أسباب أزمة المحروقات تتشعّب.. تاجر وفاجر وخائف
يملأ هؤلاء سياراتهم بالبنزين، ويفرغونها في منازلهم، قبل أن يتنقلوا بسياراتهم الى محطة ثانية وثالثة...
|
"الشعب فاسد أيضاً"، يقول أحد المستخدمين في معرض وصفه ما يجري على المحطات. في الجنوب كما طرابلس والبقاع، الهمّ واحد، والمشهد واحد. يتوجه تجار الغالونان الى كل المحطات. تتكرر وجوههم، ويفتعلون الاشكالات ليملأوا خزاناتهم عنوة، ويتجاهلون في الوقت نفسه معاناة الناس الواقفة في طوابير الذل لساعات طويلة، قبل أن يعلن صاحب المحطة ان مخزونه من المحروقات نفد.
أساءت الدولة إدارة الأزمة. ربما لحسابات سياسية متصلة بأشخاص محسوبين على الأحزاب يستفيدون من "بيزنس" البنزين في هذه الفترة. وربما نتيجة عجز عن ضبط مخزون النفط، وأموال الدعم، وحُسن صرفها. وربما لحسابات القوى السياسية التي تتصارع على الناخبين في المرحلة المقبلة، وذلك من أموال المودعين.
|
|
كذلك، أساء موزعو المحروقات إدارة الأزمة. لم يضعوا خطة لتخفيف الضغط خلال الاشهر الماضية. كانت الأولوية للمحطات التي تديرها الشركات. فالفائدة مضاعفة هنا، وبعض الشركات اكتسب سمعة حسنة لجهة أن البنزين متوافر لديها بما يتخطى المحطات الأخرى.
وفشلت البلديات في إدارة الأزمة. نادراً ما نجحت تجارب في تنظيم صفوف الانتظار، وفي تنظيم توزيعها. بعض المحطات خالف إرادة البلديات، وتقاعست بلديات أخرى عن التصادم مع أصحاب المحطات أو بعض المارقين، أولئك الذين تحتاجهم البلديات لتنظيم بعض الامور ضمن نطاقها.
وفشلت المحطات في تنظيم أمورها. ثمة حسابات تجارية عائدة لها، بعد الانتهاء من الأزمة، وحسابات لها ضمن الأزمة نفسها لتحقيق أرباح.
|
|
|