صلاح ستيتية... رحيل الفرانكوفوني البيروتي
وُلد ستيتية في البسطة التحتا(بيروت) وتعلم في مدرسة السيدة لويز فيغمان ثم السان جوزف. بدأ الكتابة وهو في السادسة أو السابعة من العمر، وعُثر بين أوراقه العائدة الى عهد الدراسة، على نصوص مكتوبة بخط الطفل الذي كانه، وهي نصوص قصصية، وأحد تلك النصوص يتضمن إشارات بالقلم الأحمر تقول بأنه غيّر الأسماء في تلك القصة، والده محمود ستيتية، يعقد في منزله كل مساء ندوة للشعر العربي.
نال إجازة في الحقوق من الجامعة اليسوعية، وتتلمذ على يد المفكّر الفرنسي غبريال بونور، مدير المعهد العالي للآداب في بيروت. قصد فرنسا لمتابعة دراساته العليا، فانتسب الى السوربون، ومعهد الدراسات العليا، وكوليج دي فرانس، ولازم المستشرق لوي ماسينيون. وتعرّف الى موريس سايي وموريس نادو، رئيسي تحرير مجلة "الآداب الحديثة"، وكتب في صفحاتها في نقد الشعر، وزامل كبار الشعراء أمثال: بيار جان جوف، واندريه دي مونديارغ، وايف بونفوا، وأندريه دي بوشيه وغيرهم. ومنذ ذلك الحين، ما برح يسعى بلا كلل إلى ربط ضفتي المتوسّط وإلى كشف حوارهما الثابت والخصب على مر التاريخ. التحق بالسلك الديبلوماسي العام 1963، فعاد الى باريس وأقام فيها الى حين عيّن سفيراً للبنان في هولندا العام 1981، ثم نقل الى المغرب العام 1985، ثم عاد الى بيروت ثانية لتسلم منصب مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين، ثم أصبح أميناً عاماً بالوكالة للوزارة نفسها. كما أسهم في كبريات المجلات الثقافية الفرنسية، ونشر في أشهر دور النشر. أصدر في بيروت أسبوعية "الشرق الأدبي" بالفرنسية، التي لعبت دوراً مهماً في التقريب، والربط بين النزعات الإبداعية الغربية الحديثة، في فرنسا تحديداً، وتفجرات أنواع الكتابة الحديثة في الشرق، والعالم العربي خاصة...
صلاح ستيتية في شعره وفي نثره، يتقصّى اللغة، والكلمة، والفكرة، والصورة، وهي لا تزال في مهدها بِكراً، بعيدة من الملابسات. "ويتقصّى علاقة الشعر بالوجود، وبالعدم، وبالموجود، وبطباع الناس وتواريخهم وأجناسهم وبيئاتهم، فالعلائق شغله الشاغل، العلائق بشتى أنواعها، ومنها علائق العالم العربي بالعالم الغربي". يقول ستيتية: "نلاحظ أن جميع الكلمات الوجودية، المعبّرة عن التحام الإنسان بمصيره، في العالم، هي كلمات مؤنثة، ففي اللغة العربية مثلاً هناك: الحياة، الأم، اللغة، الطبيعة، الخصوبة، جميعها كلمات مؤنثة". يضيف ستيتية إنّ "الشعر كان دائماً المعادل لحياته، وهو الذي يعطي أجنحة للحياة، أي أنه يعطيها مدى وتوجُّهاً (في الاتجاهات كلّها، بالطبع)، ويعطيها معنى (المعاني الممكنة كلّها)... الكلمة تضيء مصباحاً". ويختم الكاتب قائلاً: "شاخ الشاعر".
تأخر ستيتية في الإعلان عن نفسه كشاعر، فصدرت مجموعته الأولى "الماء البارد المحفوظ" العام 1972 عن "دار غاليمار"، وكان وقتها في الثالثة والأربعين من عمره. وكثيرة العبارات في توصيفه، منها "شاعر الضفتين"، أما أدونيس فقال عنه إنه "شاعر عربي يكتب بالفرنسية". وشبّهه بيار برينيل، بجبرا ابراهيم جبرا وأدونيس وبدر شاكر السياب وجورج شحادة وآخرين ممن يطلق عليهم اسم المسكونين بـ"الشعلة السوداء".
نال ستيتية العديد من الجوائز، كالجائزة الكبرى للفرانكفونية، وجائزة مهرجان الشعر الدولي، فضلاً عن عدد من الأوسمة التي نالها كسفير للبنان، وآخرها جائزة سان سيمون الكبرى، وجائزة جان جاك روسو. في العام 1995 نال الجائزة الفرانكفونية الكبرى.
قال الشاعر العراقي صلاح فائق:
لم انجح حتى في التحادث معه، وفي بلوغ صوتي إليه، قبل سنتين.
ميتة مؤسفة لشاعر كريم النفس، ومتوقد.
خصوصا وانه شاعر زمن مضى، حاملٍ لتطلعات عليا للقصيدة، في سوية شعراء الفرنسية الكبار بين نهايات التاسع عشر، ومطالع القرن العشرين.
الثقافة اللبنانية بالفرنسية افتقدته، بعد شارل القرم وجورج شحادة ونادية تويني وغيرهم،
فيما لا زالت تتعزز بأسماء غيره بعده.
انا حزين لفقدانه، ولا تكفيني ذكرياتي العديدة معه، في مكتبه في الاونيسكو، وفي مقاهٍ، وفي رحلات مشتركة...
لا تكفيني ذكريات الكتابة عنه، ولا مقالته عن شعري المترجم إلى الفرنسية في مجلة "اوروبا"، ولا الطعم اللذيذ لصحن "الكبة" الطيبة في بيته...
لا تكفيني، لا هي، ولا كتاباته المتوهجة والعميقة (لا سيما في جمالية الفن الإسلامي)، فهو ممن يرافقون العمر في امتداده، وعذوبته، وحزنه.
محبتك ترافقني، ومحبتي تتفقدك في حزنها.
ونشرت الإعلامية كابي لطيف:
رحيل صلاح ستيتية: مبدع خارج الزمن ودبلوماسي في ترويض الجنون.
صلاح ستيتية اقتطع لنفسه مكانة عبر الإبداع خارج الزمن. من شيوخ الشعر والفلسفة والدبلوماسية في عصرنا الحالي الذين عرفتهم عن كثب. في شخصيته جاذبية الأطفال وحكمة الكبار. في ابتسامته رائحة صنوبر بيروت. يحمل عيناً على لبنان وأخرى على فرنسا حيث يقيم منذ سنين. كان لمسيرته الصدى الإيجابي على نفسي لأني في بحث دائم عن ملهم يدفعني الى متابعة الطريق.. وأي طريق سلك ابن بيروت خلال حياته.
من يتعرف إلى صلاح ستيتية بالصدفة يهتدي بسرعة إلى أنه مثقف كبير وأن لديه علاقة خاصة مع لغة موليير. ويلاحظ أنه بقدر ما بلغت علاقته بالشعر واللغة مرحلة الجنون، بقدر ما هو دبلوماسي بارع في ترويض الجنون في مفهومه المطلق وفتح جسور حقيقية بين ضفتي المتوسط وبين الشرق والغرب والشمال والجنوب برغم الفجوات والتناقضات والكسور والجروح.
كنت أعرفه وأحب استضافته كلما قام بإصدار كتاب أو ساهم في تظاهرة ثقافية. لكني لم أكن املك مفاتيح شخصيته الدفينة بعيدا عن كتاباته ومناصبه التي تولاها في فرنسا والعالم. عندما اطلعت على مذكراته تحت عنوان "حفلة جنون": نصف قرن من الحياة الأدبية والسياسية"، اكتشفت صلابة هذا الرجل ونضاله من اجل الثقافة والحق والابداع. نعم الإبداع نضال وتمّرس. وهو ممن واكبوا موهبتهم وصقلوها وعملوا على تشعبّها ونشرها في اوساط المثقفين الفرنسيين والعرب عبر سنين عمره. مدافع عن الحق وعن لبنان وتفرده. في فرنسا هو صوت الاعتدال والمنبر الحقيقي للحوار بين الثقافات. أنا المهمومة دوما في حلي وترحالي وفي أحلامي بشجرة الأرز أحببت أن أطمئن عنده على مستقبل لبنان فاسر لي بهذه الكلمات: "لا أعرف ما الذي سيكون عليه مستقبل لبنان، لأن لبنان ليس لديه مستقبل ذاتي، فمستقبله مرتبط بكل ما يجري على أرض الشرق الأوسط. وما يجري على أرض الشرق الأوسط هو من أصعب وأفظع ما عرفته هذه المنطقة في تاريخها الذي يعود إلى آلاف السنين".
بعض المبدعين الذين يتعاطون مع الكلمة يجد نفسه وهو يعركها في حالة المصارع الذي يحلو له الكر والفر عندما يكون في حالة مخاض. والبعض الآخر ينجح في أن يضطلع بدور المروض. ولكني لاحظت من خلال أحاديثي مع صلاح ستيتية أنه يقيم مع الحرف والجملة والنص علاقة غرامية تستمر فيها فترات الانتشاء إلى حد طويل ممتع يختلط الحلم فيه بالواقع ويصبح الفضاء الصغير في زخم النشوة كونا بكليته. خلال لقاءاتي به باح لي بالكثير دون ان يقع في العاطفي. وكانت اللقاءات على أثير إذاعة مونت كارلو الدولية من أروع المحطات الإذاعية التي أبحرت فيها داخل أعماق قبطان السفينة أو بالأحرى المسافر العتيق..حاولت ان أقوم برحلة في عمق روحه وهويته.. وتبقى المقتطفات من بوح الشاعر الذي لا يأبه بالزمن ويتحدى السنين بالإبداع الدائم وهنا سره.
وقال الشاعر جوزيف عيساوي:
التقيت صلاح ستيتيّة بمهرجان للشعر بفرنسا من ثلاث سنوات. كان مع زوجتو او حبيبتو اللي بتصغرو عدة عقود وقدّرت كتير هالعلاقة ويمكن حسدتو بمعنى تمنّي متل هالرفقة بس صير بعمرو. ما كنت ناوي اكتب لمناسبة رحيلو بس مدائح رثائه خلّتني قول شي ما حدا عاعلمي بيسترجي يقولو، متل ما اي ديناصور ثقافي صعب لا بل مستحيل نقدو، مش بس لبنانياً وعربياً ولكن بـ"كوكب الفرانكوفونية" كمان. ببساطة ما بحبّ شعر ستيتية السورياليّ المفذلك واللي عقدتو بكل سطر شعر شحادة وفؤاد غبريال نفّاع. ولا مرّة قدرت حس بوجود تجربة ذاتيّة حقيقية بشعرو، عكس شحادة ونفّاع الأخّاذين. هالشي ما بيلغي تكريس الرجل حياتو للكتابة وحضورو بالمنابر خاصة بسبب عملو الديبلوماسي بالاونيسكو، وعلاقاتو المتينة بالوسطين السياسي والثقافي، والطبقة الاجتماعية اللي انتمى الها. وعاذمّة المطران خضر، كتاب ستيتية عن النبيّ من افضل ما كُتب "وكان بيسوى يتخلى شوي عن حياديتو ويقول كلمتين مناح (ملاح) بالنبيّ".
وكتب الشاعر حسن نجمي:
الشاعر صلاح ستيتيه.. وداعًا
غادرنا أمس في باريس الشاعر العربي اللبناني صلاح ستيتيه(1929- 2020)، أحد كبار الشعراء العرب الذين كتبوا بالفرنسية، إلى جانب الشاعر اللبناني الآخر العظيم جورج شحادة والمصريتين أندري شِديد وجويس منصور، والمغاربيين البارزين من أمثال محمد خير الدين، مالك حداد، عبد اللطيف اللعبي، الطاهر بن جلون، مصطفى النيسابوري، محمد الواكيرة على سبيل المثال لا الحصر.
تعرفتُ على الشاعر صلاح ستيتيه في تونس، سنة 1994 أثناء مشاركتنا في مهرجان شعري دعاني إليه الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد ، رئيس بيت الشعر في تونس آنذاك، ضمن فعاليات مهرجان القصور الصحراوية في مدينة تطاوين جنوب تونس. وكان من الشعراء المشاركين منصف الوهايبي، كمال بوعجيلة، دينامو المهرجان، صلاح ستيتيه، كلارا خانيس من إسبانيا، كلود داربيلي من سويسرا ممن أذكرهم الآن.
جاء صلاح إلى المهرجان في صحبة رومانسية باذخة زادته شبابا. وبدا طيلة أيام المهرجان متألقا ممتلئا بشهية الحياة، مقبلا على الشعر والجمال. وأعطاني بعضا من كتبه، وعددا خاصا عنه وحول شعره من مجلة فرنسية رصينة. كما أتاح لي أن أجالسه وأرافقه مطولا بل وأن أجري معه حوارا. كما أعطاني نسخة من كتاب أستاذنا الشاعر والباحث الجامعي المغربي د.محمد السرغيني " ليل المعنى" ، وهو قراءة نقدية عاشقة في شعر ستيتيه لم أكن أعلم بوجودها من قبل.
مرَّ صلاح سريعًا في المغرب سفيرًا لبلاده، الجمهورية اللبنانية، في الرباط دون أن ينفتح على الحياة الأدبية والثقافية في بلادنا. وأظن، باستثناء الراحل عبد الكبير الخطيبي، وربما الأستاذ سي محمد السرغيني، لم يلتقِ أحدًا من شعراء المغرب بالفرنسية أو العربية.
شاعر عربي ومثقف كبير، عميق وحقيقي بخلفية فكرية ومعرفية قوية ،خصوصا في كل ما يتعلق بجذور الثقافة الشرقية وضمنها الحضارة العربية الإسلامية ، شعرًا وآدابًا وتاريخًا وثقافةً وتصوفا . وكان أفقه الشعري والجمالي كونيا. وللأسف ،لم تترجم أعماله الشعرية والفكرية كاملة إلى العربية. كما أن شعره ترجم في مختارات ثلاث لعل أهمها ما أنجزه الأخ الصديق كاظم جهاد أساسًا. ولعل رحيل صلاح ستيتيه يفتح الشهية من جديد لاستعادة تجربته وإعادة النص إلى أهله ومائه وحاضنته العربية.
صلاح ستيتية، الشاعر، وداعًا.
وستبقى هنا، نصًّا وروحًا وذكرى حية على الدوام.
خالص العزاء لأهله ولكافة أصدقائه ومحبيه الخلّص، ولعموم قرائه في العالم العربي وخارجه.
وكتب الروائي العراقي علي بدر:
بغداد وصلاح ستيتيه ... صلاح ستيتيه وداعاً.
زار صلاح ستيتيه بغداد في حياته مرة واحدة فقط. كان ذلك في العام 2000، وبغداد شبه غائبة تحت حصار وسلطة مروعة، وحياة قاسية جدّاً. والدعوة التي لباها كانت من المركز الثقافي الفرنسي فلم يقبل أية دعوة رسمية من النظام السابق أبداً. فأردنا الاحتفاء به خارج الأطر الرسمية جميعها بما فيها حفلة المركز الثقافي الفرنسي. كنا مجموعة من الكتاب الشباب: حيدر سعيد، جمال العميدي، يحيى الكبيسي وأنا، فاستأجرنا صالة صغيرة دفعنا أجورها من جيوبنا، ولمفاجئتنا حضر بنفسه تقديراً لهذا الاحتفاء، هو وزوجته كارول، وقد كانت شابة جميلة في العشرين من عمرها، وقد تجاوز هو الخامسة والستين، وكان خارجاً تواً من عملية في القلب.
كنت في ذلك الوقت مهتماً جداً بشعره، قرأت كل ما كتبه تقريباً باستثناء كتابين أرسلهما لي هو فيما بعد بالبريد. وكان هو ربما ذلك الوقت الشاعر العالمي الحي الأهم ممن يكتب بالفرنسية، وكانت شهرته لا نظير لها على الإطلاق.
قرأ يحيى الكبيسي على ما أتذكر مقالة عن شعره، ثم قرأت أنا دراسة وبعدا قرأت بعض قصائده من ترجمتي. فأعجب بالدراسة كثيراً، ثم ألقى محاضرة مهمة لا عن تجربته فقط إنما عن تأثره بوجوده في بغداد، نشر الدراسة والمحاضرة الشاعر الراحل رعد عبدالقادر في مجلة الأقلام، ونقلها بشكل ممتاز للمجلة بما فيها المحادثات الجانبية التي حدثت والأشياء التي قالها عن دراستي. في العام 2015 وكنت في بروكسل حينما ظهرت مذكراته من البان ميشيل L'Extravagance وقد قرأت عنها في صحيفة اللموند مقالة ذكرت أنه تحدث عن المدن التي مر بها، فكنت متشوقا أن أعرف ماذا كتب عن بغداد، فحصلت عليها فعلا في اليوم ذاته وشرعت بقراءتها، ومع الأسف لم أجده معجبا ببغداد، فلم ير فيها ما كان قد تخيله عنها، وجدها مدينة تفتقر إلى المقاهي والأماكن الأصيلة. ولم يقل الكلمات التي قالها ذلك الوقت عنها في الندوة. لكنه ذكرني وذكر مقالتي والجملة ذاتها التي قالها عما كتبته عنه والمنشورة في مجلة الاقلام، "لقد انبهرت بما كتبه عن شعري .... إن الأكاديميين الغربيين المطلعين على أحدث النظريات الأدبية يعجزون عن استخلاص هذه الرؤى، فكيف بناقد شاب يعيش في بلد محاصر لا تصله الكتب والمجلات؟"
وكتب الشاعر العُماني زاهر الغافري:
تعرفت على صلاح ستيته بشكل شخصي في العام 1982 في فترة الاجتياح الأسرائيلي للبنان. اتى الى المغرب سفيرا لبلاده بعدها دعاني مع زوجتي الاعلامية المغربية فاطمة لوكيلي الى داره للعشاء تحدثنا كثيرا عن الشعر والكتابة وقدم لنا زوجته حينذاك وطلب مني اسماء بعض الشعراء المغاربة الذين يكتبون بالعربية ثم ارانا مقتنياته الفنية واللوحات المهداة له من قبل كبار الفنانين العالميين في اليوم الثالث اجرت معه فاطمة حوارا مطولا في التلفزيون المغربي يتناول موضوع الاجتياح وفي الشق الأخير عن تجربته الشعرية والتقينا في باريس اكثر من مرة آخر لقاء بيننا كان في لوديف رأيته وحيدا وحزينا وسألته عن زوجته وعرفت منه انه انفصلا ولما سألني اجبته انا كذلك فضحك. وداعا ايها الشاعر الصديق ستظل وسيظل شعرك دائما في القلب.