الأحد 2016/06/26

آخر تحديث: 10:34 (بيروت)

"طرابلس 2022": إنهم يحبون الزعيم

الأحد 2016/06/26
"طرابلس 2022": إنهم يحبون الزعيم
فكرة إنشاء بلدية ظلّ ليست واردة عند الحملة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
كانت تجارب اللوائح المستقلة الحدث الأبرز في الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، خصوصاً أنها قدمت نماذج مختلفة من العمل وحقق بعضها أرقاماً لافتة أيضاً. ولأن هذه التجارب تحتاج إلى تقييم وفهم مستقبلها وامكانية استمرارها، دعت "المدن" 6 لوائح، هي "بيروت مدينتي"، "مواطنون ومواطنات في دولة"، "معاً من أجل الهرمل"، "الغبيري للجميع"، "لائحة الإنماء- زغرتا" و"طرابلس 2022"، إلى حلقتي نقاش في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في بيروت، أدارهما بول أشقر وجيلبير ضومط، وشارك فيها عضو المكتب السياسي في "الحزب الشيوعي اللبناني" عربي العنداري وعضو مجموعة "طلعت ريحتكم" لوسيان بورجيلي والكاتب حنا صالح.


تعرض "المدن" تجربة لائحة "طرابلس 2022"، عبر ممثلها وليد السويسي، بعد عرضها تجربتي "بيروت مدينتي" و"معاً من أجل الهرمل".


ربّما لم يسمع كثر بلائحة "طرابلس 2022"، خصوصاً أنها ترشحت في انتخابات شهدت منافسة حادة بين لائحتين قويتين، هما لائحة التحالف السياسي الطرابلسي واللائحة المدعومة من وزير العدل أشرف ريفي. لكن، رغم تواضع عملها التنظيمي ونتائجها، إلا أنها مثلت اختباراً لتغير وعي الطرابلسيين، كما أشار ممثلها وليد السويسي.

تقييم المعركة
"على الصعيد السياسي، أثبتت تجربة لائحة طرابلس 2022 أنّ المجتمع الطرابلسي مسيّس جدّاً ومازال عالقاً في فكرة الزعيم الذي لا نستطيع فعل شيء من دونه"، هكذا بدأ السويسي الحديث عن المعركة الانتخابية التي خاضها مع زملائه. فكثيرون من الأشخاص في المجتمع المدني، الذين تواصلوا مع "طرابلس 2022" لتشكيل لائحة كاملة، غابتوا عندما أعلن ريفي لائحته ودعاهم إلى الإنضمام إليها، فخسرت "طرابلس 2022" ستة من مرشحيها لمصلحة لائحة ريفي، في حين انسحب آخرون، ولم يبق في اللائحة غير 4 مرشحين.

والحال أن الفوز مع ريفي كان ممكناً أكثر، والإمكانات المادية متاحة. فبين حملة كلّفت 8 آلاف دولار، وحملة أخرى كلّفت مئات الآلاف من الدولارات، لا مبرر للكلام عن الفرق في القدرات المادية وقدرتها على جذب المرشح المهتم بالفوز والمؤمن بالتغيير بدون المعنى السياسي للفوز، سواء كان عبر لائحة مستقلة أو حزبيّة.

لم يكن هدف الحملة الفوز في الانتخابات حتّى قبل إنسحاب بعض المرشحين أو تخليهم عن اللائحة، وفق السويسي. كان الهدف من المشاركة هو تشكيل نموذج مستقلّ بلائحة كاملة، مقسمة بحسب الطوائف والأجناس والأعمار، لا علاقة لها بالأحزاب وذات مشروع إنمائي للمدينة. هكذا، رغم تلقيهم "ضربة ريفي"، إلا أن السويسي ورفاقه، الذين بدأوا مشروعهم قبل عام، أصروا على الاستمرار في الترشح ليطلعوا على الأرقام ويعرفوا القليل عن تغير وعي المجتمع الطرابلسي عبر الانتخابات.

لكن، في مقابل ضعف التماسك داخل الحملة وضعف القدرات المادية والتنظيمية (80 متطوعاً فقط على سيبل المثال)، إستفادت "طرابلس 2022" من الأوضاع الصعبة التي تمرّ فيها طرابلس، والتي جعلت الناس تملّ الطاقم السياسي، فحصلت على زخم خطابي وإعلامي جيّد، وإن لم ينعكس ذلك في صناديق الإقتراع.

وأفادت المشاركة في العمليّة الانتخابيّة أفراد الحملة على الصعيد الشخصي من خلال العلاقات التي بنوها وتواصلهم مع الناس لمعرفة مشاكلهم الحقيقية عن كثب والتعرّف إلى كيفية وضع أطر للعمل عليها، إضافة إلى كسبهم بعض الخبرة الانتخابية، وما تشمله من تنظيم وتكتيك. فغياب هذه الخبرة، كما يشير السويسي، "جعل اللائحة عاجزة عن بناء تحالفات ضمن شروط معينة"، رغم أن عدداً من الأعضاء كانوا في أجواء رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي ومقتنعين به أكثر من ريفي. إضافة إلى ذلك، ربّما يجوز القول إن الحملة لعبت دوراً في زيادة نسبة الإقتراع في انتخابات طرابلس، من 12% في 2010 إلى 26% في العام 2016، رغم أن السبب الأساسي كان المعركة المحتدمة بين ريفي وميقاتي.

بعد الانتخابات
بعد انتهاء الانتخابات أطلقت "طرابلس 2022" حملة ثانية سمتها "رمضان بيجمعنا" لإستغلال الحيّز العام في شهر رمضان ودمج الناس اجتماعياً "في مدينة تغيب عنها الحياة"، كما يقول السويسي.

ومن الأمور التي قامت بها الحملة بعد الانتخابات، إنشاء "بوتيك" يستمدّ الثياب من الناس ويبيعها إلى الناس. ونظمت أيضاً إفطاراً جماعياً في ساحة المولوية لجمع الفئات الاجتماعية كلها مع بعضها، في نشاط يكمّل ما كانت الحملة تريد القيام به في حال فازت في الانتخابات. بالإضافة إلى مهرجان بحر رمضان الذي تضمّن سحوراً في جزيرة عبد الوهاب.

"نريد الإستمرار في العمل لتغيير طريقة التفكير والذهنية التي خسّرتنا في الانتخابات"، يقول السويسي. وتتجه الحملة إلى العمل على تفعيل المساحات، الدمج الاجتماعي، التشبيك مع جمعيات ومنظمات، وربّما تمويل البلدية الحالية.

يبدو من خلال النقاش مع السويسي أن لا أهداف سياسية للحملة في المستقبل القريب، وفكرة إنشاء بلدية ظلّ ليست محسومة. لكن هناك بعض المساعي غير الواضحة بعد للمشاركة في الانتخابات المقبلة. فهذا الأفق "الغامض" في بعض الأحيان، إضافة إلى الغياب التام للخبرة الانتخابية عند المنظمين، يشكلان مرآة لواقع مدينة طرابلس التي غابت فعلياً عنها الحياة. وهذا ما تتشاركه مع كثير من المناطق اللبنانية الأخرى.

هوامش
حنا صالح: ماذا تقصد الحملة بهويّتها "المستقلّة"؟ هل هذا يعني أنّها "لاسياسية"؟ السياسة هي أعلى مستوى لخدمة الناس ولا يجب التهرب من شعارها، وكل فعل في الشأن العام هو فعل سياسي.

بول أشقر
: لا يمكن محاكمة لائحة "طرابلس 2022" مثل اللوائح الأخرى، لأنها واجهت لائحتين ولم تكن البديل الأساسي. تحقيق اللائحة معدل أصوات أعلى بـ500 صوت من معدّل لائحة مصباح الأحدب بحد ذاته إنجاز.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها