ألعاب داعش وحزب الله و"شرطة الأطفال"

يارا نحلة
الأحد   2017/04/02
التنمر في كل مكان (Unicef)
لم تعد الألعاب والتطبيقات الإلكترونية، منذ فترةٍ طويلة، حكراً على فئة عمرية معينة. ومع تمتّع العالم الإفتراضي بعوامل جذب مثيرة للأطفال، أصبح هؤلاء أكثر تعلّقاً وتأثراً به من الكبار. تتعدّد تجارب إحتكاك الأطفال مع العالم الإلكتروني، وتختلف في طبيعتها وأثارها. لكننا سنقتصر الحديث هنا على الجانب المظلم من هذه التجارب. فما هي أخطر الألعاب والتطبيقات إلكترونية التي يتعرض لها الأطفال؟

ألعاب الحرب
ليست الألعاب الحربية اختراعاً جديداً، فهي ولدت منذ عقود مع الكمبيوتر والبلايستايشن. لكن الملفت في الألعاب الحديثة هو إحتوائها، إلى جانب العنف، محتوى أيديولوجياًً مكثّفاً. وكما لكلّ كتلةٍ سياسية وعقائدية كتبها وإنتاجها الثقافي، الذي يسهم في الترويج لمبادئها، أضحى لها اليوم مكتبة إلكترونية، فيها رفّ مخصّص للأطفال.

ألعاب داعش


كان داعش من الرياديين في تصميم ألعاب متطوّرة للأطفال تهدف إلى ترويج عقيدة منظمة. وقد إعتبرها البعض إحدى وسائل داعش للتجنيد والإستقطاب. وقد استهلّت موجة الألعاب الداعشية بلعبة "صليل الصوارم" الشهيرة. كما تشير تقارير صحافية إلى لجوء التنظيم إلى تعديل بعض ألعاب المعروفة بغية التواصل مع اللاعبين وتجنيدهم، مثل "Call of Duty 8" و"Grand Theft Auto".

ألعاب المقاومة


يملك جمهور حزب الله ألعابه الخاصة التي تجسّد "حكاية المقاومة الإسلامية في لبنان". وفي رصيده سلسلة مؤلفة من خمس ألعاب، تجسّد خمس محطّات من تاريخ العمليات بدءاً من "مواجهات خلدة" (1982)، و"اقتحام موقع سجد" (1986)، مروراً بـ"صواريخ الكاتيوشا"، التي صدّت عدوان 1996، و"عبوة غريشتاين" (1999)، وصولاً إلى عملية "موقع العزّية" (2000). ولا تحاكي أيّ من ألعاب "سلسلة التحرير" عدوان تمّوز على لبنان في العام 2006، أو مشاركة حزب الله في الحرب السّوريّة، وفق موقع التعبئة التربوية في حزب الله.

شرطة الأطفال


في الألعاب التي سبق ذكرها، ينغمس الأطفال، بموافقة أهلهم أو بالسرّ عنهم، في عوالم إفتراضية شديدة التأثير على عقول المستخدمين، لاسيّما الصغار منهم. لكن أحياناً، قد يكون الطفل وأهله ضحية. فقد إنتشر عربياً، وبشكلٍ واسع، تطبيق رقمي يسمّى "شرطة الأطفال"، يستخدمه الأهل أو الأخوة الكبار من أجل إخافة وإرهاب الأطفال، عبر بثّ مقطع صوتي يدّعي خلاله متكلّم مجهول أن شرطة الأطفال سترسله لمعاقبة الطفل. ويسترسل الشرطي، في هذه المكالمة التلفونية الإفتراضية، بالتفنّن في أشكال القصاص الذي يتوعّد به الطفل.

منابر التنمر


رغم غياب الأرقام والدراسات بشأن إنتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني في العالم العربي، إلا أن المؤكّد أن هذه الأزمة العالمية قد أضحت جزءاً من واقع الأطفال والمراهقين العرب. ومع تحدّث وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية عن إنتشار تطبيقات ومواقع إلكترونية مخصّصة للتنمر يتردّد عليها الأطفال والمراهقين من أجل مضايقة وإهانة بعضهم البعض، ويصل الأمر أحياناً إلى إنتحال صفة شخص على الإنترنت لتشويه سمعته، فإن هذه المنابر تبقى قليلة الإنتشار على الصعيد العربي.

لكن الحال هو أنه يمكن إستخدام أي من مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الغرض. وهي حفرة ينزلق فيها مزيد من الأطفال الذين يتمّ مشاركة صور وفيديوهات محرجة لهم، أو تشنّ ضدهم حملات تشهير جماعية في فايسبوك وسناب تشات، وما شابههما.