السبت 2016/07/02

آخر تحديث: 12:07 (بيروت)

"مواطنون ومواطنات": زرعت بذرة بـ20 ألف صوت

السبت 2016/07/02
"مواطنون ومواطنات": زرعت بذرة بـ20 ألف صوت
ينطلق مشروع الحركة من فكرة أن الأزمات التي تواجهها البلديات مشتركة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

كانت تجارب اللوائح المستقلة الحدث الأبرز في الانتخابات البلدية، التي جرت في أيار الماضي، خصوصاً أنها قدمت نماذج مختلفة من العمل وحقق بعضها أرقاماً لافتة أيضاً. ولأن هذه التجارب تحتاج إلى تقييم وفهم مستقبلها وامكانية استمرارها، دعت "المدن" 6 لوائح، هي "بيروت مدينتي"، "مواطنون ومواطنات في دولة"، "معاً من أجل الهرمل"، "الغبيري للجميع"، "لائحة الإنماء- زغرتا" و"طرابلس 2022"، إلى حلقتي نقاش في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، في بيروت، أدارهما بول أشقر وجيلبير ضومط، وشارك فيها عضو المكتب السياسي في "الحزب الشيوعي اللبناني" عربي العنداري وعضو مجموعة "طلعت ريحتكم" لوسيان بورجيلي والكاتب حنا صالح.

في ما يلي تعرض "المدن" تجربة حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" عبر ممثلها منير دوماني، بعدما كانت قد عرضت تجارب "بيروت مدينتي"، "معاً من أجل الهرمل" و"طرابلس 2022" و"الغبيري للجميع".



تعدّ حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" تجربة انتخابية مختلفة عن غيرها. فهي تخطت حدود العمل البلدي والإنمائي الذي أطّر خطاب اللوائح المستقلة الأخرى، لتطرح نفسها كمشروع سياسي منظّم وشامل لم يقتصر حضوره على بلدة أو مدينة واحدة، بل غطّى مناطق عدّيدة. هكذا، يعرّف الحركة مرشّحها في الميناء في طرابلس منير دوماني.

لوائح سياسية
يشدّد دوماني في حديثه على إختلاف رسالة "مواطنون ومواطنات في دولة" عما قدّمته اللوائح الأخرى. إذ ينطلق مشروع الوزير السابق شربل نحاس، الذي ترشّح في مدينة بيروت، من فكرة أن الأزمات التي تواجهها البلديات مشتركة، من ردم البحر إلى مشكلتي "سوكلين" والنفايات. عليه، إرتأى نحاس أن تكون حملته شاملة معظم المناطق اللبنانية، "بعكس الأحزاب التي يمثّل ترشحها في مناطق معينة تابو سياسياً"، وفق دوماني، الذي يضيف أن الحركة أعلنت نفسها كـ"حالة سياسية"، فيما فضّلت اللوائح المستقلة الأخرى إبعاد حضورها قدر الإمكان عن أي طروحات سياسية. ويقول دوماني: "لم نختبئ وراء إصبعنا، واخترنا الدخول من باب العمل السياسي الذي يتعارض مع السياسيين الموجودين".

غير أن هذين العاملين حملا بعض الآثار السلبية بإعتراف دوماني. وذلك إنطلاقاً من شعار "كلّن يعني كلّن" الذي يرفعه المستقلون، من ناخبين وحملات انتخابية، والمقصود به كل من تعاطى بالشأن العام، بما في ذلك نحاس نفسه. وفي هذا الإطار، يقول دوماني: "فضّلت بعض اللوائح عدم التعاون معنا خشيةً من أن تُصبغ بلون سياسي معين". غير أن دوماني يؤكّد أن وجود نحاس في تجربة طرابلس كان إيجابياً، "خصوصاً أنه نزل إلى الأسواق ووزّع المناشير".

20 ألف صوت
يقرّ دوماني بوجود بعض نقاط الضعف التي قلّصت من حظوظ فوز اللائحة، إحداها تأخر بدء تنظيم الحملة، ذلك "أننا لم نصدّق بأن الانتخابات ستجرى فعلاً إلى أن أُقيمت في بيروت". هذا بالإضافة إلى حضور لائحة "مواطنون ومواطنات في دولة" الضعيف نسبياً بالمقارنة مع غيرها في طرابلس والميناء، إذ اعتمدت بالكامل على متطوعين من أرجاء لبنان إنتقلوا مع الحملة من منطقة إلى أخرى لمؤازرة المرشحين على الأرض، ولم يكن لديها أي مندوبين أو ماكينة انتخابية.

لكن الحركة لم تتمكن من إستقطاب العدد الكافي من المرشحين، ما أدى إلى ترشّح أشخاص لا يملكون الحضور والشعبية الكافيين لتحصيل أعداد مرتفعة من الأصوات. في هذا الإطار يقول دوماني: "أنا لا أمثّل شيئاً في الميناء، ولا أستطيع أن أستقطب شخصياً أكثر من 10 أصوات. هناك أشخاص متفوقون عليّ من حيث التمثيل والعمل، لكنّ هؤلاء يرون في البلدية وجاهة أو يفضّلون الترشّح ضمن لائحة تضمن فوزهم ووصولهم إلى المجلس البلدي".

وفي ظلّ إحتكار أحزاب السلطة السياسية الإعلام، يقرّ دوماني بأن ظهور الحملة إعلامياً كان خجولاً، مشيراً إلى أنه "ينبغي علينا التعلّم من تجربتي طلعت ريحتكم وبيروت مدينتي كيفية إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل فعّال لإجبار وسائل الإعلام التقليدية على مواكبتنا".

ورغم هذه الإخفاقات، لا يرى دوماني أن الحملة فشلت، بل إنها "زرعت بزرة"، فالأصوات التي حصل عليها مرشحوها ساهمت في منح الشرعية للحركة ككلّ، على حدّ قوله. وعبر مرشحيها جميعهم، حصلت الحركة على 20 ألف صوت على مستوى لبنان، ما يدلّ على أنها "تمثّل على الصعيد الوطني ما تمثّله بيروت مدينتي في بيروت"، وفق دوماني. وقد بلغت تكلفة الحملة الانتخابية للوائح "مواطنون ومواطنات في دولة" نحو 53 مليون ليرة، تمّ جمعها من خلال تبرّعات أفراد، نُشرت أسماؤهم على موقع الحركة تبعاً لمبدأ الشفافية.

هوامش

ميخائيل الدويهي: إقترحت حركة "مواطنون ومواطنات في دولة" التعاون معنا في زغرتا، لكننا رفضنا ذلك لأننا رأينا في التعاون ضرراً لنا أكثر مما يفيدنا، خصوصاً أن أهالي البلدة يعتبرون أن شربل نحاس غريب لا يمثلهم.

واصف الحركة
: كان يهمنا في حملة "الغبيري للجميع" أن ننسق مع شربل نحاس وأنا مؤيد لحركته. لكن كان لدينا مشلكة في طريقة دخوله "من برّا لجوّا"، ما أعطى صورة عنه وكأنه "يريد أن يركب موجة"، وأنه يريد أن يستولي على أي حركة تواجه محدلة السلطة.

عربي العنداري
: نحن نقدّر البعد السياسي الذي أُعطي للحركة، لكنه كان على حساب البعد المحلي، وقد أساء هذا الأمر لها لأن بعض اللبنانيين لا يريدون الدخول في مواضيع السياسة والفساد.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها