لين تنجو من الأنوركسيا.. وتنصحكم بالحذر

هدى حبيش
الأربعاء   2017/07/26
كسب الوزن ليس دليلاً على تعافي المريض من الأنوركسيا
تمتعت لين لاظ (23 سنة) بثقة كبيرة بنفسها وبجسدها الرشيق، غير أنها عايشت الأنوركسيا، أي الهوس بانقاص الوزن وشكل الجسد، طوال سنة ونصف قبل أن تلجأ إلى اختصاصية نفسية واختصاصية تغذية في آن معاً. وقعت لين في فخ الأنوركسيا بسبب دقتها وتوقها المستمر إلى الكمال. فالعمليات الحسابية لوزنها وطولها كانت تحدد 56 كيلوغراماً كوزن مثالي لها، بينما كانت تزن 59 كيلوغراماً. ومن محاولات غير مدروسة وغير صحية لخسارة الكيلوغرامات الثلاث، بدأت تجربة لين مع الأنوركسيا. 


خلال تلك الفترة، كانت لين تتناول ما لا يزيد عن 600 وحدة حرارية خلال اليوم، بينما كانت تستهلك أكثر من 1200 وحدة حرارية بسبب انضمامها إلى نادٍ رياضي، بالإضافة إلى اتمام الوظائف الجامعية. استمرت على حالها هذه حتى وصلت إلى 45 كيلوغراماً. لكن، حينها بدأت بخسارة صحتها، فتوقفت دورتها الشهرية لمدة 10 أشهر، وانخفض ضغط دمها وبدأت تغيب عن الوعي. على اثر هذه الوعكات الصحية، بدأت لين تكتشف اصابتها بالأنوركسيا. وهي مازالت حتى اليوم، رغم مرور سنتين على بدء العلاج، في مرحلة التعافي، وقد وصل وزنها الآن إلى 51 كيلوغراماً.

منذ فترة وجيزة، قررت لين استثمار خبرتها في السوشال ميديا للتوعية بشأن الأنوركسيا. فأطلقت حساباً في فايسبوك وتطبيق إنستغرام تحت اسم "Point a la lynn" للحديث عن تجربتها، فلاقت تفاعلاً واسعاً، خصوصاً من خلال الرسائل التي تتلقاها للاستفسار عن أمور عديدة. من خلال تجربتها وقراءاتها الكثيرة، أصبحت لين خبيرة في موضوع التغذية والأنوركسيا، فشاركت مع "المدن" أهم الدروس التي تعلمتها من هذه التجربة:

أولاً: لا تتصرف/ي كشخص لديه وزن زائد. إذا لم يكن الشخص بحاجة إلى خسارة بعض الوزن، فليس صحياً العيش في دوامة الإحساس بالذنب واحصاء الوحدات الحرارية والامتناع عن الأكلات اللذيذة.

ثانياً: للمهتمين بالحفاظ على وزنهم، لا تدعوا الأفكار المرضية والخاطئة بشأن الحمية الغذائية تسيطر عليكم، كالامتناع عن تناول مأكولات من مجموعات غذائية معينة مثل النشويات والدهون. إذ إن الامتناع عن تناول أغذية معينة يعرض الجسد إلى خطورة كسب الوزن بشكل سريع بعد انتهاء الحمية.


ثالثاً: تخصيص يوم واحد فقط في الأسبوع لقياس الوزن، لأن مثل هذه التصرفات قد تتحول إلى سلوك هوسي أو قد يشجع على الهوس. وقياس الوزن يومياً غير دقيق، إذ إن الوزن يتغير من يوم إلى آخر وفق كمية المياه والملوحات التي تدخل الجسد.

رابعاً: الحرص على كسب العادات الصحية في الأكل وأسلوب الحياة يعني أن يأكل الشخص ما يرغب به، لكن باعتدال، وأن يتوقف عن الأكل عند الاحساس بالشبع.

خامساً: تجنب ربط المشاعر بتناول الطعام. فقد يلجأ المصابون بالأنوركسيا إلى الهرب من مشاكلهم بالانشغال بحسابات الوحدات الحرارية وشكل الجسد. ما قد يؤدي إلى انهيار علاقات عديدة، أبرزها العلاقات العاطفية.

سادساً: الحذر من متابعة حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تشجع على السلوك الأنوركسي.

سابعاً: الابتعاد عن فكرة "المثالية" بالنسبة إلى الوزن وشكل الجسد. والابتعاد عن الأرقام والحسابات، فلا يوجد شيء مثالي.


ثامناً: تنصح لين الأهل بعدم الضغط على أولادهم من أجل خسارة الوزن أو كسبه، واستبدال الكلام بالفعل من خلال تشجيعهم على تبني عادات أكل صحية. أما إذا خسر أولادهم الوزن بشكل مبالغ فيه، فعليهم اللجوء إلى اختصاصي نفسي من دون التدخل مباشرة، لأنهم لن يستطيعوا مساعدتهم. فالشخص المصاب بالأنوركسيا ذكي ويعتمد حيلاً كثيرة ليخدع من حوله. وله منطق خاص في النظر إلى نفسه وإلى وزنه. ولن يقتنع بمنطق شخص لا يعرف ما يفكر أو يمر به.

كسب الوزن ليس دليلاً على تعافي المريض من الأنوركسيا. إذ تشكل المعالجة النفسية جزءاً أساسياً من العلاج، بالإضافة إلى النظام الغذائي. وتشير الاحصاءات إلى أن معظم المصابين بالأنروكسيا يصابون بـ"هوس" آخر مرتبط بشكل جسدهم، مثل الشراهة أو التدرب الرياضي المفرط. وتستغرق عملية التعافي سنوات، كما حصل مع لين، يجب خلالها العمل على كسب عادات أكل صحية وسلوك سليم وواع. ورغم أن لين تملك شكلاً جميلاً جداً اليوم غير أنها خسرت شهيتها ومذاقها الجيد في تذوق الطعام. "وهي متعة لا تستحق المخاطرة بها أو خسارتها"، وفق لين.