"الدّحيح" يروي حكاية فلسطين...عصفٌ معرفي لا يستعصي على الكوميديا
|
استهلّ "الدحيح" حلقته بقصّة عن كيبوتس "نحشوليم" الذي شُيّد فوق مقابر جماعية لفلسطينيين استشهدوا في مذبحة ارتكبها إسرائيليون في سنة 1948 بحق أهل قرية الطنطورة الفلسطينية.
استخدم الرّجل مقاربة صارخة لطرح قصّته. فالمنطقة الساحلية التي تُضاهي شواطئها جمال شواطئ اليونان وصقليا، والمعروفة حالياً باسم "دور"، هي في الحقيقة أرض شاهدة على مجزرة إسرائيلية. إذ لم يُعرف عن قرية الطنطورة سوى أنها قرية وقعت فيها معركة في "حرب الاستقلال" بين الإسرائيليين و"العرب"، وفيها انتصر الإسرائيليون، فيما هاجر "العرب" إلى قرية الفراديس المجاورة.
بقيت تلك السرديّة حاضرة حتى سنة 1998، حينما نشر الطالب الإسرائيلي تيودور كاتس في جامعة حيفا رسالة الماجستير الخاصة به، وتضمّنت الرسالة مقابلات مع قدامى المحاربين المسؤولين عن اقتحام الطنطورة في سنة 1948.
في الرسالة، كشف كاتس أن ما حدث لم يكن معركة ولا مواجهة بين جيشين، بل كان تطهيراً عرقياً بحتاً. إذ فصل الجنود، النساء عن الرجال، وجرّدوا النساء من المال والذهب أو أي شيء ذي قيمة، وأجبروهن على الخروج من القرية. أما الرجال، فجُمعوا على الشاطئ وأُعدموا جماعياً، ودُفنوا لاحقاً في باحة هي الآن مرآب سيارات لأحد المنتجعات السياحية. وبمجرّد البحث في "غوغل" عن مكان تلك المجزرة، ستُطالع الباحث منتجعات سياحية وفنادق فخمة وأماكن ترفيه. أما الطالب كاتس، فواجه قضية تشهير وسُحبت رسالته وانتهى مساره الأكاديمي، وهو تماماً ما حصل مع عدد من الأصوات القليلة الإسرائيلية التي حاولت أن تحفر في النكبة، فكان مصيرها مؤسفاً.
|
"حكاية الأرض"... بين مدحٍ وذمّ
حالما نُشرت الحلقة، أثارت ضجة كبيرة في منصات التواصل الاجتماعي، وتخطّت نسبة مشاهدتها الـ4.5 ملايين مشاهدة في اليوم الأول لنشرها. إذ قال معجبون إنّها "أفضل حلقات البرنامج إطلاقاً" لجهة غزارة المعلومات والسرد السلس والأسلوب السهل الممتنع.
|
|
يبدو أن صفة "الإلحاد" التي لاحقت الغندور على مرّ سنوات نشاطه، ليست سوى ردّ على شابٍ مصري مولع بحبه للعلوم ومُقدِّم لها على طريقة الـPop Sience، أو "العلوم للعموم"، التي تبدو "شاذّة" لفكرٍ يرى في الحقيقة خطراً داهماً، حتى وإن سُخّر ذلك للقضية الفلسطينية، التي طرحها "الدحيح" بأسلوبه المُعتاد بـ"تبسيط اللي ما يتبسطش"، كما يُعرّف عن نفسه.
|