احذروا من فضلات الكلاب

دانا أرناؤط
الثلاثاء   2017/07/18
يشكّل براز الكلاب الموجود في الطبيعة خطراً على المياه المحلية (علي لمع)

على الأرصفة، كما في الحدائق والأحياء السكنية، تحوّلت فضلات الكلاب إلى ألغام موقوتة، كافية لتعكير مزاج المارّة عند الصباح أو عند العودة من يوم عملٍ طويل. فالمشي بين هذه الألغام لم يعد ممتعاً. أما أصحاب الكلاب، فمنهم من يخجل من رفع هذه الفضلات يدوياً لرميها لاحقاً في المكب، ومنهم من لا يكترث أساساً. وآخرون يرون في ترك هذه الفضلات منفعة للطبيعة، لدورها المتوقع في تغذية الأعشاب وتخصيب التربة.

لكن على عكس الاعتقاد الشائع، فإن فضلات الكلاب لا تعتبر أسمدة ولا توفر أي فائدة للتربة والأعشاب، بل تعتبر من الملوثات البيئية، حتى أنها صنفت من قبل وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة، في العام 1991، كملوث مصدري. وتم وضعها في خانة مبيدات الأعشاب والحشرات، إلى جانب النفط، والشحوم والمواد الكيميائية السامة والصرف الحمضي المتسرّب من المناجم المهجورة.

ويشير الطبيب البيطري في عيادة Les Acacias الدكتور علي الموسوي إلى أن براز الكلاب يحتوي على كمية كبيرة من الطفيليات (Parasytes)، التي من الممكن أن تنتقل إلى الإنسان، بالإضافة إلى أنواع عديدة من الباكتيريا كالسالمونيلا والـEchinococcus والديدان، التي لا تُرى بالعين المجرّدة أحياناً. أما التقاطها، فيتم عبر ملامسة أي سطح لامسته الباكتيريا سابقاً، أو عبر لحسة الكلب المباشرة للوجه واليدين بعد لحس براز كلبٍ آخر أحياناً. "وهذه الباكتيريا في حال انتقلت إلى الإنسان ستسبب له الحمى، وآلاماً في العضلات، وصداعاً، بالإضافة إلى التقيؤ والإسهال".

واذا كنتم لا تخشون على أنفسكم من هذه الفضلات ومخاطرها على الصحة، فربّما يجب الانتباه إلى واقع أخطر. وهو أن الأطفال هم الأكثر عرضة للاصابة بكل ما ذُكِر أعلاه، خصوصاً أن الأوساخ غالباً ما تثير فضولهم، وهم يلمسون كل ما هو حولهم لاستكشاف البيئة التي تحيط بهم.

من جهة أخرى، يشكّل براز الكلاب الموجود في الطبيعة خطراً على المياه المحلية، بحيث يقوم بتلويث البرك والبحيرات والأنهار ومياه الشرب. وعند بقاء البراز على التربة لفترات طويلة، وبعد هطول المطر، تبدأ قطرات المياه بتفكيكه. ما يساهم في انتشار الباكتيريا السامة ببطء في مصادر المياه المحلية.

وبهدف التوعية على وجوب ازالة الفضلات من الطرقات، ومع ازدياد شكاوى السكان منها، قامت عيادة Les Acacias، في منطقة ساقية الجنزير، بتوزيع علب حديدية على أرصفة المنطقة، تحتوي على عدد من الأكياس المخصصة لرفع الفضلات. هذه المبادرة، ورغم أهميتها، لم تستمر طويلاً، نظراً للضغوط واعتراض كثير من الأطباء البيطريين الآخرين، الذين رأوا فيها "دعاية مدبّرة" للعيادة. كما أن الأكياس تمت سرقتها لاحقاً، وتم تكسير وازالة بعض العلب الحديدية في عدة شوارع، وفق الموسوي.

صحيحٌ أن فضلات الكلاب ليست المتسبب الأول في انتشار الأمراض والطفيليات والباكتيريا في الهواء، الذي نتنشقه يومياً، خصوصاً في ظل أزمة النفايات التي يشهدها لبنان، إلا أنها تساهم في التلوّث الحاصل. بالتالي، على أصحاب الكلاب تحمل المسؤولية التي تقع على عاتقهم بالتنظيف وراء كلابهم، منعاً لتفاقم الأزمة.