3 تحالفات في انتخابات اللبنانية الأميركية: الاشتراكي بيضة القبان

علي زين الدين
الخميس   2018/10/04
تعتمد الجامعة نظاماً أكثرياً للتصويت (الأرشيف: خليل حسن)

تستعد الجامعة اللبنانية الاميركية، بفرعيها في بيروت وجبيل، لخوض غمار معركة انتخابية محتدمة بين الأطراف السياسية المختلفة، الجمعة في 5 تشرين الأول 2018. أما الأطراف الأساسية في هذه المعركة فيمكن توزيعها على ثلاثة تحالفات، وهي 8 آذار، و14 آذار، وحملة غَيِّر المستقلة.

أبرز التغيرات في تحالفات الأحزاب لهذا العام، هي قفزة الحزب التقدمي الاشتراكي نحو تحالف 14 آذار، التي تعكس جو الاحتقان بينه وبين التيار الوطني الحر. إذ يبدو أن الاشتراكي يتجنب أن يكون في حملة انتخابية واحدة مع التيار. بالإضافة إلى الموقف السياسي، يميل الاشتراكي إلى التحالفات التي تؤمن له أكبر عدد من المقاعد. ومن المتوقع أن ترجح الخطوة التي قام بها الاشتراكي فرص تحالف 14 آذار في بيروت، خصوصاً بعد تعادل الطرفين في العام الماضي. ومن الممكن أن تعيد نتائج هذا العام من الانتخابات، دور "بيضة القبان" للحزب الاشتراكي، خصوصاً بعد تنظيم صفوفه في الجامعة في العامين الماضيين.

تنشط الأحزاب المسيحية في كل من التحالفين الأساسيين، 8 و14 آذار، في فرع جبيل. والمنافسة شديدة بين مرشحي الوطني الحر وتيار المردة من جهة، والقوات اللبنانية وحلفائها من جهة أخرى، وذلك في ظل وجود خجول للثنائي الشيعي على صعيد المرشحين في جبيل. أما بالنسبة إلى حرم بيروت، فهو يشهد سنوياً مواجهة بين تيار المستقبل وحزب الله وحركة امل.

تعتمد الجامعة نظاماً أكثرياً للتصويت بنموذج كل شخص لديه صوتٌ واحد. ما يحرم الحلفاء القدرة على تجيير الأصوات بين بعضهم البعض، ويمنع العديد منهم من الترشح على كل المقاعد. فعلى سبيل المثال، ترشح كل من حملة 8 آذار و14 آذار 9 مرشحين من أصل 15. بالإضافة إلى فرادة القانون، تنفرد LAU بطريقة التصويت، إذ إنها تعتمد التصويت الالكتروني عبر الكمبيوتر من دون أي حاجة إلى الذهاب إلى مراكز الاقتراع.

لكن طريقة التصويت هذه ووجهت باعتراضات واسعة من تخالف 8 آذار. "اخلت طريقة التصويت الالكتروني بسير العملية الانتخابية وأغلقت الباب أمام أي تقديرات او حسابات للنتائج"، يقول مسؤول حركة أمل في الجامعة زكريا جوني. تفتح طريقة التصويت الباب على مصراعيه للطعن بنزاهة الانتخابات، نظراً للضغط والابتزاز اللذين يمكن أن يتعرض لهما الناخب، خصوصاً بعد تعرض العديد من الحسابات للقرصنة في العام الماضي وحرمان عدد من الطلاب حقهم بالادلاء بأصواتهم.

"اليد ممدودة لجميع الأطراف للتعاون بعد الانتخابات بهدف تحقيق مصلحة الطلاب، وقد أضفت هذه العقلية جواً من الهدوء على انتخابات هذا العام"، يقول جوني. يضيف: "هناك اتفاق بين الأحزاب على تجنب أي مشاكل، لأن العمل الحزبي مُشجع عليه، لكن ليس عندما يؤدي إلى مشاكل بين الطلاب".

البارز في هذا العام هو صمود حملة "غيّر"، بعد احرازها مقعداً في المجلس الطلابي في العام الماضي. علماً أنه في جولات سابقة لم تستطع العديد من الحملات والمبادرات المشابهة الصمود، في ظل تعرضها لهجوم ممنهج، وكونها تشكل نموذجاً جديداً يمكن أن يستبدل النموذج التقليدي لمرشحي الاحزاب.

وترشح الحملة هذه السنة 5 مرشحين في مختلف الكليات في فرع بيروت. ويقدر المتابعون أن قدرات الحملة تطورت عما كانت عليه في العام الماضي. لكن، تبقى هذه الحملة بحاجة إلى بلورة أهدافها على المدى الطويل. ورغم تناول الحملة مسائل مثل الطائفية والمحسوبية، يبقى وضع ورقة سياسية واضحة لها ضرورة محتمة لاستمرارها في السنوات المقبلة.