محاولة إنتحار كل 5 ساعات في لبنان..وخط ساخن قريباً

يارا نحلة
الأربعاء   2016/07/27
يندرج الخط الساخن ضمن مهمة "Embrace" التوعوية في شأن الأمراض النفسية (Getty)

يُسجّل في لبنان، كل يومين ونصف اليوم، حالة إنتحار واحدة. ويقدّر معدّل محاولات الإنتحار بمحاولة كلّ خمس ساعات. ويرجّح أن تكون المعدلات أعلى من ذلك، إذ يتمّ في الغالب التكتّم عن عدد كبير من حوادث الإنتحار، نظراً للوصمة السلبية المرتبطة به.

لكن هذه الأزمة تأخذ منحىً تصاعدياً، بحسب الدراسات التي أجرتها جمعية "Embrace"، وهي شبكة دعم وتوعية في شأن الأمراض النفسية في لبنان وصندوق خيري تابع لمستشفى "الجامعة الأميركية" في بيروت. ذلك أن معدل الإنتحار ارتفع من حالة كل ثلاثة أيام في العام 2014، إلى حالة كل يومين ونصف في العام 2016. في ضوء هذه الأزمة المتفاقمة، تسعى "Embrace" إلى إطلاق أوّل خط ساخن في لبنان بعنوان "خط المساعدة الوطني للأزمات النفسية والحدّ من الإنتحار"، والذي يتوقّع أن يكون جاهزاً في نيسان 2017.

ويندرج الخط الساخن ضمن مهمة صندوق "Embrace" التوعوية في شأن الأمراض النفسية و"كسر الوصمة السلبية المتعلّقة بها وبالإنتحار"، وفق ميا عطوي، وهي معالجة نفسية واحدى مؤسسات "Embrace". وتشرح عطوي أن خط المساعدة هو "خط تلفون متخصّص يؤمن معلومات دقيقة عن الأمراض النفسية، بالإضافة إلى الدعم والتدخل النفسيين بشكل فوري، ويقدّم خدمتي تقييم خطر الإنتحار وإحالة الفرد إلى الجهات التي تقدّم المساعدة المطلوبة".

تكمن أهمية هذا الخط الساخن في كونه متاحاً للجميع، إذ يستطيع أي كان الإتصال للحصول على المشورة والنصيحة بشأن أزمته النفسية وأفكاره الإنتحارية، أو أزمة قريبٍ له. ويأتي ذلك في ظلّ صعوبة تلقي المساعدة النفسية بالطرق التقليدية بسبب غلاء كلفتها من جهة، ووجود أزمة وعي في مجال الطب والعلاج النفسيين، والتي تعود إلى نظرة المجتمع السلبية والدونية تجاه الإضطرابات النفسية.

وتشير عطوي في هذا الإطار، إلى نتائج دراسة أجرتها "Embrace" في شأن فهم اللبنانيين مسألة الأمراض النفسية، والتي أظهرت أن "72% من اللبنانيين يعتقدون أن الأزمات النفسية نابعة من ضعف في الشخصية". ومثل كثير من التابوهات المجتمعية، تحيط بمسألة الإنتحار ضبابية تمنع الناس من طرح أسئلة عنها. وفي هذا المجال تبرز أهمية الخط الساخن كمتلق للأسئلة، إذ ستعمل مجموعة من الأخصائيين والمعالجين وطلاب الطب النفسي على الإجابة عن أسئلة المتصلين، وتقديم التوجيه الشخصي لهم.

تقوم مبادرة الخط الساخن على ثلاث مراحل. وقد تمّ إتمام المرحلة الأولى منها والتي تشمل إجراء "Embrace" بحثٍ ميداني بهدف تحديد الحاجات المطلوبة للإعداد الأولي. أما المرحلتان التاليتان، وهما في طور الإنجاز، فتتمثلان بجمع التبرعات، ووضع خطة العمل، وأخيراً افتتاح مركز الإتصال. وقد نجح الصندوق الخيري بجمع 20 ألف دولار، حتى اليوم، عبر منصة "ذومال" للتمويل الجماعي. ولا تزال "Embrace" بحاجة إلى 149 ألف دولار، وهي كلفة فتح مركز الإتصال وتأمين موارده لمدة سنة.

وتلفت عطوي إلى أن إحدى أبرز العقبات التي تقف أمام تحقيق أهداف المبادرة هي تأمين التمويل المطلوب من أجل ضمان إستمراريتها. كما تواجه المبادرة تحدياً آخر، وهو "الحاجة إلى إنشاء شبكة وطنية ترسم خريطة خدمات الصحة العقلية الموجودة في لبنان والمنطقة، وتتعاون Embrace اليوم مع وزارة الصحة من أجل إنشاء هذه الشبكة"، وفق عطوي.