وقال مراسل مؤسسة "فجر حماة" أبو همام الحموي، لـ"المدن"، إن تقدم المعارضة يأتي في محاولة منها لتوسيع رقعة سيطرتها في ريف حماة الشمالي، والسيطرة على جميع نقاط تمركز قوات النظام شمالي حماة، لفتح الطريق أمامها باتجاه مطار حماة العسكري، وهو الهدف الأكبر للمعارضة في ريف حماة.
وأكد أبو همام، أن فصائل المعارضة باشرت المعركة بعد تجهيز وتحضير كبيرين، من قبل "جيش العزة"، و"جيش النصر"، و"الفرقة الوسطى"، و"جند الأقصى"، و"لواء أنصار حماة"، و"جيش السنة"، وبعض الفصائل الأخرى. وبدأت المعارضة المعركة، بالتمهيد المدفعي العنيف على نقاط تمركز قوات النظام، وتمكنت في الساعة الأولى من الهجوم من تدمير مقر القيادة في حاجز البويضة، إضافة إلى قتل العشرات من عناصر النظام على مختلف الجبهات.
وقال قائد "لواء أنصار حماة" أبو وليد الحموي، لـ"المدن"، إن المعارضة سيطرت على بلدتي المصاصنة والبويضة، ومنطقتي زور المحروقة بالقرب من زور الحيصة وحاجز زلين، بعد تقدم مقاتليها، وبسط سيطرتهم على كل من حواجز مدجنة أبو حسن والخيم في قرية معركبة، وحاجز بيت الدعبول، وحاجز مدجنة بيت جبس، وحاجز جب الدكتورغربي قرية المصاصنة. وتعتبر تلك الحواجز خطوط دفاع متقدمة لتلك البلدات.
وأضاف الحموي، أن تحرير قرية المصاصنة، جاء بعد استهداف نقاط الدفاع الأولى، وتقدم الفصائل المشاركة باتجاه قرية المصاصنة، واستهداف إحدى مقرات قوات النظام فيها بآلية مفخخة، مسيّرة عن بعد، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل.
وأسفرت تلك الاشتباكات، وعملية التفجير، عن مقتل ما لا يقل عن خمسين من عناصر قوات النظام و إصابة آخرين. كما أغتنمت فصائل الجيش الحر ومقاتلو "جند الأقصى" مدفع 37 ورشاش 14.5، وسيارة ذخيرة من حاجز زلين، بعد السيطرة عليه بشكل كامل.
بدوره، شرح قائد "كتيبة الاستطلاع" عبد الحكيم أبوهشام، عن أهمية المنطقة قائلاً: "هذه المناطق كسرت القوس الدفاعي الإستراتيجي الذي أنشأه النظام، ما يكشف الحواجز التابعة للنظام، ضمن زاوية رؤية 180 درجة".
وأضاف عبدالحكيم، أن القوس الدفاعي يمتد من معان بريف حماة الشرقي، إلى مورك والبويضة ومعركبة والزلاقيات وزلين، إلى شليوط غرباً، وامتداداً إلى ريف حماة الغربي، وصولاً إلى مدينة كرناز. وبعد تحرير المصاصنة ومعركبة، وحاجز زلين، وأجزاء من منطقة الزوار الزراعية، انتقلت المعارك إلى مرحلة جديدة، وهي السيطرة على مدينة طيبة الإمام شرقاً وقرية خطاب ومدينة حلفايا غرباً. وأشار عبدالحكيم إلى أنه أصبح بالإمكان استهداف مطار حماة العسكري بصواريخ "الغراد" بعيدة المدى.
مدير "المكتب الإعلامي لجيش النصر" محمد رشيد، قال لـ"المدن"، إن فصائل الجيش الحر أصبحت الآن على أبواب مدينة طيبة الإمام في ريف حماة الشمالي، وهناك أنباء تفيد بأن عضو مجلس الشعب إبراهيم الخليل هرب من طيبة الإمام بعد سيطرة الفصائل المقاتلة على البويضة والمصاصنة.
وأضاف رشيد أن فلول قوات النظام انسحبت بإتجاه الحواجز المتقدمة في محيط بلدة طيبة الإمام، وأشار إلى أن عناصر من قوات النظام أفرغت عدداً كبيراً من الأبنية الشرقية والشمالية لمدينة محردة، بعد اقتراب الأشتباكات من المدينة.
أحد العاملين في "مرصد 80" في ريف حماة الشمالي، قال إنه خلال تنصته على مكالمات لقوات النظام، سمع بأن "المخابرات الجوية" تنصب حواجز لمنع هروب عناصر قوات النظام، وأن أوامر من ضابط كبير صدرت لإطلاق الرصاص على أقدام العناصر الهاربين، إذا لم ينصاعوا ويقفوا على الحواجز.
من جهة ثانية، أكدت مصادر خاصة عن وصول العشرات من سيارات الإسعاف إلى المشفى الوطني في حماة، وهي تنقل جرحى قوات النظام وجثث عشرات القتلى، الذين سقطوا خلال المعارك الجارية. وأفادت المصادر أن النظام اعترف بمقتل 70عنصراً من عناصره في شبكات التواصل الاجتماعي.
وشهد ريف حماة الشمالي تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي والمروحي، وقصفت قوات النظام مناطق في بلدة اللطامنة، وسط تنفيذ طائرات حربية روسية المزيد من الغارات. وألقى الطيران المروحي البراميل المتفجرة على قرية الزكاة بريف حماة الشمالي.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها