"عدسة": نادٍ عالمي في طرابلس

جنى الدهيبي
الجمعة   2018/05/25
يسعى نادي "عدسة" إلى أن يكون دليلاً ملموساً للمصورين

في خطوةٍ هي الأولى من نوعها في طرابلس، استطاع 5 رفاقٍ يجمعهم شغف التصوير أن ينشئوا بعد مشوارٍ طويلٍ من البحث والعمل، أول نادي تصوير احترافي اسمه "عدسة" Adasa Photography Club. الفكرة بدأت مع الصديقين نذير حلواني وبدر الصفدي. نذير الشاب المهندس الذي اشتهر منذ سنوات في مدينته طرابلس بسحر عدسته، وبدر صاحب الثقافة الأكاديمية التصويرية، انضم إليهما كلّ من المصورين دورين بوتيل أستاذة جامعية (فرنسية الأصل)، شانتال فهمي والأكاديمي تاكي لوقا.

حلواني الذي سبق أن أسس نادٍ للتصوير خلال إقامته في الإمارات وضمّ 200 عضو، يشير في حديثٍ مع "المدن" إلى أن فكرة المشروع بدأت نواتها مع صديقه بدر قبل عام. "جمعنا حلم إنشاء نادي تصوير على مستوى عالمي في طرابلس، وبذلنا جهداً كبيراً لجمع خبراتنا من أسفارنا حول العالم، التي شاهدنا فيها كثيراً من فنون التصوير المبهرة، في دول الخليج وأوروبا وأميركا وأفريقيا. ونحن الخمسة، عدنا لنعيش في طرابلس، ولكلّ منّا تجاربه وخبراته في الخارج".

"عدسة"، وفق حلواني، هو نادي تصوير أُسس بعد مشوارٍ طويل، "قمنا بافتتاحه الشهر الماضي إلكترونياً (أونلاين)، وسيكون له مقرّ لاحقاً، لكننا نبدأ خطوةً بخطوة، لتأمين التمويل اللازم، بعدما وضعنا خطّة كاملة بالمصاريف". الإنجاز الكبير، كان بترجمة فكرة النادي عمليّاً على الأرض، لأصدقاء يجمعهم حبّ الكاميرا وشغف التصوير. لكن الانجاز الأكبر، "أنّهم جميعاً فنانون، التقوا على حلمٍ واحد، ولم يتناحروا ضدّ بعضهم، في سابقةٍ قلّما نشهدها".

أهداف مشروع "عدسة" ترتكز على رفع مستوى التصوير في طرابلس، وخلق نوع من الوعي لدى محبي التصوير لتعريفهم بأنواعه التي لا تختزلها البورتريات والأعراس. وفي هذا النادي الذي شهد ولادة مبكرة قبل أن تنتهي خطّته، "نسعى إلى أن يتخرج كلّ عام جيل من المصورين مقابل اشتراك سنوي زهيد". يضيف حلواني: "نريد خلق مجتمع متخصص في التصوير، وأن نصل خلال 5 سنوات إلى خلق مجموعة من المصورين المحترفين، وكلّ منهم في اختصاص معين: تصوير أزياء، بورتريه، طعام، مجوهرات، طبيعة، حيوانات..". ومن واجبات النادي، توعية السوق أيضاً، ليدرك أنّ هناك متخصصين لكلّ خدمة تصويرية يطلبونها. "نريد أن نوعي المصورين والزبائن في آن معاً".

حتّى الآن، لدى النادي نحو 27 عضواً منتسباً، وهم لم يأت من عدم، وإنّما سبق أن شاركوا في جولاتٍ تصويرية في المدينة. وأول مشروعٍ لـ"عدسة"، كان Ramadan Lens، الذي نال شهرةً كبيرة، منذ أن انطلق قبل سنوات وبدأه نذير مع زملاء له داخل لبنان وخارجه، ويهدف إلى إلتقاط صور استثنائية تحكي عن يوميات الناس حول العالم في شهر رمضان. "جعلنا رمضان لانس أول مشروعٍ لعدسة لأن وقته يتناسب مع موعد انطلاق النادي. ونحن حالياً، على تواصل وتنسيقٍ مع شركات تصوير محليّة وعالمية ستدعمنا، عبر تقديم أجهزة التصوير وأماكن مخصصة وغيرها من الخدمات".

كيف يقدّم النادي نفسه؟
يسعى "عدسة" إلى أن يكون دليلاً ملموساً للمصورين وعشاق التصوير الفوتوغرافي، حيث يمكنهم الالتقاء وبناء مجتمعهم الخاص. يعتبر حلواني أنّه مع الانتشار الهائل للأجهزة الفوتوغرافية في أيدي الناس، "وصل الأمر إلى النقطة التي من المهم فيها رسم الخط الفاصل بين المصورين العرضيين والطامحين، الذين يريدون استثمار الوقت والجهد كي يصبحوا مصورين أفضل، بتقديم كلّ ما تحتاج إليه المواهب المحلية، وكشف الإمكانات الهائلة في المدينة".

هكذا، يمكن لـ"عدسة" أن يضع طرابلس على مسرح التصوير الفوتوغرافي الوطني والعالمي. إذ سيقوم النادي بتنظيم الفعاليات والأنشطة وورش عمل متكاملة على مدار السنة، عبر توفير منصة للمصورين الهواة والمحترفين، والقيام برحلات ميدانيّة ومسابقات وتحديات في مجال التصوير، من أجل المشاركة والتعاون في إنشاء مجتمع مبتكر لتمكين أعضائه، حيث يمكن تبادل المعرفة والخبرة في بيئة مهنية غير معقدة.