هل تكتمل فرحة جب جنين باكتشاف مغارة "مثل جعيتا"؟

لوسي بارسخيان
الأربعاء   2018/10/17
يقدر رئيس البلدية طول المغارة بـ12 متراً

تعطلت الحفريات في مستشفى حكومي قيد الانشاء في عقار ملك جمهوري في بلدة جب جنين في البقاع الغربي، اثر اكتشاف القيمين على الورشة "مغارة"، شبه أهالي البلدة نتوءاتها بمغارة جعيتا، وكادوا يسلمون لأهميتها التاريخية، إلى أن قطع اختصاصيو مديرية الآثار في وزارة الثقافة كل الشكوك، مسلمين بكونها "مغارة طبيعية" لا تقع من ضمن اختصاصات المديرية، خصوصاً أنه لم يعثر في الموقع على اثر ليد الإنسان في تكوينها، ولا تظهر مؤشرات لاستخدامها مساكن لأحياء في فترات ما قبل التاريخ.

وكان العمال قد عثروا على الفجوة، الاثنين في 15 تشرين الأول 2018، خلال تجهيزهم قطعة الأرض لبناء مستشفى. ومع انتشار الخبر، أثار حشرية كثيرين قصدوا الموقع ملتقطين الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مع نفحة أمل، بأن تكون "المغارة" فاتحة استثمار سياحي يمكن أن يشكل عنصر جذب لمركز القضاء. فتوقفت أعمال الحفريات في الموقع، في انتظار أن يكشف عليها من قبل مديرية الاثار.

علمت مديرية الآثار باكتشاف "المغارة" أولاً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تجري اتصالات مباشرة بعيدة عن الروتين الاداري سمحت بتوجيه الاختصاصيين إلى الموقع، رغم ما توقعته المديرية مسبقاً، وفق مصادرها، بأن يكون ما اكتشف "فجوة طبيعية"، شبيهة بفجوات كثيرة منتشرة على الأراضي اللبنانية، خصوصاً في محاذاة السلسلة الشرقية، نتيجة تراكم العوامل الطبيعية والمناخية.

وبالفعل، تبين بالكشف المباشر الذي أجرته الاختصاصية لميس الجمال، صحة التوقعات بشأن كون الموقع معلماً طبيعياً. فرفعت توصياتها وفقاً للمصادر بالكشف على الموقع من قبل وزارة البيئة، التي يقع من ضمن اختصاصاتها الحفاظ على هذه المعالم، وطلبت توقيف أعمال الحفريات في الموقع إلى حين استكمال هذا الكشف.

إلا أنه حتى ظهر الثلاثاء لم تكن دوائر وزارة البيئة في البقاع قد تبلغت رسمياً بأي مهمة للكشف على الموقع، فيما اثارت اعادة تشغيل محركات ورشة انشاء المستشفى في الموقع، بعد اقفال فوهة الفجوة، استهجاناً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن انتفاء الصفة التاريخية للموقع، لا تنفي خصائصه الجيولوجية الجمالية الأخرى، التي هي نتيجة تراكم عوامل تسمح باستغلال الموقع لأغراض بيئية وسياحية.

في بلدية جب جنين، في المقابل، تجنب لتضخيم قيمة المكتشفات، خصوصاً بسبب تفاوت التقديرات بشأن حجم "المغارة" التي قدر رئيس البلدية طولها بـ12 متراً، فيما جاءت تقديرات القوى الامنية التي كلفت حماية الموقع بداية أقل بكثير. إلا أن ثمة اجماعاً على ضرورة عدم "إهمال" الموقع، اسوة بمواقع أخرى شبيهة في أكثر من منطقة بالبقاع. من هنا، جاء تحرك قائمقامية البقاع الغربي، التي رفع قائمقامها وسيم نسبيه كتاباً إلى محافظة البقاع يطلب فيه توجيهاته حول الاجراءات المطلوب اتخاذها لحماية الموقع، تزامناً مع رفع كتابين إلى وزارتي البيئة والسياحة من أجل ارسال فرق الكشف إلى الموقع لتحديد أهميته، فيما أوضح القائمقام نسبيه لـ"المدن" أنه سيتمنى على متعهد المشروع وقف الورشة مؤقتاً، في انتظار استكمال الإجراءات.