الأربعاء 2016/06/29

آخر تحديث: 14:38 (بيروت)

"الغبيري للجميع": معركة ضد منهج "حزب الله"

الأربعاء 2016/06/29
"الغبيري للجميع": معركة ضد منهج "حزب الله"
حصلت "الغبيري للجميع" على 24 في المئة من الأصوات (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
كانت تجارب اللوائح المستقلة الحدث الأبرز في الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، خصوصاً أنها قدمت نماذج مختلفة من العمل وحقق بعضها أرقاماً لافتة أيضاً. ولأن هذه التجارب تحتاج إلى تقييم وفهم مستقبلها وامكانية استمرارها، دعت "المدن" 6 لوائح، هي "بيروت مدينتي"، "مواطنون ومواطنات في دولة"، "معاً من أجل الهرمل"، "الغبيري للجميع"، "لائحة الإنماء- زغرتا" و"طرابلس 2022"، إلى حلقتي نقاش في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في بيروت، أدارهما بول أشقر وجيلبير ضومط، وشارك فيها عضو المكتب السياسي في "الحزب الشيوعي اللبناني" عربي العنداري وعضو مجموعة "طلعت ريحتكم" لوسيان بورجيلي والكاتب حنا صالح.


في ما يلي تعرض "المدن" تجربة "الغبيري للجميع" عبر ممثلها واصف الحركة، بعدما كانت قد عرضت تجارب "بيروت مدينتي"، "معاً من أجل الهرمل" و"طرابلس 2022".


تبدو تجربة "الغبيري للجميع" أكثر التجارب مواجهة. أقله، لأن هذه اللائحة، المؤلفة من 20 مرشحاً من أصل 21، جربت منافسة "حزب الله" بين قاعدته الشعبية الأساسية في الضاحية الجنوبية. وهذا ما يبدو واضحاً عند الحركة، ممثل "الغبيري للجميع". وإن كانت هذه ليست التجربة الأولى لـ"الغبيري للجميع"، بعد ترشيحها 14 مرشحاً في انتخابات العام 2010، إلا أن الظروف بين الدورتين تغيرت، ليس في ظروف "حزب الله" فحسب، بل في ما يبدو أنه امتداد لحراك صيف 2015.

ظروف "حزب الله"
والحال أن هذه الظروف، وحدها، كانت سبباً كافياً للإنسحاب من المعركة. ففي الضاحية، على ما يقول الحركة، "غابة من صور الشبان الذين قضوا في سوريا. ومَن هم مع الدم يُستفزون بسرعة، ومَن هم ضده، بطريقة ما، يتهيبون الموقف". عليه، كان تشكيل اللائحة صعباً. كما الاستمرار في المعركة، وإعلان "موقف سياسي واضح. ذلك أننا قررنا منذ اللحظة الأولى خوض المعركة بعناوين سياسية. فمن أنتج 3 مجالس، في الدورات السابقة، ليس أفراداً، بل منهج حزب الله. لن نحاسب أبو سعيد الخنسا، رئيس البلدية السابق، لأنه لا يُعرّف نفسه كفرد، بل كممثل لمنهج".

يقول الحركة إن خوض "حزب الله"، ومعه "حركة أمل"، المعركة كان "استبسالاً". ذلك أن بلديات الضاحية، عنده، هي "بلديات أمن وعسكر، ولا علاقة لها بالإنماء. وهذه البلديات تشكل رافداً لكل النشطات الاجتماعية التي ينظمها الحزب في المنطقة، فهناك نحو 500 مليون ليرة تصرف كمساعدات اجتماعية من أموال البلدية". ولئن كان الحزب يعرف أنه سيصل إلى أزمة مالية، وفق الحركة، فإن "البلديات ستشكل مخرجاً لكثير من أزماتهم المالية".

في توصيف الحركة كانت "هذه المعركة شرسة". ومعرفة ذلك لا ترتبط بالأسباب السابقة فحسب، بل في ما أستخدم ضد "الغبيري للجميع" أو لائحة "قلبي لبرج البراجنة". وأول الأدوات كانت المقاومة. يقول الحركة إنه شخصياً مع المقاومة، لكنه "ضد سلاح حزب الله في بيروت وخارج الجنوب". وهذا الموقف متفق عليه، ومصرح به، داخل اللائحة. لكن الأسوأ كان تصوير اللائحتين المنافستين أنهما "جزء من داعش وأننا نخدم مشروعها. وهذا ليس هيناً في الضاحية، وكان تهديداً مباشراً لأذيتنا. ثم قالوا إن المعركة بين الحسين ويزيد، وأن الشمر يقود المعركة، ويقصدونني بذلك".

وهذا ما يفترض، بالبداهة، أن ينتج تهديداً مباشراً للمرشحين. والحركة يشير إلى تعرض 4 مرشحين لمحاولة رشوى وضغوط، بالإضافة إلى الاشكالات والجرحى الذين سقطوا قبل أيام من الانتخابات. على أن اعلان مقتل القيادي في "حزب الله" مصطفى بدرالدين، قبل ثلاثة أيام من الانتخابات، ما كان إلا معززاً لكل هذه الضغوط، خصوصاً أن "بدرالدين نفسه ينتخب في الغبيري. وزوجته وابنته انتخبتا بعد ثلاثة أيام من وفاته. وهذا زاد التجييش".

الحكي المباشر
اللائحة التي صرفت في الانتخابات نحو 16 ألف دولار، حاولت تأمين مجال مشاركة للنساء عبر أربع مرشحات. واذا كان العرف يفرض وجود مرشح سني واحد، فإن "الغبيري للجميع" رشحت 4، "ليس لأنهم سنة"، وفق الحركة، "بل لأننا كنا نلتقي معهم في أفكارنا". والأهم أن 360 متطوعاً، الذين عملوا مع "الغبيري للجميع" كانوا من "أبناء المنطقة"، وهم جزء من الحراك الشعبي. "والانتخابات كلها خضناها تحت عنوان الحراك الشعبي، وربما منح وجودي، أنا الناشط في مجموعة بدنا نحاسب، هذه الشرعية".

في الخطابات والبيانات الخاصة بـ"الغبيري للجميع" كان "الحكي مباشراً، ويحمل قليلاً من الانماء. لم نكبر الأحلام. تكلمنا عن المقاهي الصغيرة الموجودة على الأرصفة، التي تدعمها التنظيمات الحزبية، وتعيق الحركة. حكينا عن اشتراكات مولدات الكهرباء وغيرها من المسائل". لكن الأساس كان أن بلدية الغبيرية هي بلدية كبيرة، من حيث المساحة، وغنية، "وفيها امكانيات كثيرة، ونحن وجهنا عملنا إلى هذه الامكانيات". لكن المشكلة أن الانتخابات خيضت بأموال البلدية أيضاً، لذلك "طالبنا بتزويدنا بميزانية العام 2016 وبالصرف المالي في آخر 3 أشهر، لأن ذلك من حق أي مواطن، وهددنا باللجوء إلى النيابة العامة المالية".

ما بعد الانتخابات
لم تربح "الغبيري للجميع". وهي حصلت على 24 في المئة من الأصوات، رغم أنها في العام 2010 حصلت على 30 في المئة. لكنها، أقله، تمكنت بترشحها من فرض تغيير 80% من مرشحي اللائحة المنافسة، وأجبرتهم على مفاوضتها. إذ يؤكد الحركة أن عرضاً، مثبت خطياً، قدم لهم لترشيح 5 أشخاص في لائحة الثنائي. إلا أنه رُفض.

لكن "الغبيري للجميع"، في ما يلي الانتخابات، لن تلجأ إلى تشكيل بلدية ظل "لأنها مُنهكة ومُتعبة، بل سنؤدي دوراً رقابياً". وفي هذا السياق يشير الحركة إلى اتجاه لتشكيل تجمع في منطقة ساحل المتن الجنوبي، يضم الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك. لكن الأهم، وفق الحركة، أن "قسماً كبيراً من الذين عملوا معنا في الانتخابات صاروا الآن من الحراك ويعملون فيه".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها