طلاب "بيروت العربية": لماذا رفع الأقساط؟

براء منصور
الإثنين   2014/09/01
يمهل الطلاب إدارة "العربية" لمعالجة ارتفاع الأسعار.. وإلا فالتصعيد (علي علوش)
تفوق الزيادة السنوية، المستمرة منذ سنوات، على الوحدات الدراسية في "جامعة بيروت العربية"، بفروعها الثلاث (بيروت والدبية وطرابلس)، قدرات الأهل والطلاب، بسبب إنتسابهم إلى طبقة اجتماعية معينة، بحيث أصبحت أقساطها تفوق أقساط كثير من الجامعات الخاصة الأخرى. صحيح أن الجامعة تقدم منحاً للطلاب المتفوقين، وبنسب مختلفة، وأن كثيراً من الطلاب يعتمدون على مساعدات خارجية لتسديد أقساطهم، لكن ماذا عن الفئات الأخرى؟

تقول ألاء، وهي طالبة فلسطينية في السنة الخامسة في اختصاص الهندسة الصناعية: "حصلت على منحة من الأونروا لتفوقي في الشهادة الثانوية. ولولا ذلك لما استطاع أهلي دفع تكاليف الجامعة التي تفوق المتوقع. فلا أعرف ماذا سيكون مصير طلاب لا يحصلون على منح أو مساعدات". وستؤثر هذه الزياد على حكمت، طالب السنة الرابعة في علم النفس، إذ "ُزيدت 60 ألف ليرة لبنانية على كل وحدة دراسية في الاختصاص الرئيسي، وقد بقي لدي 26 وحدة لأتخرج، وهذا يعني زيادة مليون و300 ألف ليرة على قسطي. هذا عدا الزيادة المرافقة على وحدات المواد الاختيارية".

ويعلق عبد الرحمن، طالب السنة الرابعة في الإعلام: "يجب أن تكون أسعار الوحدات ثابتة للطالب منذ تسجيله في السنة الأولى إلى أن يتخرج. فرفع السعر في منتصف دراسته الجامعية يبقى أمراً غير متوقع أو مخطط له عند الطالب. وعندما تقوم الجامعة بتنفيذ قرار كهذا فهي تؤثر على الطالب كثيراً وعلى سمعتها. وإن كانت تريد رفع سعر الوحدة الدراسية فمن الأصح رفعها على الطلاب الجدد فحسب، بحيث يمكنهم أن يقرروا مسبقاً إن كانوا قادرين على دفع الأقساط والتسجيل أم لا".

أما خالد، الطالب في القسم نفسه، فيقول: "عندما سجلت في الجامعة كان السبب، إضافة إلى مستواها التعليمي الجيد، أسعارها المعقولة مقارنة بالجامعات الأخرى. ولكن بعد مرور السنة الأولى بدأت الجامعة سياسة رفع الأقساط، فلم أعد قادراً على التسجيل الا في عدد محدود من الساعات. وهذا ما سيؤخر تخرجي، وقد أُصبح عاجزاً، مع الوقت، عن اكمال دراستي في الجامعة". ويتمنى خالد على ادارة الجامعة أن "تُعيد النظر بهذه الخطوة لكي تحافظ على مكانتها ورسالتها التي تميزها عن بقية الجامعات".

على أن خالد يمكنه أن يعدد الكثير من المشكلات، التي لم تساهم هذه الزيادات المتتالية على الأقساط، في حلها. يقول: "هناك أماكن في الجامعة جيدة يمكن للطالب أن يستفيد منها، مثل المكتبة والملاعب الرياضة. ولكن، في المقابل، هناك نقص كبير في أمور أساسية، وخاصة في فرع بيروت، مثل مشكلة السكن بالنسبة للطلاب غير اللبنانيين، رغم اهتمام جامعات كثيرة بهذا الموضوع". يضيف: "أجهزة الكمبيوتر اصبحت قديمة جداً وخدمة الانترنت سيئة رغم أنها أصبحت من الاساسيات في العملية التعليمية، وفي مختلف الاختصاصات. وحتى موقع الجامعة على الانترنت وخدمة iconnect تحتاج الي الكثير من التطوير، ذلك أن كثيراً من الطلاب لا يستطيعون تسجيل موادهم بسبب البطئ أو الأعطال المتكررة. وطالما أن الجامعة قد قررت أن تسعى لأن تنال الاعتماد الدولي فعليها الاهتمام بأدق التفاصيل، وفي الوقت عينه عليها أن تراعي ظروف الطلاب".

أما بالنسبة للنشاطات غير الصيفية، التي يفترض بالجامعة أن توفرها، لكي تبعد الطلاب عن عبء الدراسة وضغوط الامتحانات وتدمجهم في جو جامعي نشيط وفاعل، "فهي عديدة ومتنوعة، ضمن الأندية، وتتناسب مع قدرات الجميع"، على ما تقول دانا، الطالبة في السنة الرابعة في الهندسة. وتضيف: "يوجد مجالات واسعة للنشاطات الطلابية، لمن يهتم بالمشاركة. فإضافة الى دراستي أنشط في الصليب الأحمر، قسم الشباب، وفي فريقي الدبكة وكرة قدم الصالات، كما أنني عضو في مجلس الطلاب في كلية الهندسة لمناقشة مشاكل الطلاب ومتطلباتهم وإيصالها إلى الادارة".

ورداً على هذه الزيادة قام أحد الطلاب بتأسيس صفحة على "فيسبوك" بعنوان "حملة ضد رفع الأقساط في جامعة بيروت العربية"، وذلك لتجميع أكبر عدد من الطلاب للمشاركة في التحركات. وقد أتفق، في البداية، على اتخاذ بعض الخطوات للتواصل والتفاهم مع الإدارة قبل الاتجاه نحو التصعيد. هكذا، تجمع عدد من الطلاب لمقابلة رئيس الجامعة، في 18 الشهر الفائت، لكنّهم لم يستطيعوا الوصول إليه بأي طريقة، فقرروا الاعتصام أمام الجامعة، اليوم، باعتباره اليوم الدراسي الأول، لكن من دون تحقيق حضور كبير.