رشا تجمّل حي التنك.. وتفوز

علي زين الدين
الخميس   2018/01/25
يتضمن مشروع رشا تصميماً حيوياً لمنطقة حي التنك (علي علوش)
فازت طالبة الهندسة المعمارية في جامعة سيدة اللويزة رشا عبد الباقي بالنسخة 18 من مسابقة رفعة الجادرجي عن مشروع تخرجها الذي يهدف إلى إعادة احياء حي عشوائي في وطى المصيطبة، معروف بـ"حي التنك". وهي مسابقة سنوية تنظمها نقابة المهندسين في بيروت ومؤسسة الجادرجي من أجل العمارة والمجتمع، حيث يتنافس فيها طلاب العمارة من كل جامعات لبنان. أما المعايير الأساسية للفوز بالجائزة فهي اختيار مشاكل اجتماعية وإيجاد حلول مبتكرة لها.

يتضمن مشروع رشا تصميماً حيوياً لمنطقة حي التنك، الذي تبلغ مساحته 13500م2، ويسكن فيه نحو 2000 نسمة. وهو يهدف إلى تحويل هذه المساحة المهملة إلى منطقة منتجة. بالتالي، تحسين الظروف الاجتماعية للسكان. بدأت رشا مشروعها بالعمل على تحسين المظهر الخارجي ومداخل الحي لجعله مكاناً يجذب الناس، لأنه في حالته الراهنة يعتبر مشبوهاً ومكاناً خصباً لوقوع الجرائم. ويتضمن مشروع رشا تحسين الحيّ من الداخل عن طريق زيادة المساحات الخضراء وفتح سوق يضم مشاريع تجارية يفتقدها الحي، لكي يتمكن من استقطاب الناس من خارجه.

اختارت رشا هذا المكان نسبةً إلى موقعه المميز واكتظاظ السكان فيه، بالإضافة إلى الفقر المتفشي بين سكانه. "لا يكمن الحل بإزالة الحي وطرد السكان، بل بتحسين وضعه وازالة الصور النمطية السيئة عنه". تضيف: "هذا المشروع يمكن تطبيقه على أي حي عشوائي آخر"، خصوصاً أن كلفته متدنية، لأن المواد الأولية لإعادة تأهيل الحي متوفرة. والاستثمار في هذا المشروع سيمكن الحي من الاكتفاء الذاتي. 



تخرجت رشا أخيراً من سيدة اللويزة بدرجة امتياز. وستكمل دراساتها العليا في التصميم المدني في الجامعة الأميركية في بيروت. وهي اتخذت هذه الخطوة بعدما تأثرت كثيراً بمشروع حي التنك، نظراً إلى طبيعة المنطقة الشعبية والمشاكل الكثيرة التي تعاني منها. "اتخذت هذه الخطوة في مسيرتي المهنية لأكمل ما بدأت به في مشروعي. وأتابع هذه الحالات من منظور تقني".

يبقى هذا النوع من المسابقات مهماً جداً لإعادة بلورة أهداف ممارسة الهندسة بشكل عام والعمارة بشكل خاص، وتسليط الضوء على المشاريع التي تحمل طابعاً اجتماعياً. كما أنها تدفع طلاب، مثل رشا، لاختيار مشروع اجتماعي لمشروع التخرج والعمل عليه لمدة عام كامل بدلاً من اختيار مشروع تقليدي.

المراتب الأخرى
فازت الطالبة جهينة ريدان بالمرتبة الثانية عن مشروعها لإعادة تأهيل الحيز المديني في صور القديمة، وهي طالب في معهد الفنون الجميلة (الفرع الرابع) في الجامعة اللبنانية. وفازت مريام بشارة، من جامعة ألبا، بالمرتبة الثالثة عن مشروعها إعادة تنظيم المخيم الفلسطيني في ضبية، مناصفة مع الطالبة ياسمين عطوي، من الجامعة الأميركية، عن مشروعها حقول اكس: اعادة كتابة بيروت من خلال لعبة افتراضية.