أبو فاعور: 4 وفيات بسببH1N1..وموسمها ينتهي في آذار

هدى حبيش
الأربعاء   2016/02/10
لن تطلق الوزارة في الوقت الحالي "حملة تلقيح وطنية" (المدن)
شهد لبنان في الفترة الأخيرة، وفقاً لوزارة الصّحة، ست حالات وفاة من ضمنها 4 حالات سببتها الإصابة بفيروس H1N1 أو إنفونزا الخنازير، بالإضافة إلى حالتي وفاة غير مؤكّدتي السّبب. وكانت وزارة الصّحّة قد أصدرت بياناً في منتصف الشّهر الماضي بهدف "طمأنة اللبنانيين"، على ما قال وزير الصّحة العامة وائل أبو فاعور في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء. لكن هذه الطّمأنة لاقت أثراً معاكساً عند اللبنانيين، إذ أدت هذه البيانات إلى انتشار "بلبلة" بين اللبنانيين لما تضّمنته من حديث حول "زيادة عدد الإصابات بفيروس H1N1 وارتفاع نسبة الحالات التي أدخلت العناية الفائقة" بسبب الإصابة بهذا الفيروس، كما ورد في البيان. كما أدت هذه الطّمأنة إلى اتّهام البعض للوزارة بالتساهل في أداء دورها وتهاونها في التعامل مع الواقع الصحي الحالي، وهذا ما عززته أزمة النفايات التي بدأت قبل 7 أشهر.


على اثر الأخذ والرّد واتّهام الوزارة بالتكتّم حول الأعداد والأسباب الحقيقية لحالات الوفاة هذه، عقد أبو فاعور، الأربعاء، اجتماعاً مع "اللجنة الوطنية لمكافحة الإلتهابات"، لمتابعة الملف المتعلق بالفيروس. وتتألّف هذه اللجنة من مجموعة أعصاء وأطباء قدّموا للوزير الرأي العلمي والمتخصص وأجابوا على تساؤلاته المستوحاة من مخاوف المواطنين وتساؤلاتهم، قبل أن يعقد مؤتمره الصحافي.

في الواقع، تتّخذ الوزارة قراراتها بناءاً على المعطيات التي يزوّدها بها "نظام الترصّد الوبائي"، الناشط منذ العام 2015 في الوزارة. والحال إن هذا المرصد قد اكتشف فعلاً وجود زيادة في الحالات التي أدخلت إلى العناية الفائقة بنسبة 20%، على ما أورد أبو فاعور. أما سبب هذه الزيادة فأرجعه الوزير إلى "أسباب تتعلق في جزء منها بزيادة حالات الإنفلونزا عالمياً بنسبة 60% تقريباً، وليس في لبنان فقط باستثناء شمال الصين، أما الجزء الثاني من السبب فيتعلق بتحسن نظام التبليغ في الوزارة". وعلى الرّغم من ازدياد نسبة الإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، لم يشهد لبنان أي فارق يذكر في ما يتعلّق بعدد حالات الوفاة حتى اليوم، إذ كان لبنان قد شهد 5 حالات وفاة جراء الإصابة بهذا الفيروس خلال السّنة الماضية.

أما في ما يتعلّق بربط تزايد عدد الإصابات بالفيروس بأزمة النفايات، فقد أكّد أبو فاعور أن هذه الحجّة تُناقض الرأي العلمي. وفي هذا الإطار، كان لـ"المدن" حديث مع عضو اللجنة والأخصائي في الأمراض الجرثومية بيار أبي حنا، الذي أكد أن "ليس للنفايات أي علاقة بالإنفلونزا لأنها تنتقل من شخص إلى آخر".

من ناحية أخرى، ترددت في الفترة الأخيرة أحاديث حول انتشار فيروس هجين يؤدي إلى حالات وفاة مجهولة السّبب. في هذا الإطار، أكد أبي حنا "لم نلاحظ أي واقع غريب في المستشفيات نتيجة النفايات حتى الآن، فعلى الرّغم من أضرارها، ليس للنفايات أي علاقة بحالات الوفاة الحاصلة في لبنان". في المقابل، تمنى الوزير في حديثه على من يردد هذه الأحاديث "الإلتزام بالرأي العلمي"، شارحاً أنه لا يمكن للوزارة إعلان حالة طوارئ بناءاً على حالة واحدة فقط. وفي الوقت نفسه "من الطبيعي أن تطرأ بعض التغيرات على فيروس الإنفلونزا من سنة إلى أخرى، إذ يشهد هذا النوع من الفيروس تحديداً تغيرات جينية سنوياً".

عليه، لن تطلق الوزارة في الوقت الحالي "حملة تلقيح وطنية"، إذ "لا حاجة لهذه الحملة خصوصاً أن حالات الإصابة بدأت بالانخفاض بسبب تحسن أحوال الطقس، ومن المفترض أن يتراجع موسم الإنفلونزا وينتهي بحدود الخامس عشر من آذار المقبل"، كما قال أبو فاعور. لكن ذلك في المقابل لا يقلل من أهمية تلقيح الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا الفيروس وهم كبار السن، المصابون بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل والأطفال الذين يفوق عمرهم الستة أشهر، على أن اللقاح الخاص بهذا النوع من الفيروس هو "لقاح الإنفلونزا العادية"، على ما أكّد أبو فاعور، مشيراً إلى أن سعر الدواء الخاص بانفلونزا الخنازير "50 ألف ليرة لبنانية، وهو يحتوي على 10 أقراص دواء فقط"، كما أن "الوزارة تغطي تكلفة هذا العلاج، وهي حريصة على أن يتلقى من يصاب بهذا الفيروس عناية خاصّة في المستشفيات".