منظمة بريطانية: "بي بي سي" في سوريا.. منحازة

المدن - ميديا
الأربعاء   2017/02/22
سوريون يتفقدون ركام منازلهم في حلب (غيتي)
وجهت منظمة "ريثينك ريبلد سوياستي" البريطانية، انتقادات حادة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، واتهمتها بالانحياز في تغطيتها حول الحرب في سوريا إلى صالح النظام السوري، حسب دراسة حللت فيها أكثر من 300 مادة إعلامية نشرتها الشبكة حول سوريا في الفترة الماضية.


الدراسة التي نشرت الثلاثاء، أوضحت أن تغطية "بي بي سي" للأحداث لا تعكس حجم الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد وحلفائه، ضد المدنيين، بالمقارنة مع الجرائم الأخرى المرتكبة من أطراف ثانية داخل سوريا، مضيفة أنه "كانت هناك شكوك بأن بي بي سي تبتعد عن تحديد هوية الأسد أو روسيا كمرتكبين للاعتداءات والجرائم في عناوين المادة الإخبارية، بينما يتم تحديد هذه الهوية بشكل واضح عندما تكون داعش أو جماعات معارضة أخرى هي المسؤولة عن الجرائم المذكورة في التقارير".

وتناولت الدراسة 308 مقالات إخبارية نشرها موقع "بي بي سي" بالانجليزية بين شهري أيلول/سبتمبر وكانون الأول/ديسمبر العام 2016، وتم تصنيف المقالات بحسب الجهات المسؤولة عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين. كما جمعت المقالات التي تذكر اسم الأسد أو نظامه في عناوينها، ثم تحليلها بشكل منفصل على أساس تكرار ذكر هوية مرتكبي الجرائم في عناوين هذه المقالات ونصوصها، كما تمت دراستها بحسب مضمون ودلالات العناوين نفسها التي ذكرت الأسد على وجه التحديد.

وأوضحت الدراسة بشكل مدهش، أن تحديد "بي بي سي" لقوات النظام السوري أو حليفته روسيا كمرتكبين للمجازر، ذكر في أربعة عناوين فقط، من أصل 38 مقال حول هجمات قام بها النظام وحلفاؤه، أي بنسبة 11%. فيما بلغت نسبة تحديد المسؤولية ضمن العناوين في الهجمات التي تتهم فيها فصائل المعارضة، نسبة 80%، وارتفعت إلى 100% في حال تعلّق الأمر بتنظيم "داعش" أو "التحالف الدولي" الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.

في ضوء ذلك، طالبت المنظمة المستقلة، "بي بي سي"، بتبني سياسة لكتابة عناوين المقالات في موقعها تتسم بالدقة والثبات، وأن تعكس ما يجرى على الأرض في سوريا، مضيفة أنه "عندما لا يتم تحديد مرتكب الاعتداء على المدنيين في عنوان المقال، لسبب مقنع، فإنه يجب ذكره على الأقل في الفقرة الأولى من نص المقال".

وتشرف على المنظمة، مجموعة من البريطانيين ذوي الأصول السورية، ومقرها مدينة مانشستر، وتعرّف عن نفسها بأنها منظمة اجتماعية تعمل من أجل تطوير حياة السوريين في المملكة المتحدة عبر مساعدتهم على الاندماج في المجتمع.

يذكر أن "بي بي سي" واجهت، منذ اندلاع الثورة السورية، انتقدات كثيرة حول موضوعيتها، لكن معظم تلك الانتقادات تركز على قناة "بي بي سي العربية"، والتي بلغت ذروتها في أيار/مايو 2016، عقب استقالة الإعلامية ديما عز الدين احتجاجاً على نشر القناة أنباء ومقاطع فيديو تظهر القصف الذي تتعرض له حلب من قبل قوات النظام، على أنه قصف من فصائل المعارضة على أحياء يسيطر عليها النظام. وذلك بموازاة عرائض إلكترونية طالب فيها ناشطون معارضون، القناة، بالتخلي عن مراسلها في دمشق عساف عبود، صاحب الصور والإطلالات المتكررة مع ضباط في جيش النظام احتفالاً بالانتصارات الميدانية.