"شيوخ الطرب" الحلبيّة.. شبابية في لبنان

نيكول طعمة
الجمعة   2018/08/03
شاركت شيوخ الطرب في العديد من المهرجانات العربية والدولية واللبنانية

من حلب حمل مشروعه الفني استكمالاً لمسيرة عمالقة الطرب في سوريا، وإيصال التراث الحلبي من الموشحات والقدود الحلبيّة إلى العالم. فكانت فرقة "شيوخ الطرب" الغنائية انطلاقة حلمه الفني العربي الأصيل. إنه الفنان عبود عساف، مؤسِّس فرقة جديدة باسم "شيوخ الطرب" في حلب، وقد أخذ على عاتقه المهمة "الجميلة،" كما يصفها في حديثه إلى "المدن"، لنقل الصورة الحقيقية عن سوريا "بلد الحب والعطاء والفن الأصيل كما فعل الأسلاف"، يقول.

"شيوخ الطرب".. مجدداً في لبنان
من مدينة حلب أم الطرب المعتقة بالأصالة والتراث، ترعرع عساف في الحارات القديمة وسط عائلة تعشق الطرب الأصيل والإنشاد الديني. تتلّمذ الشاب المحترِف على يد الفنان محمود فارس، الذي كان يرأس فرقة حلب الإنشادية وتعلّم منه خلال 16 عاماً أصول الغناء والتجويد وكثيراً من الموشحات والقدود. ويخبر أنه بدأ حياته الفنية حين كان صغيراً، ثم التحق بفرقة حلب ليستهل رحلته في الغناء. وفي عمر الـ16، انتسب إلى معهد الشبيبة وتخرج منه بدرجة امتياز.

حبّه للفن والموسيقى دفعه إلى تشكيل فرق فنيّة في لبنان. ويوضح عساف: "أسّست فرقَتي التراث الحلبي وحلب للإنشاد، كذلك أنشأت معهد حلب لتعليم أصول الغناء والموشحات والقدود، ومن خلاله أعدت تأسيس فرقة شيوخ الطرب، ولكن هذه المرّة في لبنان، وليس في سوريا. وتضم ثلاثة أشخاص في الغناء، أنا وأثنين من إخوتي، بمرافقة عازفين من أمهر موسيقيي حلب ومغنين من فئة الشباب".

ويشير إلى أن فرقة "شيوخ الطرب" الأساسية هي من أقدم الفرق الطربية في سوريا، تأسست في العام 1956 في إذاعة حلب من ثلاثي جمع صباح فخري، محمد خيري ومصطفى ماهر، "ومع الوقت شارك العديد من مطربي حلب تحت أسماء عدة: شيوخ سلاطين الطرب وغير ذلك.. وكان الهدف الحفاظ على التراث. وعند انتقالي إلى لبنان أحببت متابعة هذا العمل الكبير".

حمل هذا الشاب، وهو في عقده الثالث، مسؤولية كبيرة في نقل التراث الشرقي والحلبي بشكل خاص. وعن ذلك يقول: "أسعى إلى تبني المواهب الشابة التي أحرص على ضمها إلى الفرقة من أجل جذب الشباب إلى اللون الحلبي".

لماذا أبقيت على إسم "شيوخ الطرب" دون سواه من التسميات؟ "عدم اختيار إسم ثانٍ للفرقة سببه خلود إسم شيوخ الطرب في وجدان المستمع العربي. ورغبت في متابعة المسيرة والحفاظ على هذا اللون الوازن". وقد أضاف أفكاراً عديدة إلى الفرقة من حيث انتقاء القوالب الغنائية والموشحات والأدوار والقدود وادخال بعض التعديلات الموسيقية لجهة التوزيع واعتماد الإيقاع الأسرع، وفق تعبيره.

الطرب والتراث.. يجمعان الجيلين معاً؟
كيف يصف عساف تناغم الجيلين القديم والجديد معاً في الأعمال الموسيقية في "شيوخ الطرب"؟ "ثمة تناغم وانسجام كبيران بين الموسيقيين الكبار المخضرمين والعناصر الشابة التي أدخلتها على الفرقة، لأن الموسيقي المخضرم يكون حقاً قائد مسرح ويأخذ بيد الشباب إلى السلطنة والاتقان. وكثيراً ما حاولت إدخال العنصر النسائي من عازفات وكورال. وكل هذه الأعمال هي لحسن تلقي المستمع والجمهور الحاضر للعرض، خصوصاً في لبنان وتونس والمغرب ومصر، حتى أن في عروض تلك البلدان أعداداً كبيرة من الشباب. وهذا يدل إلى أننا على الطريق الصحيح".

تتألف الفرقة من 25 عنصراً بينهم شبان وشابات، ومنهم الكبار في السن وهم الأصل فيها. وتضم آلات شرقية، منها العود والقانون والكمان والناي والرق. وفي كل مناسبة "نعمل على إضافة بعض الآلات كالغيتار والتشيلو والإيقاعات الحديثة كي نبقى على تواصل مع المستمع. وقد نقدّم بعض أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، وأحياناً نقدّم أغاني من اللون الشعبي في العروض الفنيّة كي نرضي معظم الأذواق".

وعمّا إذا كان للموشحات والقدود الحلبية جمهور خاص يتابعها بانتظام، يجيب أن "طبيعة هذا النمط الغنائي كقالب مرّكب وملحّن بقواعد وأوزان وشعر تجعل أذن المستمع أكثر طرباً للحن والكلمات من الأغنية السريعة".

وعن برنامج الفرقة المقبل، يوضح عساف أن "شيوخ الطرب" سبق لها أن شاركت في العديد من المهرجانات العربية والدولية واللبنانية، وأيضاً في الخيم الرمضانية في لبنان وحفلات السحور. كما كان لها مشاركات عدّة في حفلات الزفاف الكبيرة تحت مسمى العرس الحلبي. وقد تستعد لإقامة عروض في مهرجانات بيت الدين لسنة 2019، والقبيات شمالاً وغيرها من المناطق اللبنانية.