"ريتا" محمود درويش وشلومو ساند الحالم بزنابق بِيض(*)

المدن - ثقافة
السبت   2017/02/04
لفترة طويلة كنا نعتقد أن (ريتا) التي تغزل بها محمود درويش في قصيدته المشهورة جدا "ريتا والبندقية" هي اسم حقيقي. وربما ذهب د.عبدالله الشحام في دراسته المبكرة، بالإنكليزية، هذا المذهب فسرنا وراءه. 

ظل الأمر على ما هو عليه، وظللنا نعتقد أن ريتا هو بالفعل اسم الفتاة التي أحبها الشاعر، حتى قرأنا مقابلة (ادلير، لور) مع الشاعر واصرارها على معرفة إن كانت ريتا فتاة حقيقية.

في المقابلة اعترف الشاعر للصحفية الفرنسية أنه بالفعل أحب فتاة يهودية، بل وأكثر، ولكن ريتا اسم مجازي لا حقيقي.

سنعرف بعد وفاة الشاعر الاسم الحقيقي لـريتا وهو تمارا بن عامي.

وكنت شخصيا درست الموضوع في كتابي "أدب المقاومة من تفاؤل البدايات إلى خيبة النهايات"(1998) بالتفصيل.

بعد وفاة الشاعر سنعرف أن الجندي الذي يحلم بالزنابق البيض هو المؤرخ (شلومو ساند) صاحب كتاب "اختراع الشعب اليهودي" الذي نقل إلى العربية.

وماذا سنعرف أيضا؟ 
أحد قراء خربشاتي نعتني، لفصاحته، بالسذاجة لأنني انعت اليهود بأبناء العمومة. 
طيب ماذا كتب محمود درويش عن اليهود في "حالة حصار"2002 عن حبه لفتاة يهودية وامكان آن ينجب منها طفلة؟

قال إن الطفلة ستصبح يهودية، وأن القاتل الجندي اليهودي حين قتل والد الطفلة اليهودية- أي الفلسطيني- جعلها تعاني وستعيش بلا اب. 
محمود درويش كتب في قصيدته "طللية البروة ":
كنا طيبين و سذجا 
شو بدكم بطول السيرة.

غالبا ما أكتب عن فصاحة أبناء الشعب الفلسطيني وتذاكيه، وغالبا ما أكون ساذجا، وكان أبي- رحمه الله- يقول: ما لذة العيش إلا للمجانين. 
إن كانت ريتا اسما حقيقيا أو اسما مجازيا فالاهم آن شاعرنا الكبير القومي أحب فتاة يهودية، والمثل يقول: ابن العم بنزل عن الفرس. 


(*)مدونة كتبها الناقد الفلسطيني عادل الأسطة في صفحته الفايسبوكية