3 خطوات لتحسين حاسة الشم

المدن - مجتمع
الجمعة   2017/02/10
تحفز الرائحة على خلق روابط عاطفية مع الأمكنة والأشخاص (Getty)
من المعروف عن العطارين قدرتهم على معرفة نوع عطر معين، حتى لو كان ممزوجاً بمئات العطور. ويعرف عن خبراء الشاي قدرتهم على معرفة المكان الذي زرع فيه الشاي وبأي موسم تم قطافه، من طريق حاسة الشم. لكن، هل بإمكاننا نحن الأشخاص العاديين، تطوير قدرات شبيهة بقدرات هؤلاء الأشخاص؟

بالنسبة إلى الأكثرية، تعتبر عملية استنشاق الروائح، في جزء كبير منها، عملية لاإرادية. فنحن عاجزون عن التحكم بأنفسنا عند استنشاق رائحة القمامة، أو أفران الخبز، أو رائحة شامبو فتاة تركب معنا في المصعد الكهربائي، لأننا نتمتع بقدرة هائلة على الاستنشاق، ولا نستطيع ببساطة تعطيلها، خصوصاً أن لدينا في أنوفنا بضعة ملايين من أجهزة الاستشعار أو "مستقبلات الروائح" التي تعمل ليلاً نهاراً من دون توقف.


لكن، من المؤسف أننا عاجزون عن الانتباه إلى أغلب الروائح من حولنا (إن كنت تعيش في لبنان ربما أنت محظوظ). فالرائحة تساعد على إيقاظ الذكريات والرغبات الدفينة، وتحفز على خلق روابط عاطفية مع الأمكنة والأشخاص من حولنا، كما تساعد على فهم العالم والإحساس به بطريقة جديدة.

لكن، هذا العجز في استنشاق الروائح، لا يأتي بسبب مشكلة في الأنف، بقدر ما هو ناتج من عجز الدماغ عن تفكيك رموز هذه الروائح وفهمها. ولتخطي هذا العجز، نقدم هنا 5 خطوات تحفز الدماغ على فهم الروائح أكثر وستساعدكم على تحسين قدرتكم على الشم.

1 – أحشروا أنوفكم في كل شيء
بعض الحيوانات معروفة بقدراتها الكبيرة على استنشاق الروائح، فالكلاب بإمكانها معرفة مكان المتفجرات، والخنازير يمكنها أن تستنشق رائحة ثمار الكما التي تكون في العادة تحت الأرض.

إن راقبتم هذه الحيوانات ستجدون أنها تحشر أنوفها مباشرة في الأشياء التي تريد إستنشاقها (يساعدها في هذا أنها تمشي على أربعة)، هذا بعكس الإنسان البعيد عن الأشياء من حوله بسبب عيب خلقي فيه، وعليه تجاوز هذا العيب من طريق الإقتراب أكثر. كما أن الإقتراب من الأشياء يحفز على خروج جزيئات الرائحة منها، بسبب الهواء الساخن الذي يخرج من الفم.

2 – "أمعن النظر" في الرائحة
معظم الروائح في الحياة اليومية تمر علينا من دون أن ننتبه. لكن عندما نقوم بالتركيز على الروائح لمعرفة مصدرها، ونحاول إيجاد مفردات لوصفها، نستطيع مرة بعد أخرى تطوير القدرة على تفكيك رموز هذه الروائح، وزيادتها على لائحة الروائح التي نعرفها. كأننا نعيش في بلد غريب لا نعرف لغته، وعلينا لفهم الكلمات التي نسمعها، أن نتمكن من فك رموزها.

3- استنشق بقوة
استشعار الرائحة يحصل في أعلى الأنف، عن طريق مجموعة أنسجة يبلغ حجمها حجم طابع بريدي، وتسمى الظهارة الشمية Olfactory Epithelium. عندما نقوم بالإستنشاق، تخرج جزئيات الرائحة من الشيء الذي نشمه، وتدخل إلى أنوفنا، حيث تصطدم بالأنسجة التي تقوم بتحليلها. كلما استنشقنا بقوة أكثر، كلما استطعنا إخراج جزيئات رائحة أكبر. ما يعني قدرة أكبر على التحليل. لكن، يجب الإنتباه أنه من بعد الشمة الثالثة أو الرابعة، تتوقف أنسجة الشم عن استقبال الجزيئات، وعلينا الانتظار لدقائق قبل المعاودة مرة أخرى.

(المصدر)