لماذا نحب سيارة "البيتل"؟

ميريام سويدان
الأحد   2018/08/12
يضم نادي تجمع سيارات "البيتل" 400 سيارة (Getty)
لم تحرز سيارة فولكسفاكن- بيتل شهرتها عبثاً، بل ساعدها دعم العنصرين الأقوى: السياسة والإعلام. سياسياً، استخدمها النظام النازي كأداة دعائية له في الحرب العالمية الثانية، بعدما كان ادولف هتلر قد أمر بتصنيعها في العام 1938، وأطلق عليها تسمية فولكس فاكن أو "سيارة الشعب"، تعبيراً عن تقديره لشعبه.

إلا أن النجاح التجاري الذي حققته "الخنفساء" لم يرتبط بالجانب السياسي من خلال اقتران هذه السيارة بصفتي القوة والسعادة، كما أراد هتلر، بل ساهم اهتمام وسائل الإعلام بذلك. إذ كانت "بيتل" حاضرة في العديد من الأفلام، أبرزها (The Love Bug 1968)، وهو سلسلة من خمسة أفلام كانت فيها سيارة البيتل "هيربي"، البطلة الرئيسية في سلسلة ديزني. وهي طراز سنة 1963، مطلية بالأبيض وتحمل الرقم 53، لديها روح ومشاعر، وتحب فعل الخير، ولكنها غير قادرة على النطق.

عليه، عزز العاملان السياسي والإعلامي تعاطف العامة مع هذه الفئة من السيارات، وأعطاها بعداً خاصاً يميزها عن نظيراتها، تجبر الشخص على الابتسام بمجرد المرور بجانب إحداها. هذا عدا عن عوامل أخرى حددها هواة البيتل، مثل بساطة هذه السيارة وسهولة تصليحها، كما إدراجها تحت خانة السيارات الاقتصادية.

جيمي رشدان: موحّد عشاق البيتل
أسس جيمي رشدان نادي تجمع سيارات "البيتل" في العام 1999. فكان أول ناد للسيارات في لبنان. وهو ينظم باستمرار تجمعات لأعضاء النادي، الذي يضم 400 سيارة بيتل، يملك رشدان 20 منها. وهدفه الأساسي من التجمع هو المحافظة على التواصل بين أصحاب هذه السيارات الكلاسيكية، رغم ما يتطلبه التنظيم من تحضير، قد يصل إلى شهر كامل. وكان آخرها تجمع الأسبوع الماضي على الحدود اللبنانية- الفلسطينية.

يخصص رشدان مساحة في جونيه لعرض سيارات الفولكسفاكن الكلاسيكية، يجاوره كراج يعنى بتصليحها. وتحديداً بتحويل هذه السيارات إلى أخرى أكثر عملية لتتناسب مع الحياة اليومية، كإضافة مكيفات تبريد الهواء، تحويلها إلى أتوماتيك، أو زيادة سرعة محركها. 



آشو: هواية "البيتل"
يعارض آشو (40 سنة) فكرة تجديد سيارة البيتل أو حتى تعديلها. فهو يرى أن قيمتها الجمالية تكمن في الشكل الأساسي الذي صنعت به. كما أن شغفه تجاه هذه السيارة دفعه إلى إنشاء ناد خاص بهواة البيتل يضم أكثر من 200 شخص، بالإضافة إلى تعلم مهنة تصليحها وفتح كراج مخصص لها، بعدما كان قد اقتنى أكثر من خمسين سيارة منها. فأصبح آشو المقصود الأول لتصليح البيتل، إلا أنه يصف عمله "بالحب وليس التجارة". إذ إن جمع سيارات البيتل هي هوايته، تماماً كما الصيد أو الرياضة للآخرين.

بسام سلمان: "هيربي" في خمس نسخ!
يهوى بسام سلمان السيارات، إلا أن "البيتل" لها مكانة خاصة لديه، كونها أول سيارة اقتناها في لبنان في العام 1972، قبل أن ينتقل للعيش في كندا. وهناك سنحت له الفرصة، ودفعه حبه لهذه السيارة "الشعبية" إلى تشكيل مجموعة كبيرة منها. أبرزها سيارة الشخصية الكرتونية "هيربي"، التي يملك منها خمس نسخ.

حصل سلمان على العديد من الجوائز من معارض للسيارات في كندا، آخرها جائزتان حصدتهما السيارة "هيربي" في معرض يضم ما يزيد عن 600 سيارة. الأولى لتفوقها على فصيلتها، والثانية بتصويت الجمهور لها كـ"أكثر سيارة لطيفة". ورغم أن "البيتل" تلقى إعجاب الجميع، إلا أن هواتها يجمعون على أن قيادتها تفرض علاقة خاصة تجمع بينها وبين السائق.