تمكنت قوات المعارضة، السبت، من تحرير قرية الصخر وصوامعها في ريف حماة الشمالي، وبحسب قياديين في المعارضة فقد جاء هذا التقدم رداً على الانتهاكات المتكررة لقوات النظام وخرقها لـ"وقف الأعمال العدائية" منذ الإعلان عنها في 27 شباط/فبراير. وواصلت قوات النظام استهداف قرى ريف حماة بالغارات الجوية طيلة فترة الهدنة، وكان لكفر زيتا وبلدة الهبيط واللطامنة النصيب الأكبر من الغارت.
وتمكنت فصائل المعارضة من إسقاط طائرة حربية لقوات النظام بالمضادات الأرضية، وتقدمت بعدها باتجاه قرية الصخر، وسيطرت عليها وعلى صوامع كفرنبودة المجاورة، بعد ساعتين من بدء الاشتباكات. وأسفرت المعارك عن مقتل وجرح عدد من قوات النظام، بالإضافة إلى تدمير دبابتين وعربة "BMB" وعدد من الرشاشات.
وشارك في المعركة كل من "جيش العزة" و"جيش التحرير" و"جيش الإيمان" و"جيش النصر" و"لواء الإيمان" و"جبهة شام"، وبعض الفصائل الأخرى.
وقال مدير المكتب الإعلامي لـ"جيش النصر" محمد رشيد، لـ"المدن"، إن تقدم المعارضة هدفه تحصين مواقعها التي استمرت قوات النظام بالاعتداء عليها أثناء الهدنة. وقام "جيش النصر" بالاشتراك مع فصائل معارضة، بالهجوم على مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي على محور قرى المغير والصخر والحماميات، في ساعات الصباح الأولى، وتمّكنت المعارضة من تدمير دبابة بصاروخ "تاو" وعربة "BMB" على حاجز المزرعة غربي قرية الحماميات في ريف حماة الشمالي، بالإضافة إلى دبابة على حاجز صفوان في جبهة المغير بصاروخ "فاغوت" وتدمير رشاشين عيار "14.5" على جبهة المغير، وتدمير رشاشي "دوشكا" وناقلة جند على حاجز المغير محملة بعناصر لقوات النظام، واغتنام دبابة ورشاشين "14.5" وأسلحة خفيفة متنوعة.
وقال القائد العسكري في "جيش التحرير" مهدي الفضل، لـ"المدن"، إنه بعدما حاولت قوات النظام التقدم نحو مدينة كفرنبودة قامت الفصائل المشاركة بصد هذا الهجوم، واستطاعوا تحرير كل من الصخر وتل الصخر وحاجز الصوامع وحاجز بيت أبو عماش وحاجز الخزان وحاجز مدرسة الضهرة وحاجز بيت تمام وحاجز بيت حابس.
وأكد الفضل، أن الفصائل المشاركة لم تقم بالتقدم إلى نقاط قوات النظام إلا بعد أكثر من محاولة تقدم لقوات النظام إلى مواقع المعارضة، مشيراً إلى أنهم قاموا بتوثيق أكثر من 40 خرقاً للهدنة خلال اليوميين الماضيين.
وقال الراصد في "المرصد 80" التابع للمعارضة في ريف حماة أبو حمز خطابي، لـ"المدن"، إنه ترافقت مع الإشتباكات التي دارت بين قوات المعارضة النظام، غارات مكثفة من طيران النظام الحربي، استهدفت بلدة كفرنبودة، وتمّكنت الفصائل المشاركة من إسقاط طائرة حربية من طراز "ميغ 21" وقتل قائدها، بعدما كانت تشارك في الغارات الجوية التي استهدفت كفرنبودة والقرى المحيطة بها. واعترفت قوات النظام عبر وسائل الإعلام الخاصة بها، بمقتل قائد الطائرة العقيد موسى تريكمان.
بدوره، أوضح مراسل وكالة "أنباء العاصي" إياد أبو الجود، لـ"المدن"، أن قرية المغير تقع في ريف حماة الشمالي الغربي على تلة استراتيجية إلى الجنوب الغربي من مدينة كفرنبودة غربي مدينة سقيلبية، وتعتبر خط الدفاع الأول في ريف حماة الغربي.
واعتبر أبو الجود أن أهمية المغير تكمن في فتحها أبعاداً جديدة للمعركة، بحيث يصبح في الإمكان تحرير مدينة كرناز التي تصبح تحت مرمى المعارضة، وقرية الحماميات الواقعة شرقي مدينة كفرزيتا. وفي حال تم تحرير كرناز والحماميات سينكسر القوس الدفاعي الذي بنته قوات النظام قبل عامين في ريف حماة الغربي، ما سينقل المعركة إلى مرحلة جديدة، وهي تحرير تلال الشيخ حديد وصلبا وملح الاستراتيجية في ريف حماة الغربي، وصولاً إلى قرية الجلمة وقرية تلة ومدينة السقيلبية.
وأفادت "حركة أحرار الشام الإسلامية" عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن استهداف معاقل قوات النظام ومليشياته في مدينة السقيلبية وعين الكروم ومعسكر بريديج في ريف حماة، بصواريخ "غراد" رداً على الاعتداءات.
من جهة أخرى، صدر بيان عن معظم القوى والفعاليات الثورية في ريفي حماة وإدلب/ مساء السبت، نفى صحة المصالحات التي يزعم النظام إجراءها في المناطق المحررة، جملة وتفصيلاً. وكان التلفزيون الرسمي قد بثّ ما أسماه "لقاء مصالحة مع أهالي ريف حماة الشمالي الغربي"، وتحدث عن تسليم عدد من المقاتلين لأسلحتهم من أجل تسوية أوضاعهم. وهو الأمر الذي نفاه بشدة أهالي المنطقة والفعاليات الثورية والمدنية فيها.
وصدر البيان بعد اجتماع معظم رؤساء "المجالس المحلية" وأعضاء مجلسي محافظتي حماة وإدلب، وممثلين عن القبائل في الريف الشرقي، وعدد من وجهاء الريفين الحموي والإدلبي، بالإضافة لحضور قائد "جيش العزة" الرائد جميل الصالح.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها