الثلاثاء 2023/03/07

آخر تحديث: 13:58 (بيروت)

عصر بيروت الذهبي في الدوحة

الثلاثاء 2023/03/07
increase حجم الخط decrease
يفتتح "المتحف العربي للفن الحديث"، معرض "بيروت الستينات: العصر الذهبي"، في 16 آذار/مارس الجاري في الدوحة، ويأتي المعرض ضمن فعاليات مبادرة "قطر تُبدِع"، ويستمر حتى 5 آب/أغسطس 2023..  

ولدت فكرة المعرض على يد القيّم الفني اللبناني، سام بردويل، بعد عمل بحثي استمر لسنوات في "فترة قصيرة لكن غنية بالتخمّر الفني والسياسي"، ما بين أزمة 1958 وبداية الحرب الأهلية العام 1975. تضم الأعمال الفنية المعروضة - 230 عملاً فنياً و300 وثيقة أرشيفية تم جلبها من نحو 40 مجموعة مقتنيات من حول العالم، ويقدّم المعرض أعمال مجموعة متنوعة لـ 37 فنانًا، منهم: فريد عواد (1924 - 1982)، وشفيق عبود (1926 - 2004)، وإيتيل عدنان (1925 - 2021)، وألفريد بصبوص (1924 - 2006)، ورفيق شرف (1932 - 2003)، وبول غيراغوسيان (1926 - 1993)، وعارف الريس (1928 - 2005)، سلوى روضة شقير (1916-2017)، هيلين الخال (1923-2009)، فاتح المدرس (1922-1999)، نيكولاس عبد الله مفرّج (1947-1985)، محمود سعيد (1897–1964)، منى سعودي (1945-2022)، جان خليفة (1923-1978) هوغيت كالاند، خليل زغيب، وغيرهم.

(هوغيت كالاند، "شروق شمس"، حوالى العام 1975)

يتتبع المعرض فترة وجيزة لكنها غنية بالاضطراب الفني والسياسي في بيروت، وهي الفترة التي تلت استقلال لبنان، العام 1943، وشهدت تحوّل بيروت إلى وجهة للعديد من المثقفين والممارسين الثقافيين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الناطقة بالعربية. ويسلط المعرض الضوء على الصدامات بين الفن والثقافة والأيديولوجيات السياسية المُستقطبة والأحلام الكبيرة في بيروت التي تحوّل فيها المشهد الفني إلى صورة مصغرة لتوترات أكبر عبر المنطقة، فمع اندلاع الثورات والانقلابات والحروب في هذه المناطق على مدى العقود الثلاثة التالية، استمر ازدياد عدد الوافدين الجدد في بيروت طوال تلك الفترة، وتحولت المدينة ما يشبه واحة للحرية للاجئين والباحثين عن الشعر والفنون والفكر، وتأسست أبرز المجلات وصدرت أهم الكتب.

ونظرًا لما قدّمه قانون السرية المصرفية في لبنان العام 1956، الذي منع المؤسسات المالية من الكشف عن هوية العملاء أو أصولهم، فقد تدفّقت رؤوس الأموال الأجنبية والعربية إلى المدينة التي ازدهرت فيها المعارض التجارية والمساحات الفنية المستقلة والمتاحف والصالات، وأصبحت تضج بالناس والفرص والأفكار.

(نيكولاس مفرج، "دم العنقاء"، 1975)

ومع ذلك، في ظل الازدهار والرخاء والبحبوحة، تفاقمت العداوات، مؤدية في النهاية إلى حرب أهلية استمرت 15 عامًا، جعلت من الأحلام رماداً وكابوساً. وأظهرت وقائع الستينات وفنونها وكأنها كانت بياناً للهشاشة التي تخيم على لبنان.

ويسلط المعرض الضوء على تشابك الصراعات الماضية والمعاصرة. فيلقي تجهيز جوانا حاجي توما وخليل جريج، متعدد الوسائط، والذي صُنع خصيصًا للمعرض، ضوءًا جديدًا على الآثار التحويلية للعنف على الفن والإنتاج الفني، فضلًا عن تأثير الشعر في مواجهة الفوضى.

يُذكر أن العرض الأول لـ"بيروت الستينات" في صالات عرض غروبيوس باو في برلين (24 آذار - 12 حزيران 2022) وتم تقديمه باعتباره قسماً رئيسياً من بينالي ليون السادس عشر للفن المعاصر في فرنسا (14 ايلول - 31 كانون الاول 2022). والمعرض من تقييم سام بردويل وتيل فيلراث، وهما مديرا "هامبرغر بانهوف"، المتحف الوطني للفن المعاصر في مدينة برلين - والقيم الفني المساعد ناتاشا غاسباريان. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها