شخص واحد.. لا يكفي عاطفياً

محطات
الأربعاء   2017/07/26
يتطلب هذا النموذج من العلاقات شفافية غير محدود
رغم أنه معتمد لدى فئات واسعة، إلا أن الزواج من شخص واحد ليس النموذج الوحيد للعلاقات، وقد راجت في العقود الماضية نماذج أخرى، من بينها نماذج Polyamorist، أي متعددي الشركاء. في هذه الشهادة المنشورة في موقع The Guardian (بتصرف)، تتحدث إلف ليونز، وهي ممثلة تعمل في مجال Stand Up Comedy، عن رؤيتها لهذا النموذج من العلاقات. وتخبر قصة تحولها من شخص يفضل العلاقات الأحادية إلى شخص يؤمن بإمكانية الوقوع بحب أكثر من شخص.


في موازاة تطويري مهارات القيام بعدة مهمات في الوقت نفسه Multi-tasking، استطعت دخول عالم البولياموري، الذي يتطلب من الشخص شفافية غير محدودة، وقدرة على وضع كل شيء فوق الطاولة، منذ البداية. وقد اختبرت بفضله أقوى أنواع الحب التي عرفتها حتى الآن. أعتقد أن هذا النموذج بإمكانه أن يكون ثورة في عالم العلاقات، تحتاج إليها الحركة النسوية اليوم، أكثر من غيرها.

كثيرون يظنون أن هذا النموذج يتمحور حول الجنس، وهذا خطأ. ليس الوضع هنا شبيهاً بلعبة بوكيمون غو، حيث عليك أن تستحوذ على كل شيء. بل ببساطة، أن يكون لديك حرية الصراحة بشأن تطور مشاعرك، كما أنها تلغي الحدود بين مفهومي الحبيب والصديق، بشكل آمن وشفاف.

خلال مراهقتي، كنت أسأل دائماً عن فكرة الغيرة والخيانة. عندما قال شريكي مرة عن فتاة إنها جذابة، لم أشعر بالإهانة، كما يحدث مع فتيات أخريات. بالعكس كنت أجد أن ما قاله منطقي: كيف له أصلاً أن لا يرى فتاة هي فعلاً بغاية الجاذبية، أنها ليست جذابة؟

لكن للأسف، اعتبرت دائماً هذه الطريقة في التفكير غير طبيعية. لكن لو علمت عندها أن في إمكاني أن أحب أكثر من شخص، لكنت وفرت على نفسي كثيراً من القلق والذنب، وصفحات من الشعر السيئ. أمضيت سنوات أعذب نفسي بسبب انجذابي إلى أشخاص عدة، وأنهي علاقات أرغب بها بحجة أنني غير حاضرة الآن، وأقول متحججةً إن لدي خوفاً من الارتباط. لم أكن أرغب بانهاء تلك العلاقات، وكنت أعلم أن اعترافي بما أشعر به، سيعدّ خيانة بالنسبة إلى الشخص الآخر.

اكتشفت البولياموري عندما كنت في 23 من العمر. ربما أسهم في دخولي هذا العالم، خوفي من فكرة الزواج الأحادي التقليدي، الذي يجعلني أفكر في نظام الاستملاك والمهر، الذي لطالما كان حجة للاستحواذ على الزوجة من طريق الموارد المالية التي يقدمها لها الزوج.

التقيت مجموعة من الفنانين خلال مهرجان موسيقي، وكانوا يتكلمون عن  شركائهم، أطفالهم، عائلاتهم المتعددة Poly-Families. ومن بينهم، كان كان هناك أزواج سابقون يعملون اليوم مع بعضهم، وأزواج حاليون متعددو الشركاء. كانوا يعيشون في عالم حقيقي، وأكثر شفافية. شعرت بالغبطة بسبب انفتاحهم، الذي بدا لي أنه يرمز إلى عالمنا المتغير والعابر للحدود، حيث نبني حيوات منفصلة خلال سفرنا الدائم، ويكون هناك في كل حياة من هذه الحيوات، أشخاص نحبهم، ربما ليس أكثر مما نحب غيرهم في مدن أخرى.

طبعاً، يمكن أن يساء فهمك أحياناً. مرة كنت في موعد غرامي، وقد وصلت الأمور إلى حائط مسدود. لكن الشخص الآخر لم يفهم ذلك، وقد حاول أن يقبلني بشكل مفاجئ، رغم أنني أوضحت له عدم اهتمامي (خصوصاً بعدما أظهر لي طريقة تفكير استفزازية وعنصرية). عندما دفعته جانباً، أبدى لي صدمة كبيرة. كان يظن أن ما قلته هو مجرد كلام لا معنى له، وفكّر أن في إمكانه من خلال إثارتي جنسياً أن يصل إلى كل ما يريده. لحسن الحظ، تجاربي السابقة علمتني أن أكون واضحة وواثقة من نفسي في حالات مشابهة.

نعم، أنا منفتحة بشأن رغباتي وعلاقاتي. لكن هذا لا يعني أن في إمكان أي شخص أن يلمسني من دون موافقتي. حتى لو كنت "متيقظة جنسياً" كما كنت يومها، لكن هذا لا يعني أنني موافقة، وأن الأشياء يمكن أن تحصل من دون موافقتي. فالبوليموري ليست طلباً لممارسة علاقات مع أشخاص عديدين، بالطريقة الشهوانية التي يمكن أن يتصورها البعض. بل هي القدرة على فهم وتقبل فكرة بسيطة تقول إنه باستطاعتنا أن نحب أكثر من شخص.