اعتقال "النمس" لأنه نال من هيبة.. الجعفري

المدن - ميديا
الإثنين   2017/09/11
لم يشفع للممثل السوري مصطفى الخاني ولاؤه التام للنظام السوري وتشبيحه الدائم للرئيس السوري بشار الأسد وبقية رموز النظام، حيث قاده الخلاف مع مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، والد زوجته السابقة، إلى الاعتقال بعد ساعات من التحقيق معه في شعبة الجرائم الإلكترونية، الأحد.


الخبر الذي تناقلته وسائل إعلام معارضة، الأحد، كنوع من الشائعات، بات حقيقة مؤكدة بعدما نشرت صحيفة "الوطن" شبه الرسمية، خبراً عن اعتقال الخاني الملقب بالنمس نسبة إلى الدور الذي مثله في مسلسل "باب الحارة"، حيث أمضى ليلته الأولى في السجن بعد التحقيق معه لأكثر من ست ساعات، "اعترف خلاله أنه هو من نشر الرواية التي تهجَم خلالها" على الجعفري مطلع الأسبوع الماضي.

وحسب الصحيفة، تم استدعاء النمس، الأحد، إلى قسم الجرائم الإلكترونية في إدارة الأمن الجنائي للتحقيق معه بعد قيام الجعفري برفع دعوى قضائية بحقه تتهمه بالتشهير والقَدْح والذم والنيل من هيبة الدولة! وبناء على التحقيق معه وبعد صدور قرار من النائب العام تم سجن الخاني في إدارة الأمن الجنائي بالمعضمية وأحيل صباح الاثنين مع الضبط ومحضر التحقيق إلى القصر العدلي في دمشق حيث تستكمل إجراءات الدعوى القضائية.

وأشارت وسائل إعلام معارضة  نقلاً عن مصدر مقرب من الخاني بأن الأخير "تم استدعاؤه للتحقيق معه، لكن عناصر من الخارج ساقوه إلى مكان مجهول بعد تجريده من هاتفه"، مضيفة أن الجعفري "عقد في اليوم ذاته لقاء مع وزير العدل السوري" لمدة تتجاوز الساعة، للضغط عليه في القضية نفسها.

يعود ذلك إلى الاتهامات التي نشرها الخاني عبر صفحته الشخصية في "فايسبوك" والتي روج فيها لاستغلال الجعفري لمنصبه، وتجاوز القضاء، والتشبيح الذي يقوم به المسلحون التابعون له، وبالتحديد ما قام به ابنه أمير الجعفري بحق أحد العساكر على أحد الحواجز، وذلك لأسباب وخلافات شخصية.

اللافت هنا أن "الوطن" وصفت الوقائع السابقة بأنها "اختلاق" للأحداث من طرف الخاني الذي اعترف بهذه "الجريمة" خلال التحقيق، وأن ما قام به الجعفري كان "الدفاع عن نفسه بالقانون" لتفنيد كل الأكاذيب ضده، فيما يفيد محضر التحقيق المسرب إلى سخرية الخاني أكثر من مرة من الجعفري والاتهامات ضده، بشكل يبرز تسابق الطرفين على الوطنية واتهام الطرف الآخر بالخيانة، لكونهما ينتميان إلى البيئة الموالية نفسه.

وفي معرض دفاعه عن نفسه ضد اتهام الجعفري له بـ"محاولة النيل والتشهير بقامة كبيرة من قامات هذا الوطن"، رد الخاني خلال التحقيق: "هل أصبح لدينا بحسب مقاييس الجعفري قامات وطنية كبيرة وقامات وطنية صغيرة! ونتساءل عن العنصر الذي تم ضربه والذي يقاتل منذ سبع سنوات على رأس الجبهة في كل مناطق القتال في سوريا ونصف عائلته من الشهداء، فما حجم تصنيفه ضمن القامات الوطنية حسب مقياسه؟".

في ضوء ذلك، تشكل الحادثة، ومن قبلها حوادث سابقة مثل خلاف مراسل التلفزيون السوري شادي حلوة مع العقيد سهيل الحسن، إشارة للاختلاف في وجهات النظر بين الموالين للنظام والنظام نفسه، فبينما يصدق الموالون الضخ الدعائي للنظام والقائم على فكرة الوطنية والمساواة التي ينشرها النظام بين المواطنين لتحقيق العدالة الاجتماعية بعكس "المعارضة الإرهابية"، يقوم النظام نفسه على مبدأ وحيد هو تقديس الأشخاص كرموز وطنية لا يمكن المساس بها، ووفق هذا المبدا يشكل المواطنون مجموعة من الخدم للطبقة الحاكمة في أفضل تقدير، وبالتالي لا يحق لأي فرد حتى لو كان شديد الموالاة مثل الخاني، أن يعبر عن حبه للبلاد أو ولائه لها خارج مفاهيم الدولة الأسدية البعثية الأصلية نفسها.