هذا ما يفعله عمر عيتاني وحسام حنوني بالثياب المستعملة

حنان حمدان
السبت   2018/05/05
يقدر عدد المستفيدين من هذه الخدمة بنحو 1883 شخصاً (مصطفى جمال الدين)

تجمع شركة "فابرك إيد" الملابس. تفرزها وتنظفها، ثم تبيعها للفئات الأكثر حاجة في لبنان، بأسعار منخفضة جداً، تراوح بين 500 و3 آلاف ليرة. وهي تدفع 0.5 دولاراً مقابل كل كيلوغرام من الملابس التي تجمعها من المنظمات غير الحكومية، وتسمح للمتبرعين من الأفراد أو الشركات والمدارس والجامعات، اختيار الجمعية الخيرية التي يريدون إرسال قيمة الثياب إليها. بالتالي، يستفيد من هذا المشروع المحتاجون والجمعيات معاً.

عمر عيتاني (22 عاماً) وحسام حنوني (20 عاماً) صاحبا هذا المشروع. يقول عيتاني لـ"المدن" إن الفكرة تبلورت في كانون الأول 2016، حين كتب بوستاً في فايسبوك حث فيه أصدقاءه على التبرع بملابس مستعملة، وتمكن من جمع 200 كيلوغرام من الثياب خلال 10 أيام فقط. لكنه فوجئ بعدم وجود أي جمعية يمكنها معالجة هذه الملابس من أجل إعادة استعمالها، لأن هذه الجمعيات تحتاج إلى الوقت والمال والتجهيزات المطلوبة. فكانت الفكرة بإيجاد هذه البنى التحتية لهذه الجمعيات، وحثها على جمع الملابس مقابل مردود مالي، وتم وضع خطة لكيفية توزيع هذه الملابس بأفضل طريقة في لبنان.

ولهذه الغاية، شارك عيتاني وحنوني في برنامج تدريب مع اليونيسف، وحصلا على 20 ألف دولار لتمويل المشروع. فكانت الانطلاقة قبل عام، إذ جهزا مستودعاً لجمع الملابس ومعالجتها، وافتتحا متجراً تباع فيه الملابس في منطقة وادي الزينة. إلى جانب ذلك، عملا على خلق أسواق متنقلة في المناطق الأكثر حاجة، مثل قرى صيدا، الضاحية الجنوبية، الورداني وداخل مخيمات اللجوء. تعرف هذه الأسواق باسم سوق "الخلنج"، أي الجديد، كدلالة على جودة هذه الملابس "الجديدة".

"فابرك أيد"، التي وصل عدد موظفيها إلى 18 موظفاً، تسهم حالياً في تقليل حجم النفايات من الملابس، بيئياً، كما تدعم المجتمع المحلي. وهي من خلال عملها تقدم نموذجاً أوروبياً ناجحاً يحفز المنظمات غير الحكومية على جمع مزيد من الملابس من دون القلق على النفقات والتوزيع، وتسهم في تحسين واقع الفقراء. لذلك، فازت أخيراً بالمرتبة الثانية في جائزة مسار الريادة الاجتماعية في منتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي. وفازت بالمركز الأول للشركات الناشئة الاجتماعية في Global Social Venture Competition 2018، التي حصلت في إيطاليا، وستستثمر أموال هاتين المشاركتين في المشروع، كما يقول عيتاني.


وفي الأيام المقبلة سيتم افتتاح محال إضافية لبيع الملابس، وستضاف إلى الحاويات الأربع الموجودة في فردان، الحمرا، بعقلين وبيت مسك، حاويات جديدة في مناطق أخرى من أجل تسهيل تبرع الأفراد. ومنها، بشارة الخوري والأشرفية، لاسيما أن الإقبال على شراء الملابس كثيف.

أما الملابس التي يتم التبرع بها فتقدر نسبة الصالحة للارتداء منها بعد الفرز بنحو 85%. وهناك 12% غير صالحة، لكنها تستعمل كحشوة في صناعة أثاث المنازل، مثل "الكنبة والمخدة"، وأثبتت تجربتها أنها ناجحة جداً. لذلك، سيتم تنفيذ هذا المشروع للاستفادة من هذا النوع من الملابس. لكن، ماذا عن 3% المتبقية؟ يقول عيتاني إن هذه النسبة هي من الملابس التي لا يرغب بارتدائها الفقراء، لاسيما المحافظين منهم، فيتم إرسالها إلى الجامعة اليسوعية، حيث يعيد الطلاب تصميمها، وسيتم عرض هذه الأزياء قريباً.

يقدر عدد المستفيدين، وفق موقع الشركة، بنحو 1883 شخصاً، ابتاعوا الملابس من الأسواق المتنقلة فحسب. وهذا الرقم كان ليكون أكبر من ذلك بكثير لو أضيف إليه المستفيدون من شراء الملابس في المتجر.