دفعة نازحين إلى القصير..و"حزب الله"يمنع العودة الى بخعة وفليطة

أحمد الشامي
الثلاثاء   2019/10/01
(انترنت)
حصلت "المدن" على لائحة اسمية لـ3594 شخصاً من 790 عائلة، من أهالي مدينة القصير في ريف حمص، ممن حصلوا أخيراً على موافقة أمنية من النظام تسمح لهم بالعودة الى مدينتهم، من دون تحديد موعد لها.

مصدر مطلع، قال لـ"المدن"، إن الذين وردت أسماؤهم في اللوائح هم من الموجودين للتو في مناطق سيطرة النظام، وهم من ذوي الموظفين أو المتطوعين في صفوف قوات النظام. كما سُمِحَ لبعض النازحين من القصير إلى لبنان، بالعودة، رغم عدم ورود أسمائهم في اللوائح، بعدما أبلغهم أعضاء من "حزب البعث" بذلك، بشكل شخصي.

ممثلو "حزب البعث" من مدينة القصير، وضباط متقاعدون، كانوا قد جمعوا تلك الاسماء، بطلب من النظام، خلال تموز/يوليو، مباشرةً بعد دخول الدفعة الاولى من النازحين إلى المدينة. وتمّ تسليم اللائحة إلى اللجنة الأمنية المكلفة بملف القصير، والتي استغرقت بدورها أكثر من شهرين لدراستها، ومن ثمّ سلمتها إلى المفرزة الأمنية في حسيا.

وأشار مصدر "المدن"، الى ان اللجنة الأمنية رفضت المصادقة على عودة أكثر من 700 شخص، لوجود قرابات بينهم وبين معارضين للنظام، أو لوجود أقارب لهم قضوا اثناء معارك القصير قبل سيطرة النظام و"حزب الله" عليها في 2013.

والحديث في أوساط أعضاء "حزب البعث"، بحسب مصدر "المدن"، يشير الى عدم وجود دور في العودة الأخيرة، لمليشيا "حزب الله".

إلا ان ما حدث مع الدفعة الأولى التي عادت، ينفي ادعاءات "حزب البعث"، فلوائح الأسماء الموافق على دخولها سُلّمت إلى مفرزة حسيا، قبل ثلاثة أشهر من العودة التي رهُن تنفيذها فعلياً بقرار من الحزب. وبعد موافقة الحزب، أُجبِرَ العائدون إلى المدينة على رفع رايات "حزب الله" وتحية عناصره الذين تجمعوا في الساحة الرئيسية للقصير.

وأضافت مصادر "المدن"، ان "حزب الله"، وعبر وساطات محلية سورية ولبنانية، يعمل على تنظيم عودة بعض العوائل من لبنان الى ريف القصير الغربي، خلال تشرين الثاني/نوفمبر، إلا أن الاستجابة لمبادرته تكاد تكون منعدمة، لعدم وجود ضمانات حقيقية بعدم التعرض للعائدين بعمليات انتقامية من شبيحة النظام. كما ان سيطرة مليشيا الحزب على القصير وريفها من شأنها جعل أبناء تلك المناطق يترددون بالعودة.

ويأتي الإعلان عن اللوائح الجديدة، بعد أسبوع على دعوة الأمين العام للحزب حسن نصر الله، للأهالي بالعودة إلى القصير.

من جهة ثانية، أكدت مصادر "المدن" في القلمون الغربي، فشل قوات النظام بتنظيم عودة جماعية الى بلدة بخعة، أبرز معاقل مليشيا "حزب الله" في القلمون الغربي، نتيجة إصرار المليشيا على عدم التخلي عنها.

وأضافت مصادر "المدن"، ان آخر دفعة مدنيين عادت إلى القلمون الغربي عبر معبر الزمراني، كانت في تموز/يوليو، بعد توقف العودة لأكثر من 6 أشهر. وأحيطت العودة بإجراءات أمنية مشددة من مليشيا الحزب، التي تسيطر على المعبر أيضاً. وضمت الدفعة الأخيرة، العشرات من أبناء بلدتي فليطة وبخعة العائدين من عرسال، إلا أن مليشيا الحزب منعتهم من العودة إلى تلك البلدتين.

وأشارت مصادر "المدن" إلى أن الجرافات تواصل منذ أكثر من شهر جرف المنازل في بخعة. وكان "الأمن الوطني"، قد سمح لوجهاء البلدة بجمع أسماء النازحين عنها والراغبين بالعودة، في تموز/يوليو.

وغيّرت مليشيا الحزب من معالم البلدة، إذ تعرّضت المنازل المدمرة جزئيا أو كلياً، أثناء اجتياح "حزب الله" للمنطقة، للتجريف، كما جُرّفت بيوت المعارضين. وأبقى الحزب على بعض المنازل التي يتخذ منها مقرات له، وأخرى للمتطوعين في صفوفه وأقاربهم.

وأضافت مصادر "المدن"، أن مجلس محافظة ريف دمشق صرف تعويضات رمزية جداً لأشخاص جرى تجريف منازلهم، وأبلغهم أن عمليات التجريف كانت للمنازل "الآيلة للسقوط، تمهيداً للبدء بعملية اعمار واسعة تشمل البنى التحتية والمنازل المهدمة ضمن مخطط اعمار جديد".