بالفيديو: فريق كرة قدم للفتيات في طيردبا يكسر القيود

صفاء عيّاد
الأربعاء   2018/09/26
أغلب الفتيات كنّ يلعبن كرة القدم مع الفرق المدرسية (علي علوش)

غير آبهات بنظرات المارة في بلدة طيردبا الجنوبية (قضاء صور)، تهرول شابات في المعلب ببدلات رياضية، وهدفهن دخول عالم كرة القدم، الذي يحتكره الذكور في بيئة "محافظة". هنّ فريق نجوم طيردبا للفتيات والشابّات، أول فريق نسائي جنوبي استطاع خلال فترة وجيزة الانضمام إلى الاتحاد اللبناني لكرة القدم.

من بدياس، أنصار، البازورية، وقانا وغيرها من القرى الجنوبية، تلتقي الفتيات في ملعب طيردبا مرتين أو ثلاث في الأسبوع من أجل التدريب، وتجهيز أنفسهن للمشاركة في الدوري اللبناني للسيدات. الشابات، اللواتي تراوح أعمارهن بين 14 و19 عاماً، يصلن إلى الملعب قبل الوقت المتفق عليه، وينتظرن فتح أبوابه. والأحاديث الطاغية هي انطلاقة العام الدراسي، وتنظيم الوقت لعدم التقصير في التدريب، بالإضافة إلى الأحاديث الكروية المحلية والعالمية.

نحو 6 فتيات منهن ينطلقن من أنصار (قضاء النبطية) إلى طيردبا، لتحقيق شغفهن وتطوير مهاراتهن الرياضية، وفق ما تقول سالي عقيل (14 عاماً). فـ"في بلدتنا أنصار لا يمكننا أن نلعب في الملعب كالشبان. فأخذنا نبحث عن ناد في الجنوب. وعندما وجدنا نادي طيردبا كان بمثابة الحلم لنا". أما شقيقتها سيلفانا، التي تلعب حارسة للمرمى، فتؤكد أن هذه اللعبة ليست حكراً على الذكور، رغم ما تسمعه من كلمات مسيئة كونها محجبة، أولها أنها "مسترجلة لأني ألعب الفوتبول. لكن هذه الكلمات تدفعني أكثر للتدرب وتحقيق أفضل ما لديّ".

النادي الذي تديره مجموعة شباب من طيردبا، هدفه تحقيق إنجاز نوعي على مستوى الجنوب بطريقة فريدة من نوعها. إذ بدأت الفكرة مع فتاة من طيردبا كانت تبحث عن فريق للتدرب معه في البلدة، تماماً كما يفعل شقيقها. فمن هنا ولدت فكرة إنشاء فريق نسائي جنوبي لكرة القدم. فإنطلق الفريق مع 6 فتيات ليصل إلى أكثر من 40 متدربة حتى اليوم.


ويشير مدرب الفريق حسن شور إلى أن أغلب الفتيات كنّ يلعبن اللعبة مع الفرق المدرسية، لكن ممنوع عليهن ممارستها خارج أسوار المدرسة. لكن نادي نجوم طيردبا خلق متنفساً لهن بعيداً من الصور النمطية والقوالب الاجتماعية التي تُوضع للفتيات في المجتمع "المحافظ"، الذي تحكمه بعض الفتاوى الدينية، "مثل تحريم اختلاط الفتيات مع الشبان، او التي لا تجيز أن يدرب كوتش فتيات محجبات". استطاعت إدارة النادي التغلب على هذه العوامل بسياسة "عدم المبالاة والرد على المنتقدين". يضيف شور أن "من بين الفتيات مواهب حقيقية، لكنها تحتاج إلى تدريب"، موضحاً أن "مشاركة الفريق في الدوري ستكون أولى خطوات الاحتراف".

لا يخفي القيمون على النادي الاعتراضات السياسية الحزبية التي رافقت انطلاقته. فبعض الأحزاب المسيطرة استطاعت الضغط على الأهالي من أجل منع بناتهم من المشاركة في التدريب. وعدم حصول النادي على دعم وتمويل لنشاطاته في البلدة، أحد الطرق التي يُحارب بها. في المقابل، رحبت بعض العائلات بالنادي، تماماً كحسن قاعور، ابن بلدة طيردبا، الذي يصطحب ابنته إلى التدريب ويحضر التدريبات كلها لتشجيعها.