السبت 2016/06/25

آخر تحديث: 10:46 (بيروت)

"معاً من أجل الهرمل": كاميكازيون في مواجهة التوافق

السبت 2016/06/25
"معاً من أجل الهرمل": كاميكازيون في مواجهة التوافق
"متابعة، عمل، إنماء" هي الأهداف التي تختصرها عبارة "معاً" (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

كانت تجارب اللوائح المستقلة الحدث الأبرز في الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، خصوصاً أنها قدمت نماذج مختلفة من العمل وحقق بعضها أرقاماً لافتة أيضاً. ولأن هذه التجارب تحتاج إلى تقييم وفهم مستقبلها وامكانية استمرارها، دعت "المدن" 6 لوائح، هي "بيروت مدينتي"، "مواطنون ومواطنات في دولة"، "معاً من أجل الهرمل"، "الغبيري للجميع"، "لائحة الإنماء- زغرتا" و"طرابلس 2022"، إلى حلقتي نقاش في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في بيروت، أدارهما بول أشقر وجيلبير ضومط، وشارك فيها عضو المكتب السياسي في "الحزب الشيوعي اللبناني" عربي العنداري وعضو مجموعة "طلعت ريحتكم" لوسيان بورجيلي والكاتب حنا صالح.

في هذه الحلقة تعرض "المدن" تجربة "معاً من أجل الهرمل"، التي مثلها فراس علام.


خاضت "معاً من أجل الهرمل" الانتخابات البلدية الماضية، مانعةً وصول مجلس بلدي بالتزكية كما حصل في انتخابات العام 2010. ورغم عدم وصول أعضائها إلى المجلس البلدي، إلا أنها تجربة تستحق التوقف عندها لمواجهتها لائحة توافقية، في ما بدا أنه عملية كاميكازية، وفق وصف علام.

قبل الانتخابات
"متابعة، عمل، إنماء" هي الأهداف التي تختصرها عبارة "معاً"، وفق علّام، الذي يشرح أن "تأسيس اللائحة انطلق في البداية من رغبتنا في منع وصول مجلس بلدي بالتزكية كما حدث في العام 2010، فإقتصر إهتمام بعض الأشخاص الذين إنضموا إلينا على هذا السبب، فيما كان لآخرين أهداف إنمائية". هكذا، تشكّلت مجموعة عمل من ثلاثين شخصاً اختلفت إنتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية، فـ"ضمت أشخاصاً علمانيين ومستقلين وآخرين حزبيين من شيوعيين وقوميين ومقربين من حزب الله، فكانت الحصيلة تشكيل لائحة غير مكتملة من 11 مرشحاً، لتكون أول لائحة انتخابية مستقلّة تتشكّل في الهرمل".

ويشرح علام أن عملية اختيار المرشحين اعتمدت بشكل أساسي على عاملي نظافة الكفّ والسمعة الحسنة في المنطقة. وعمدت "معاً من أجل الهرمل" إلى تنظيم لقاءاتٍ شعبية في أحياء الهرمل، عوضاً من الزيارات الفردية لتسويق نفسها. اللائحة الأخرى، في المقابل، لم تحتج إلى حملة إعلامية ولم تعلن مرشحيها إلا قبل ثلاثة أيام من موعد الانتخابات، وفق علام. يضيف: "حرصنا على إحترام القوانين، فأجبرنا البلدية على إعطاء تصاريح من أجل تعليق اليافطات للمرة الأولى". واعتمدت المجموعة في ميزانيتها، التي تقدر بـ14 مليون ليرة، على إشتراكات أسبوعية لأعضاء المجموعة وعلى تبرّعات من المؤيدين، محدّدةً سقف التبرع من الشخص الواحد بما لا يزيد عن مئة ألف ليرة لبنانية.

البعد السياسي
في مواجهة لائحة "حزب الله" و"حركة أمل"، اللذين ركّزا في خطابهما على دورهما المقاوم، وذهبا إلى حدّ تخوين كلّ من ترشّح في وجههما في مناطق نفوذهما، حرصت "معاً من أجل الهرمل" على "إعلاء الصوت بشأن وعينا المقاوم"، وتجنبت تضمين برنامجها أي أبعاد سياسية فـ"إقتصر عملنا، في برنامجنا، على وضع حلول للمشاكل التي تعاني منها المدينة"، كما يفسّر علام، مشيراً إلى أن الطرف الآخر لم يبدِ أي عدائية تجاه المجموعة.

تألّفت الماكينة الانتخابية لـ"معاً من أجل الهرمل" من 180 متطوعاً، تمكنوا من تغطية المراكز الانتخابية كلها. وقد إنتهت التجربة الانتخابية بتحصيلها 1500 صوت، أي ما نسبته 35% من مجموع الأصوات، من دون إحداث أي خرق. ويشير علام في هذا الصدد إلى أن "الفرز أظهر أن الناس اختاروا إما لائحتنا أو اللائحة الأخرى بإسقاطها كما هي. ورغم مراهنتنا على تململ جمهور الأحزاب من المجلس البلدي السابق، إلا أنهم شخصنوا إعتراضهم وصبوه على شخص واحد هو رئيس اتحاد بلديات الهرمل".

ما بعد الانتخابات
خسارة اللائحة لم تشكّل أي صدمة بالنسبة إلى المجموعة التي كانت واعية إلى أنها "دخلت المعركة قبل أن تولد"، على حدّ تعبير علام. ويتحدّث علام عن بعض الأخطاء أو العوائق التي اعترضت سبيل المجموعة كعشوائية اللقاءات التي أجرتها مع الناس، وغياب القدرة المادية واللوجسيتية للتواصل مع ناخبي الهرمل الذين يعيشون في بيروت، والذين يشكلون 60% من مجموع الناخبين، بالإضافة إلى عدم تمكن اللائحة من تغطية أحياء الهرمل كلها من خلال مرشحيها.

أما اليوم، وبعد إنتهاء الإستحقاق الانتخابي، فقد بدأت المجموعة ما يصفه علام بـ"عملية ترتيب البيت الداخلي"، مشيراً إلى أنها تعمل على الحصول على علم وخبر لتغدو جمعية. وهي على تواصل مع مغتربي الهرمل المهتمين بدعم المبادرة. وفي الفترة الحالية، تناقش المجموعة احتمال التعاون مع المجموعات المدنية الأخرى التي أخذت تنمو مؤخراً في الهرمل.

يضيف علام: "نحن نسعى إلى الوصول إلى صيغة لفصل النقاشات السياسة داخل المجموعة عن المواضيع الخلافية كالسلاح والتدخل في سوريا". ومع أنها وعدت بأن تكون جزءاً من اللجان البلدية التي ستشكّل، إلا أنها اليوم في صدد تشكيل لجان أحياء ولجان قطاعية بالتوازي مع اللجان البلدية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها