الحوار بالعنف مع المتظاهرين: 38 موقوفاً

رواند عيسى
الأربعاء   2015/09/16
دعت المجموعات المشاركة في الحراك، اليوم الأربعاء، إلى اعتصام مفتوح في رياض الصلح (عزيز طاهر)
أسفل يافطة "منكم. لكم. لحمايتكم." التي علّقتها قوى الأمن سابقاً، والموجودة أمام تمثال ساحة الشهداء، إنقض عشرات العناصر من قوى الأمن على ناشط سلميّ، ولم يتوقفوا عن ضربه على رأسه بعصاهم إلى أن فقد وعيه، وانهمرت الدماء من رأسه. ولأن قوى الأمن تعتمد الأسلوب المسرحي اللاأخلاقي نفسه الذي تستخدمه السلطة الحاكمة، فحين وصل مسعفو الصليب الأحمر لانتشال الناشط من بين أيدي العناصر المسعورة ومعهم بعض الصحافيين، انسحب العناصر بشكل تكتيكي وتقدّم عنصر بلا عصا وطاسة، ليساعد المسعفين لإدخال المصاب إلى السيارة. 


لماذا ركض العشرات من عناصر الأمن، تاركين الإعتصام قرب مبنى النهار، إلى ساحة الشهداء ليلاحقوا ثلاثة ناشطين سلميين؟ هذه هي الخطة التي استخدمتها قوى الأمن لفضّ الإعتصام، الذي تزامن مع جلسة الحوار الثانية. أولاً، بدأت بدفع العوارض الحديدية لإبعاد المتظاهرين إلى الوراء، مع توجيه ضربات عشوائية على رؤوسهم من وراء العوارض. بعدها، بدأت بسحل الأفراد الذين شكلّوا الخط الأخير من المتظاهرين الهاربين من الضرب، وإعتقالهم. وفي الوقت عينه، قام العديد من رجال الأمن بملاحقة الناشطين الهاربين بمفردهم (خارج المجموعة). استفرودا بهم بعيداً من التظاهرة، ضربوهم، واعتقلوهم. أمّا من فقد وعيه، فتم نقله إلى المستشفيات. هذا، وقام عدد من المخبرين باللباس المدني، بالإندساس في المظاهرة، وعرقلوا حركة المتظاهرين الراكضين، إمّا عبر ضربهم على أرجلهم ليقعوا أرضاً أو عبر شدهم من ملابسهم وأحياناً بشعرهم، تسهيلاً لاعتقالهم من قبل العناصر الأمنية.

لم تكتفِ العناصر الأمنية بالضرب والإعتقال، فقاموا بسبّ المتظاهرين. فقد كمش عنصر فتاة محجبّة من حجابها، وشدها إلى الوراء ليقول لها "إنه سيغتصبها إن استطاع الإستفراد بها". كما هجم ضابط من خلف عناصره على فتاة تصوّر حالات الضرب والإعتقال وقام بالصراخ في وجهها "ضبي الكاميرا يا كلبة، وإنقلعي من هون".

أمّا العناصر النسائية في قوى الأمن، التي لم تتدخلّ بضرب المتظاهرين، فقد شاركت بدورها بالسباب للمتظاهرين، كما قامت دركية برفع أصبعها الأوسط من وراء العناصر الذكور في وجه المتظاهرين.

حصيلة هذا الإعتصام حتى الآن، إعتقال حوالى 38 متظاهراً، وآخرين لا يزالون غير معروفين. والمعتقلون المعروفون بحسب حملة "طلعت ريحتكم" هم: علي بصل، حسن شمص، ايلي كلداني، معروف الأسعد، سارة هاشم، علي سليم، سامر عبدالله، حكمت الأمين، مايا أرناؤوط، أجود أبو حمدان، عدنان المقداد، يارا الحركة، نضال أيوب، عربي العنداري، مروان معلوف، ضياء هوشر، عباس اسماعيل، عباس موسى، سامي موسى، خالد عضوم، فارس الحلبي، ميرال شقير، عبدالله جعيد، حسن قطيش، وارف سليمان، عبد القادر البامي، سارة شكر، علي اسماعيل، علي ضي، نديم أبو كروم، هيثم عتمة، خلدون جابر، علي زهرالدين، أحمد أمهز، بلال رسلان، خالد حسان بن أحمد، ماريا بورجيلي، جنى نصرالله.

إلى ذلك، دعت المجموعات المشاركة في الحراك، اليوم الأربعاء، إلى اعتصام مفتوح في رياض الصلح.