6 لبنانيين جمعوا أعداداً هائلة من الأشياء

فاطمة نصرالله
الجمعة   2016/12/09
يعتر متحف نبيل كرم الأول من نوعه في العالم (عزيز طاهر)
أحياناً نسمع عن أشخاص يجمعون أشياء محددة. يبحثون عنها في كل مكان، ويسعون إلى شرائها مهما كان سعرها. لكن، مع الوقت تتحول هذه الهواية هوساً بامتلاك كل ما له علاقة بها. وفي لبنان، يحضر هؤلاء الأشخاص، وبعضهم يدخل في منافسات عالمية لتجميع العدد الأكبر من الأشياء التي قرروا أنهم يحبون جمعها.

في ما يلي تعرض "المدن" 6 من هذه التجارب.


37 ألف سيارة 


30 سنة أمضاها بطل الرالي اللبناني نبيل كرم في جمع عدد هائل من السيارات المصغرة: 37,777 سيارة، خولته مؤخراً استلام شهادة من مندوب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، في احتفال أقيم في متحف مخصص للمجموعة في ذوق مصبح، هو الأول من نوعه في العالم.

يخبر كرم، في حديث إلى "المدن"، قصة المتحف: "خلال طفولتي جمعت عدداً كبيراً من السيارات المصغرة، لكنها سرقت مع بداية الحرب اللبنانية وضاعت للأبد. لكنني لم أستسلم، وعدت لممارسة هوايتي في المنزل والمكتب حتى ملأت جميع المساحات.. عندها فكّرت بتأسيس هذا المتحف".

يؤكّد كرم أنه لم يكن يطمح لتحطيم أي رقم قياسي، وأن كل هذه السيارات جمعها في إطار التسلية. لكن عندما حضر فريق من غينيس إلى لبنان لحضور فعاليات تحضير أكبر صحني حمّص وتبولة في العام 2009، عرض عليهم زيارة متحفه، فطلبوا منه بعد رؤية هذا العدد من السيارات المصغّرة، تحضير الأوراق المطلوبة من أجل تسجيل هذا الإنجاز في الموسوعة.


أكثر من 80 ألف قطعة أنتيكا



80 ألف قطعة أنتيكا متعددة الأشكال والألوان، ملأت كل المساحات المتاحة لدى شادي واكد (36 عاماً)، حيث يغص مستودعه ومتجره في عين الرمانة بما بدأ بجمعه منذ 20 عاماً. يقول واكد لـ"المدن" إن هوسه بجمع الأنتيكا بدأ منذ كان في الصف الأول ثانوي. قصد مختلف المناطق اللبنانية من أجل ممارسة هوايته، ويعترف بأنها استنزفت قدراً كبيراً من أمواله إلى أن وصل به الأمر إلى الإقتراض من المصارف لتأمين ثمن بعض القطع. وهو اليوم مديون بمبلغ 120 ألف دولار.

يضيف واكد: "هذه الهواية فوتتني بالحيط. لكن لا أستطيع الإقلاع عنها، بل إنني أحرص على زيارة الأسواق والمناطق كل أسبوع وبانتظام لأشتري كل ما يعرض عليّ حتى ولو بالدَين". ثم يشير إلى أنه بمجرّد بيعه أي قطعة يقوم بشراء قطعة أخرى مكانها. "وعندما يكون مزاجي عكراً أو منزعجاً من أي أمر، أجلس بين أغراض، أي ثروتي، فأرتاح".

بين القطع التي يملكها واكد ما هو قيّم ونادر ويعود إلى عهود قديمة، بالإضافة إلى قطع معدنية متعددة الأشكال تعود إلى القرون الماضية، ووثائق ومعاملات تشهد على فترات تاريخية مختلفة. يحلم واكد الحائز إجازة في علم الآثار وماجستير في إدارة المتاحف من الجامعة اللبنانية، بتأسيس متحف خاص في المستقبل يضع فيه كل ما يملكه ليستفيد منه المهتمون.

 

1400 قطعة من الأحجار والمعادن النادرة


في العام 1997، بدأ المهندس الكيميائي اللبناني سليم إدّه جمع مجموعات متنوعة وفريدة من الأحجار والمعادن الطبيعية. وقد استطاع جمع أكثر من 1400 قطعة متعددة الأشكال والأحجام والألوان من 61 بلداً حول العالم.

يبلغ عمر هذه المعادن ملايين السنوات، وهي معروضة اليوم كما وجدت على طبيعتها ومحفوظة في متحف "ميم" الذي يرمز إلى الحرف الأوّل من كلمات: متحف، معدن ومنجم، في جامعة القديس يوسف في بيروت، حيث يعتبر المتحف معلماً حضارياً مهماً وثرياً.

من بين المعادن المعروضة نجد الفلوريت والزمرد الريحاني والمورغانيت والياقوت والياقوت الأزرق والألماس والذهب.


أكثر من خمسين ألف بطاقة بريدية


أمضى الصيداوي شفيق طالب نحو نصف عمره بجمع الطوابع، فالرجل البالغ 78 عاماً، بدأ بهذه الهواية منذ 45 عاماً، واستطاع جمع أكثر من خمسين ألف بطاقة بريدية من 45 دولة، من بينها المجموعة اللبنانية كاملة وموثقة بدءاً من العام 1924، تاريخ إصدار أول طابع بريدي، حتى اليوم، أي ما يصل إلى 2100 طابع بريدي.

ويملك طالب مجموعات كاملة لدول عربية أخرى مثل سوريا وفلسطين والكويت. وقد شارك في معارض لبنانية وعربية ودولية عدة عن الطوابع.



700 ألف كتاب في منزله



صاحب أكبر مكتبة خاصة في الشرق الأوسط، وفق "بي بي سي"، الراحل عبده مرتضى الحسيني المولود في العام 1918، أمضى حياته في جمع الكتب والمجلات وكل ما يتعلّق بالعلم والمعرفة. بدأ هوايته في عمر السابعة، إذ كان يصرف أمواله على شراء الكتب. كبر الحب معه وترسخ، فصار يعمل من أجل زيادة حجم المجموعة، وقد باع في إحدى المرات قطعة أرض كان يملكها لشراء مكتبة تضم 600 كتاب.

رحل أستاذ التاريخ والآداب والفلسفة وعلم الاجتماع في العام 2007 من دون أن يحقق حلمه في تحويل منزله الكائن في منطقة بعلبك، والذي امتلأت ممراته وغرفه وجدرانه بمئات آلاف الكتب من اختصاصات ولغات ومصادر متعددة، إلى مكتبة عامة يستفيد منها طالبو المعرفة والعلم.



20 ألف ملصق



أكثر من عشرين ألف ملصق لأفلام عربية وأجنبية عرضت في القرن الماضي، يحتفظ بها اللبناني عبود أبو جودة في "دار الفرات للنشر والتوزيع"، في أحد أحياء رأس بيروت.

بدأ أبو جودة هذه الهواية منذ كان في سن 15، وزار جميع الدول العربية للحصول على ملصقات من أجل إنشاء أرشيف للسينما العربية. ويتمنى أن تزداد ثروته ويطلع عليها الجيل الجديد ويستفيد منها.