الجمعة 2016/06/24

آخر تحديث: 06:45 (بيروت)

"بيروت مدينتي" تفكر في 3 خيارات

الجمعة 2016/06/24
"بيروت مدينتي" تفكر في 3 خيارات
إسماعيل: أرادت "بيروت مدينتي" الفوز لا تسجيل موقف فقط (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
كانت تجارب اللوائح المستقلة الحدث الأبرز في الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، خصوصاً أنها قدمت نماذج مختلفة من العمل وحقق بعضها أرقاماً لافتة أيضاً. ولأن هذه التجارب تحتاج إلى تقييم وفهم مستقبلها وامكانية استمرارها، دعت "المدن" 6 لوائح، هي "بيروت مدينتي"، "مواطنون ومواطنات في دولة"، "معاً من أجل الهرمل"، "الغبيري للجميع"، "لائحة الإنماء- زغرتا" و"طرابلس 2022"، إلى حلقتي نقاش في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في بيروت، أدارهما بول أشقر وجيلبير ضومط، وشارك فيها عضو المكتب السياسي في "الحزب الشيوعي اللبناني" عربي العنداري وعضو مجموعة "طلعت ريحتكم" لوسيان بورجيلي والكاتب حنا صالح.

تبدأ "المدن" بعرض تجربة "بيروت مدينتي"، التي مثلها ريان إسماعيل، وتنشر التجارب الأخرى تباعاً.


بدت لائحة "بيروت مدينتي"، في أسبقية إعلانها وحركتها، أساس تحفيز مجموعات مناطقية أخرى على إعلان نفسها. وهذا الربط، بغض النظر عن أهمية دوره، يجعل انتخابات محافظة بيروت البلدية نقطة إنطلاق لفهم ما جرى في انتخابات المحافظات الأخرى. وهي، في ما مثلته "بيروت مدينتي"، كانت محاولة "لتغيير النظام بأدواته"، على ما يقول ريان إسماعيل من "بيروت مدينتي". فاللائحة لم تترشح إلى الانتخابات لـ"تسجل موقف. وهذا ما أختلفنا فيه مع مرشحي مواطنون ومواطنات في دولة، بل ترشحنا لنربح الانتخابات".

وإسماعيل، في تأريخه بداية عمل هذه المجموعة، يربط ولادتها بأثر الحراك الشعبي، الذي بدأ في صيف العام 2015. لكن المجموعة بدلاً من تبنيها طرحاً "ضدياً، يريد أن يحاسب وضد الفساد، ويطلب من الفاسدين أنفسهم التغيير، قررت الإنطلاق من حركة مطلبية إلى حركة تنفيذية تملك شرعية تمثيلية من الناس. لم نرد أن نكتفي بالمطالبة، كنا نريد أن نحقق الحلول بأنفسنا، من دون مبالغات تخسرنا صدقيتنا".

واذا كان هذا الخيار السياسي، وفق تسمية إسماعيل، "ليس شعبياً"، فإنه أثبت أن "الخيار السياسي البديل والمتكامل والحقيقي موجود". لكن المجموعة، التي تألفت من جمعية عمومية وهيئة إدارية مرنة، تتوليان أخذ القرارات، قررت أن "تخوض معركة بلدية بيروت فقط، وهذا تكتيك سياسي يركز على معركة واحدة من دون خوض معارك كبرى وغير واقعية".

وهذا العامل، بالإضافة إلى مواجهة "تيار المستقبل"، الذي بدا "تياراً ضعيفاً مالياً وتنظيمياً وشعبياً، وفق توقعاتنا التي صدقت، ساعدنا على اللعب على هذا الوتر من دون الإضطرار إلى مواجهة هذا الزعيم، فكنا نقول أن لا مشكلة لدينا مع أحد. نحن نحكي في الإنماء". وهذا الخطاب، الذي يحاكي تطلعات جمهور "المستقبل" أيضاً، مكّن "بيروت مدينتي" من الحصول على 11 ألف صوت في الدائرة الثالثة التي يسيطر عليها "المستقبل"، أي في المزرعة، "وربما كنا أول لائحة انتخابية تُحصّل هذا العدد من الأصوات في مواجهة كل أحزاب السلطة مجتمعة"، وفق إسماعيل.

لكن "بيروت مدينتي" واجهت مشكلة قلة الخبرة في تعامل أفرادها مع الانتخابات. وهم كانوا، وفق إسماعيل، يتعلمون من عملهم، "وقد ساعدتنا مدونة السلوك التي وضعناها منذ البداية على الإلتزام بخطوط عامة لعملنا". وهذا ما ينطبق على اختيار المرشحين، الذين تغيروا، من الشهر الأول في العام 2016 حتى الشهر الخامس منه، "نحو 4 إلى 5 مرات، خصوصاً أننا وضعنا معايير للمرشحين وشكلنا لجنة مخصصة لاختيارهم من بين 45 مرشحاً أولياً. كنا نريد الحفاظ على التوازن الطائفي والمناصفة الجندرية وتنويع المهن".


مراجعات اللائحة
قبل الانتخابات كانت "بيروت مدينتي"، التي كلفت حملتها نحو 700 مليون ليرة لبنانية، تعتقد أن رفع نسبة الاقتراع سيكون لمصلحتها، إذ "إننا اعتقدنا أن المنكفئين سيصوتون لنا. لكن الأرقام تقول إنهم لم يصوتوا لأحد". وفي مراجعة الأرقام نفسها، يرى إسماعيل أنه كان من الأفضل لو أن اللائحة ركزت على المناطق التي ليس فيها معركة فعلية، كما في الدائرة الأولى في بيروت، أي في الأشرفية ومناطقها. "كان يمكننا أن نسعى إلى رفع نسبة الإقتراع إلى 30 أو 35%. وهذا ما كان سيساعدنا على إنتاج فرق في النتائج".

ويمكن لإسماعيل أن يسجل "إخفاقاً" إضافياً. فالمجموعة العاملة في "بيروت مدينتي" لم تكن تتوقع تحصيلها كل هذا التأييد. وهو يشير إلى اللقاء الأول المفتوح، الذي شهد حضوراً غير متوقع. وهذه المفاجأة لم يقابلها تكيف سريع مع حماسة الناس، فـ"لم نستطع أن ننفذ أعمالاً تشاركية أكثر مع الناس، ولم ننظم مهرجانات انتخابية كافية".

3 أشهر انتقالية
في هذه الأيام تمر "بيروت مدينتي" في مرحلة انتقالية مدتها 3 أشهر كحد أقصى. وهي أمام 3 خيارات طرحتها الجمعية العمومية التي انعقدت بعد انتهاء الانتخابات البلدية. الخيارات الثلاثة قسمت على ثلات مجموعات، وفق إسماعيل.

أولى هذه المجموعات تبحث في تشكيل بلدية ظل. وهناك مجموعة ثانية تعتقد أنه من المفيد الاستفادة مما حصل في الانتخابات، خصوصاً في مساحات النقاش، لإعادة التشبيك مع الأحياء. والمجموعة الثالثة تبحث في الانتخابات بشكل عام، وفي "إمكانية خوض الانتخابات النيابية أو التحضير للانتخابات البلدية المقبلة، وتداول مواضيع تتعلق بالاصلاحات الانتخابية، مثل اللوائح المطبوعة سلفاً أو النسبية".

هذه الخيارات مطروحة للنقاش، وأول لقاء سيكون في التاسع من تموز المقبل، وستنتج "هيكلية جديدة، لكن الأكيد أن تجربة بيروت مدينتي لن تنتهي".

هوامش
عربي العنداري: بعد انتباه اللائحة إلى أنها لم تعط الاهتمام الكافي لمنطقة الأشرفية ومبالغتها بالاهتمام بمنطقة المزرعة التي لم تعط الأصوات المتوقعة، هل يكون هناك إعادة نظر بأن الحملة كان يجب أن تحمل خطاباً سياسياً؟

واصف الحركة (لائحة "الغبيري للجميع"): بالنسبة إلي "بيروت مدينتي" كانت تجربة مهمة، لكن كان يمكن أن تكون أفضل. في مكان ما لم يستمعوا إلى ما قيل لهم، ورفضوا مشاركة بعض الناس الذين كان يمكن أن يشكلوا إضافة مهمة. وهم رفضوا التعاون مثلاً معنا من أجل إقامة احتفال مشترك بين الغبيري وبيروت. وكان لدى الحملة إشكالية عدم وجود مندوبين من أبناء المدينة، وهذه مسألة تحتاج إلى معالجة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها