لماذا دودج الدرك مبهدلة؟

فاطمة نصرالله
السبت   2017/04/01
السيارات الجديدة "يتقاسمها" كبار الأمنيين (milinme.com)
تتمخطر سيارات دودج شارجر البوليسية المخصصة للمطاردات بهدوء في شوارع بيروت. لكن بعض هذه السيارات، التي قدمتها الولايات المتحدة هبة إلى الدولة اللبنانية في 2008 ويقدر عددها بـ450 سيارة، يبدو قديماً ومتهالكاً، وغير ملائم لسيارات أمنية، يفترض بها أن تعكس أفضل صورة عن الأمن اللبناني.

لكن مصدراً أمنياً تواصلت معه "المدن"، لا يوافق على هذه الفكرة، ويستغرب "طرح هذا الموضوع الداخلي البحت". ويقول إن "المظهر غير أساسي، والأهم فعاليتها من الداخل. فالسيارات الموجودة تتمتع بمواصفات عالية، وتستطيع انهاء مهماتها على أكمل وجه. ويتم صيانة أي عطل يطرأ عليها في مرأب مخصص لها. أما الهيكل الخارجي فموضوع آخر. وعلينا ألا ننسى أن هذه السيارات تعمل على مدار 24 ساعة، ضمن دوريات طوارئ ومطاردات أمنية".

وفق المصدر، تم توزيع هذه السيارات على كامل الأراضي اللبنانية منذ وصولها. إلا أن مصدراً أمنياً آخراً يؤكد لـ"المدن" أن "سيارات الدودج تمركزت في البداية في بيروت، لكنها لاحقاً صارت تفرز إلى القطاعات البعيدة، مثل الجنوب والشمال، بعد أن تكون قد استهلكت".

ووفق المصدر الأخير، هناك دائماً آليات جديدة تصل إلى قوى الأمن الداخلي عبر هبات أيضاً، تستخدم بشكل خاص من قبل شرطة بيروت. إلا أنه لا يتم التفريط بالقديم الموجود، كدودج شارجر، فيتم إرسالها إلى المراكز الأدنى. ويشير المصدر إلى أن الجديد "يتقاسمه" كبار الأمنيين. وفي إحدى المرات "بقيت دفعة من آليات قوى الأمن الداخلي في المرفأ لمدة غير قصيرة، إلى أن تم الإتفاق على كيفية توزيعها".

ومن المعروف أن مصروف سيارات دودج شارجر من الوقود مرتفع جداً، وكذلك كلفة صيانتها. وقد قدمت الحكومة الأميركية في العام 2014 هبة أخرى، هي عبارة عن مرأب للمحافظة على 450 سيارة من هذا النوع، بهدف الحفاظ عليها لمدة أطول. 

يعترف المصدر الأمني أخيراً أن "بعض هذه السيارات يحتاج إلى تحسين مظهر، وأن ذلك قد يؤثر على الصورة الخارجية لهذه السيارات، لكن ليس على عملها الأساسي"، يكرر. لماذا لا يتم تحسينها إذاً؟ يجيب أنه الوضع الإقتصادي الصعب الذي يمر به لبنان، وهناك أولويات أساسية أخرى أكثر إلحاحاً من "الحدادة والبويا".