"مستكشفو جبالنا": منصّة تعليمية في المدارس الرسميّة

نيكول طعمة
الإثنين   2018/01/22
واكب مراحل المشروع 45 معلماً ومعلمة من مختلف المدارس

"مستكشفو جبالنا"، وسيلة تعلّم جديدة تستخدمها بعض المدارس اللبنانية عبر الانترنت أداة تعليمية لامنهجية للتلاميذ بين 8 و14 سنة، تؤشر إلى أهمية الجبال في بلدٍ يتميّز بمناظره الجبلية الخلاّبة.. كيف يتم تدريس هذه المادة؟

تشرح مديرة قسم التربية في جمعية درب الجبل اللبناني مايا كركور لـ"المدن" أن "درب الجبل اللبناني قامت بشراكة مع مؤسسة التنمية المستدامة للمناطق الجبلية وبتمويل من مكتب التعاون السويسري لسفارة سويسرا لإنشاء مستكشفو جبالنا".

وتوضح: "يُعدّ درب الجبل اللبناني أول مسار للمشي في لبنان لمسافات طويلة، وتتولى الجمعية الحفاظ عليه وإدارته، ويمتدّ من عندقت في عكّار، شمال لبنان، إلى مرجعيون في الجنوب، وهو مسار بطول 470 كلم يمرّ عبر أكثر من 75 بلدة وقرية على ارتفاعات تراوح بين 600 متر وألفي متر فوق مستوى سطح البحر". تضيف: "يُظهر هذا الدرب الجمال الطبيعي لجبال لبنان وثروتها الثقافية، ويؤدي إلى تقريب المجتمعات المحلية ويوسّع الفرص الاقتصادية في المناطق الريفية من خلال السياحة المسؤولة بيئياً واجتماعياً".

من هنا وجدت الجمعية الحاجة إلى استحداث "مستكشفو جبالنا"، وهي منصّة تفاعلية يمكن الدخول إليها من خلال إنشاء حساب على الإنترنت. "ويمكن القيام بذلك، إما عبر وصول جماعي من أساتذة مع حساب واحد لكل صف، أو من خلال الوصول الفردي من كل تلميذ في المنزل مع ذويه. وقد يكون لكل حساب جواز سفر أخضر خاص به يتم ملؤه بختم في كل مرة يستكمل فيها لعبة أو نشاط في المنصّة. ويكون جواز السفر وثيقة سفر افتراضية تحفّز الصف أو التلميذ على الالتزام والمشاركة في جمع كل الأختام الافتراضية، وهي قابلة للتحميل والطباعة في نهاية رحلة مستكشفو جبالنا، أو في نهاية العام الدراسي كهدية تذكارية. وتكون إشارة الانتهاء من الموضوعات والأنشطة التي تم استكشافها من جانب كل صف أو كل تلميذ خلال الرحلة". ويُشار إلى أنه بعد التسجيل الأولي والدخول إلى المنصّة، يمكن للصف أو التلميذ الوصول إلى خريطة افتراضية تحتوي على المواضيع التي تمثل إحدى الموارد الأساسية التي تقدّمها جبالنا.

بمساعدة نحلتي، أي "نحلة الحظّ"، تقول كركور "يقوم جاد وياسمين، على سبيل المثال، باستكشاف الجبال عبر مواضيع مختلفة، وهي المياه والهواء والغابات والتنوع البيئي والزراعة والتراث الثقافي والمناظر الطبيعية، وتنتقل مبادرات تغيّر المناخ والحد من المخاطر بين كل المواضيع". وتشجّع المنصّة التفاعلية المعلّمين والأهل على المشاركة في هذه الرحلة المذهلة ومساعدة الأولاد في استكمال الاستكشاف الكامل للمنصّة من خلال جمع كل الأختام المطلوبة لجواز السفر الأخضر الإفتراضي.

كيف يحصل اللعب؟
عند النقر على موضوع واحد، توضّح كركور، يُعاد توجيه المنصة إلى صفحة الموضوع مع الخيارات: "يبدأ كل موضوع بيئي مع عرض تمهيدي قصير لدقيقة أو دقيقتين من الرسوم المتحركة التي تقدّم لمحة موجزة عن المكونات الأساسية للموضوع. يُفسّر التحديات التي تواجه الموارد الطبيعية من حيث التدهور البيئي، ويتمّ الحصول على ختم لجواز السفر الأخضر الافتراضي عند مشاهدة كل عرض تمهيدي. ومن خلال النقر على بدء اللعبة، يمكن استكشاف الموضوع من طريق لعبة افتراضية تسمح للاعب باكتشافه وفهمه أكثر. وعادة ما تكون الحلول للعبة على شكل إجابات متعدّدة الخيارات أو أعمال السحب ووضعها في المكان المناسب في مربّع الأدوات والحلول".

التربية: المشروع مميّز ومستمر
حظيت "مستكشفو جبالنا" بدعم وزارة التربية والتعليم العالي. وتتحدث هيلدا ريمون الخوري مديرة الارشاد والتوجيه ودائرة الامتحانات في وزارة التربية عن إدخال هذه الوسيلة الإلكترونية إلى المدارس، بالقول: "يستهدف المشروع نحو 30 مدرسة رسميّة، وقد انطلقنا في تطبيقه هذه السنة في 9 مدارس موجودة على درب الجبل اللبناني".

ما يميّز هذا المشروع، في رأيها، أنه "يتناول البيئة بكل جوانبها في بلد كان فريداً ببيئته، ومع تقاعس معالجة أزمة النفايات مثلاً، سيظهر وجهاً مغايراً للبنان، خصوصاً أن مستكشفو جبالنا وجد الحل عبر التربية بحيث يتوجه نحو التلاميذ بالطريقة التي تجذبهم تكنولوجياً لجهة تلقينهم معلومات مهمة متصلة بموارد الطبيعة في الصف. تالياً، عبر إقامة النشاطات خارج نطاق المدرسة بعيداً من الوسائل التقليدية المعتمدة في المناهج التعليمية".

واكب مراحل المشروع قسم الارشاد والتوجيه ونحو 45 معلماً ومعلمة من مختلف المدارس. وتعتبر الخوري أن وزارة التربية تفيد من تنفيذ المشروع حالياً كتجربة نموذجية في العام 2018، "على أن يُعتمد في ما بعد في مدارس رسمية جديدة مستعينين بأفكار حديثة ومتطورة من جمعية درب الجبل اللبناني، وإضافتها إلى مناهجنا التربوية، بما في ذلك قسم الارشاد الصحي البيئي والمرشدين في المدارس، لأن تعرّف الإنسان إلى البيئة والطبيعة يسهم في التخفيف من العنف وضغوط الحياة والعودة إلى السلام، الهدوء، وتقبل الآخر واحترامه".