للمرة الأولى منذ أن بدأت حملة المداهمات لملاحقة مشتبه فيهم في ملفات مالية، تخسر القاضية غادة عون بمواجهة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. "نُخب" عَونية قليلة، أثنت عليها، وحمّلت خصومها مسؤولية الفشل في القبض على حاكم المصرف المركزي، فيما لم تحز عون على تأييد شعبي واسع، ودعا كثيرون الى "وقف هذه المهزلة".
بعد في هيّ عندها "ركاب" تهزلو بالحد الادنى ركابو ل #رياض_سلامة وتسملو بدنو علناً قدام الكل وقدام "الاجانب" وقدام شعب عارف انو حاكم مصرف لبنان هوي جزء اساسي من اسباب انهيارنا بس قاعد ملهي بال" شووو بس هوي؟؟!"
من غير رأي القاضي رجا حاموش؟! وأوقف مداهمة مصرف لبنان بحثاً عن المدعى عليه #رياض_سلامة!
بكل حال، اللبنانيون الأوادم، خاصةً من ضاعت أموالهم "جنى العمر"، يشاهدون علناً ما يحصل، ويحكمون... والتحية الى شجاعة القاضية #غادة_عون وأمن الدولة. لا بد لليل أن ينجلي... بإصرار الأوادم.
وسلّم معظم الشعب اللبناني بأن الملاحقة، لها طابع سياسي بما يتخطى تنفيذ مهمة قضائية. ليس الإعلام من قاد الى هذا الاستنتاج، ولا الشخصيات المؤيدة والمقربة من سلامة التي تستضيفها الشاشات. ولم يتحرك رأي عام لحماية سلامة أبداً. سلّم الشعب اللبناني بأن ما يجري هو استعراض للقوة، ورمي الحجة ليس أكثر، لأن البلد محكوم بتوازنات، وثمة قرار سياسي وقضائي كبير بمنع سلامة من المثول أمام القضاء، ولو شكلياً، للإدلاء بما عنده.
هل يُعقل أن الضابطة العدلية (أمن الدولة) لا تعرف ما إذا كان في منزله؟ وهل يعقل أن تقتحم قاضية مبنى المصرف المركزي، ولا تعثر عليه؟ يسأل مغردون. "أين اختفى سلامة؟"، و"أي شبح هذا لا يمكن العثور عليه؟"
🔴شو الصفة اللي بتنطبق على كل لبناني مبسوط إنو #غاده_عون ما قدرت كمشت #رياض_سلامة ؟
والأسئلة تطرح فرضيتين: أن الضابطة العدلية بالفعل لا تمتلك معلومات، وهو انتقاص من دورها ومن تقنياتها وآليات عملها.. أو أن سلامة يُقتحم كي لا يُعثر عليه! جميع من في السلطة اليوم، يعرف أن سلامة أقوى من أي محاكمة. هو رجل المرحلة، رجل النظام وكاتم أسراره.. ويمتلك الآليات التي تجعله يواجه أي محاولة لاستهدافه بملفات قضائية. وأن ما يجري يحمل شبهات سياسية، بدليل سؤال "التقدمي الاشتراكي" عن التشكيلات القضائية، وربط ميقاتي إقالة سلامة بتوافق سياسي.
لا يفوت الجميع معرفة قوة الحصانة السياسية التي يتمتع بها، وقوة حجته المالية، وحياكته للأرقام.. ويدرك هؤلاء أن صرف رواتب مضاعفة 6 مرات للقضاة دون غيرهم، بموازاة ترحيل جلسة استجوابه الى شهر كانون الاول/ديسمبر المقبل، ليس حدثاً عابراً... ويدركون أن صراعه مع العهد، الذي كان حتى عامين في علاقة طبيعية معه، يجري تحت عدسات الاعلام..
لكن فصول هذه الملاحقة، في الواقع، باتت أكبر من أن تُصدق. ما قاله رئيس الحكومة، عن "استعراض"، تكرر على ألسنة مغردين رأى بعضهم أن هناك لعباً بمشاعر الناس، وأن ما يجري هو فصل من فصول مسلسل يستحق العرض في "نتفليكس". تطور القضية، ومآلاتها السياسية والقضائية، أنهت إمكانات حشد الرأي العام، أو حثّه على التصديق. لم يعد اقتحام منزله حدثاً، ولولا اقتحام المصرف المركزي لمزيد من التشويق، لما نقلته وسائل الاعلام وتعاملت معه بجدية. دخلت على وقع الكاميرات.. وأخرجتها إشارة قضائية من المصرف.. ثمة فصل من فصول التمسرح في ملف قضائي بات أكبر من وصفه فناً من فنون المحاسبة.