لم يعد الصراع بين القوى اللبنانية سياسياً. دخلت عليه عوامل طائفية، وارتبط بهذا الكادر، بعد الاشتباك السياسي بين البطريرك الماروني بشارة الراعي و"المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى" الذي ظهر على أنه أعنف هجوم متبادل بين الطرفين منذ مطلع التسعيينيات.
واتخذ الصراع هذا الشكل المذهبي، بعد جولة سياسية من السجالات بدأت قبل اسبوعين على خلفية مطالبة الثنائي الشيعي المتمثل بحركة أمل و"حزب الله" بالاحتفاظ بحقيبة وزارة المالية في الحكومة الجديدة. لم يتوسع الصراع الى المؤسسات الدينية، قبل ان يحسم البطريرك الراعي موقفه بالهجوم على المطالبة الشيعية بالحقيبة السيادية.
استفاقة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وانفجار الصمام مع السيد جعفر فضل الله يعني اللي عم يصير خطير عمستوى لبنان ومش حدث عادي والامر يستوجب التوحد معا بوجه ما يحضره الاميركي للبنان والشيعة خصوصا بموضوع الحصار والعقوبات والعزل لن نسمح ان يدفع الشيعة الثمن عكس ما روج له ادناب شينكر
والرد الشيعي الذي جاء في بيان عنيف طال الراعي، وقوى مسيحية، ورؤساء الحكومات السابقين من غير تسميتهم، طرح مقايضة تظهر للمرة الاولى في تفسير المادة 95 من الدستور، وهي أن تشمل المداورة مراكز الفئة الاولى في الادارة اللبنانية. ففي ذلك، عزف الطرف الشيعي على وتر التمسّك المسيحي بمراكز مهمة مثل حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش والمديرية العامة لوزارة المالية ومديرية المخابرات في الجيش ورئاسة مجلس القضاء الاعلى، وبالتالي، فرض معادلة ستنتهي الى تسوية "ابقاء الامر على ما هو عليه".
هذا الجانب السياسي، لم ينخرط فيه مستخدمو مواقع التواصل الذي شنوا هجمات متقابلة على المجلس الشيعي وعلى الراعي، كل من موقعه، وهو واحد من اسوأ المقاربات لدى المتمسكين بطوائفهم والمحتمين بها، في مقابل دعوات من قبل ناشطين مدنيين للخلاص من الطائفية السياسية، لتجنب اشتباكات ممثالة، ومحاصصات طائفية تنهش من الدولة.
غريب أمر المجلس الشيعي الأعلى استنفروه .. ليته فعل يوم عاثوا (كلهن) في البلاد فسادا ويوم سرقوا مصريات الناس .. السادة العلماء اطمئنوا .. وزارة المال لا علاقة لها البتة بالمقاومة ولا علاقة للشيعة بها .. انها مطلب الرئيس بري فقط لا غير .. هذا الأمر بات واضحا للجميع .
في ذلك، انهزام لكل الطروحات بارتقاء لبنان الى دولة مدنية، تعزز المواطنة وتحمي المواطنين. فأحلام اللبنانيين، تنتهي عند ابواب بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، و"دار الفتوى"، ليبقى لبنان اسير المحاصصات الطائفية.
المجلس الاسلامي الشيعى الاعلى وضع النقاط على الحروف فا تعظوا قبل نفاذ الصبر والبصيرة💚💛 pic.twitter.com/qlu1UZsRuT
لم يتوجّه البطريرك الراعي الى الطائفة الشيعيّة الكريمة كي يستحقّ رداً من المجلس الاسلامي الشيعي توجّه الى من يخرق الدستور و يفسد العيش المشترك للطائفة الشيعيّة الاحترام و للبطريرك الراعي التقدير للبنان البقاء
وبُعيد تصريح البطريرك الراعي صباحاً، نشط هاشتاغ "#البطرك_والانحياز_الناشط" انتقد فيه جمهور الثنائي الشيعي مواقف الراعي، وأعادوا تذكيره براهبات معلولا ومرقد القديس مار مارون في سوريا، قائلين ان الحياد لم يحمِ المسيحيين ولم يعد الراهبات ولم يحمِ مرقد مار مارون.
وزارة المالية ليست حكرا على أي طائفة كذلك باقي الوزارات ورئاسة الحكومة والمجلس ورئاسة الجمهورية.. ارموا الطائفية جانبا ولنعمل بنظام المداورة.. هل ترضى أيها الراعي؟؟؟؟#البطرك_والانحياز_الناشطpic.twitter.com/e8k38dAjkc
بتحكي عن الطائفة الشيعية بعقدة وتشفي مستقويا بالخارج التمسك بالمالية حق لنا كفله اتفاق الدوحه والطائف وهو في وجه الارهاب والحصار الاميركي ضدنا ما نسينا كيف خربت الدنيا بتعصب على اكبر الفاسدين رياض سلامة ...كتير هلقد الحقد والطائفية بلبوس الدين #البطرك_والانحياز_الناشط