الإثنين 2016/07/04

آخر تحديث: 14:58 (بيروت)

"لائحة الإنماء- زغرتا": الدخول في السياسة حتمي

الإثنين 2016/07/04
"لائحة الإنماء- زغرتا": الدخول في السياسة حتمي
ركّزت اللائحة على الخطاب الإنمائي المحصور بزغرتا (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
كانت تجارب اللوائح المستقلة الحدث الأبرز في الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، خصوصاً أنها قدمت نماذج مختلفة من العمل وحقق بعضها أرقاماً لافتة أيضاً. ولأن هذه التجارب تحتاج إلى تقييم وفهم مستقبلها وامكانية استمرارها، دعت "المدن" 6 لوائح، هي "بيروت مدينتي"، "مواطنون ومواطنات في دولة"، "معاً من أجل الهرمل"، "الغبيري للجميع"، "لائحة الإنماء- زغرتا" و"طرابلس 2022"، إلى حلقتي نقاش في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في بيروت، أدارهما بول أشقر وجيلبير ضومط، وشارك فيها عضو المكتب السياسي في "الحزب الشيوعي اللبناني" عربي العنداري وعضو مجموعة "طلعت ريحتكم" لوسيان بورجيلي والكاتب حنا صالح.


تختم "المدن" عرض تجارب حلقة النقاش بعرض تجربة "لائحة الإنماء-زغرتا"، عبر رئيسها مخائيل الدويهي، بعدما كانت قد عرضت تجارب "بيروت مدينتي"، "معاً من أجل الهرمل" و"طرابلس 2022" و"الغبيري للجميع" و"مواطنون ومواطنات في دولة".


شكّلت لائحة الإنماء- زغرتا البديل الوحيد لأهالي المنطقة أمام اللائحة التي شكّلها كلّ من طوني فرنجية وميشال معوّض. هذه اللائحة التي ترأسّها الدويهي بدأ العمل عليها في شهر آذار الماضي بمبادرة من الأخير، مع ثلاثة أشخاص تعرّف إليهم بفضل نشاطه في العمل الانمائي والثقافي في آخر سنتين ونصف. النقاش مع الدويهي أوضح استراتيجيّة اللائحة وتقييمها لنفسها.

تقييم المعركة
يطرح الدويهي الأسباب التي دفعت إلى تشكيل لائحة الإنماء والتي على أساسها قيّم حملته. فلأنّ "الإنسان لا بدّ أن يجتهد ولا يتّكل على المحاصصات"، ومن أجل "أن يقرّر الناس مصيرهم في انتخابات ديمقراطيّة تنتج ثقافة المحاسبة" و"لفهم مدى الوعي والجرأة عند الناس ومدى استعدادهم لرفض الإسقاط الحزبي والتصويت لمن يخدمهم بناءً على خبرة وبعيداً من الإنتماءات"، تشكّلت لائحة الإنماء.

مساعي الحملة لكسر ثقافة المحاصصة لم تفهمها "زعامات زغرتا"، البلدة التي وصفها الدويهي بأنّها "إقطاعية عائليّة بامتياز"، فلبّت اللائحة دعوة إلى اجتماع مع فرنجية ومعوّض لمنحها مقاعد تمثل عائلات معيّنة. لكنّ الحملة رفضت ذلك ولم "تنحلّ"، كبعض أفراد المجتمع المدني الذين لا يقدرون على المواجهة، كما يقول الدويهي، وركّزت على "خبرة المرشّحين والرؤية وصفات القيادة التي يملكونها" حتّى قبل التنوّع المناطقي والجنسي وقبل الكفاءة، لأنّه بحسب الدويهي "الكفاءات تملأ البلد وليست ما ينقصنا".

تميّزت اللائحة عن لائحة فرنجيّة ومعوّض، وفق الدويهي، بأنّ لها برنامجها الذي حضّرته قبل أشهر من الانتخابات على عكس الحملة الأخرى التي نقلت البرنامج عنهم على طريقة الـ"Copy-Paste". كذلك تميّزت "بخبرة مرشحيها بالواقع الزغرتاوي على عكس اللائحة الأخرى التي لا يعرف أبناء زغرتا مرشحيها". يضيف الدويهي أنّه هو نفسه "متقاعد وفرّغ نفسه للعمل البلدي في حين أن رئيس اللائحة الأخرى وعد بأنّه سيقضي نهاراً كل من أسبوع في البلدية، وسيعيّن من ينظّم أعماله في الأيّام الأخرى".

ركّزت اللائحة على الخطاب الإنمائي المحصور بزغرتا وابتعدت عن الشعارات السياسية على مستوى البلد، لأنّه بكل بساطة، كما يقول الدويهي، "الدخول في السياسة يحرّك العصبيّات التي لا تستطيع اللائحة خوض غمار تعقيداتها. كانت الزعامات تحاول جرّ المعركة إلى البعد السياسي- العائلي عبر صبغ لائحة الإنماء- زغرتا بأنها لآل الدويهي، لكنّ لائحتنا تجنّبت ذلك. هذا الإبتعاد عن الصبغة العائلية أكد للحملة أنّ الناس أو الزغرتاويين على الأقلّ مستعدّون لتخطّي العصبيّات. فاللائحة كسبت صدقية في الشارع الزغرتاوي"، وفق الدويهي.

ماذا بعد الانتخابات؟
يقول الدويهي إن حملته ستعطي البلدية الحالية ستة أشهر لتتشكل هيكليتها وبعدها ستتابعها وتراقبها على الصعد كلها. وفي الوقت الحالي تقسّم لائحة لإنماء عملها ضمن ثلاثة أطر: الإطار الثقافي- الإنمائي الذي من ضمنه ستكون ندوة "إعادة النظر في زغرتا" والعمل على فتح مركز ثقافي، والإطار المتعلّق بمتابعة مشاكل المواطن ومن ضمنه مشكلة إشتراك الكهرباء مثلاً.

وهناك أيضاً الإطار السياسي، الذي يؤكد الدويهي أنّه "حتمي"، إذ "ستدخل اللائحة في مشروع سياسي، لكن لا نعرف حتى اللحظة  كيف سيكون. لكن الأكيد هو أن اللائحة ستشارك في الانتخابات البلدية 2022 وستسعى إلى تقوية شعبيّتها قبل خوض معارك سياسية على مستوى النيابة مثلاً". وستسعى الحملة أيضاً إلى مكننة العملية الانتخابية لأن الليستات الموزعة يمكن أن تزوّر وأسلوبها غير ديمقراطي. وستعمل على الضغط في الانتخابات المقبلة لكي لا يكون هناك ترهيب للناخبين خارج مراكز الانتخابات وداخل غرف الإقتراع.

هوامش
لوسيان بورجيلي: "لم تنتقد اللائحة الهدر والفساد لأنّه شعار سياسي وطني، لكن إستطلاعاً صغيراً يُبيّن أن هذا الشعار يمكن أن يربّحها كثيراً من الأصوات لأنّ ذلك يأتي في صلب معاناة الناس".

ردّ عليه الدويهي قائلاً إنّ "الناس تعرف بالهدر وهذا ليس شيئاً جديداً. كان يجب أن نقدّم خطاباً جديداً".

جيلبير ضومط: لو اختفى مخائيل الدويهي هل ستبقى الحملة؟

ردّ الدويهي قائلاً: "طبعاً ستبقى، لأنّ الوعي تغيّر".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها