخبار" ميرا عبدالله لـ"المدن". 

عام 2014، أعلن مركز إعلام المرأة في تقريره السنوي إنه في الوقت الذي تشكل فيه النساء نصف عدد السكان، يكتبن فقط ثلث المحتوى في الصحف ومحطات التلفزيون العشرة الأكثر انتشاراً.

القيود على وصول المرأة إلى منصب رئيسة تحرير مثلاً  كثيرة. والتحديات التي تواجهها الصحافيات تصل إلى حد التمييز، خصوصاً في ما يتعلق بالأدوار الاجتماعية، ووضعها في قوالب نمطية معينة تجعلها موضوعاً للأخبار وليست مصدراً له، والتحرش اللفظي والجسدي، وغيرها الكثير من العقبات التي عليها اجتيازها قبل الوصول إلى منصب قيادي.