الإثنين 2015/04/27

آخر تحديث: 14:36 (بيروت)

الإنتماء الحزبي في المخيمات.. خدمات و"وراثة"

الإثنين 2015/04/27
الإنتماء الحزبي في المخيمات.. خدمات و"وراثة"
مأزق تحول القضية الفلسطينية من قضية شعب أبعد عن وطنه إلى قضية إغاثية (getty)
increase حجم الخط decrease
تنوعت القوى والتنظيمات السياسية، وطنية وإسلامية، في المخيمات الفلسطينية، فتعددت الانتماءات ولم يعد الهدف واحد. فهناك قسم كبير من الشباب الفلسطيني يربط انتماءه إلى تنظيم معين بالمساعدات والخدمات الاجتماعية التي يقدمها، من دون اغفال الجانبين السياسي والفكري، وإن كان يغلب عليهما تأثير الإرث العائلي/ العقائدي.


والحال ان أبرز الفصائل السياسية الموجودة في المخيمات الفلسطينية هي "حركة فتح"، "حماس"، بالاضافة الى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين". وبرزت مؤخراً بعض القوى المحلية الاسلامية مثل "عصبة الأنصار"، "جند الشام"، "أنصار الله" و"عصبة النور"، على ان وجودها، وحركتها داخل المخيمات، تبدو بعيدة عن كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقد حفّزت الظروف الاقتصادية الصعبة والبطالة والمتطلبات اليومية والضغوط النفسية الشباب الفلسطيني إلى التوجه الى هذه المنظمات السياسية لتأمين بعض حاجاتهم. اذ "توفر لي حركة فتح مساعدات طالبية شهرية لا تتعدى الخمسين دولار، بالإضافة الى تأمين الخدمات الطبية وتغطية بعض الأدوية اللازمة"، وفق أحمد.

أما بلال، وهو طالب جامعي، فيشير إلى أنّ سبب انتمائه إلى "فتح" هو "الحصول على مساعدة مالية من صندوق الرئيس محمود عباس تساعدني في سد جزء بسيط من قسطي الجامعي". ويضيف: "انني أؤمن بالمشروع الوطني الفلسطيني والقرار المستقل وأشعر بالكينونة والانتماء الصادق إلى الأهداف الوطنية. لكن كل ما يطلب مني كعضو الدفاع عن الرؤية والأهداف، والالتزام بالاجتماعات الدورية والمناسبات الوطنية".

ويرجع محمد انتماءه إلى هذه الحركة إلى أسباب مختلفة. فهو لا يستفيد من أي مساعدات مالية أو خدماتية. "أدافع فقط عن أهدافها ومواقفها، ورؤيتها المستقبلية، فقرارها مستقل وهي تعمل من أجل المشروع الوطني الفلسطيني ومن أجل قيام الدولة الفلسطينية. كما تؤمن بالعمل الجماعي، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وقد اختارت الخيار الصحيح في وقتنا الحاضر، وهو استخدام نهج المفاوضات والتسوية مع اسرائيل لا السلاح".

من جهته، يعارض سعيد تخلّي "فتح" عن نهج المقاومة والكفاح المسلح وحذف البنود المتعلقة بإزالة إسرائيل من الوجود، وما يتعارض مع اتفاق أوسلو، والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود على 78 في المئة من أرض فلسطين. وهو يفتخر بإنتمائه إلى حركة "حماس" "فهي حركة مقاومة تلتزم بمشروعها الديني وبخط المقاومة. ايماني وديني يعارضان مفاوضات السلام مع الاسرائيليين". وهو يعدد ما توفره "حماس" من مساعدات عينية للعائلات ومساعدات لطلاب الجامعات ومعاش شبه شهري لا يتعدى المئة دولار، مقابل الالتزام المطلق بخط الحركة الجهادي والديني وبمعتقداتها والدفاع عن مواقفها وأهدافها.

مقارنة بحركتي "فتح" و"حماس"، فإن الانتماء حالياً إلى "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في مخيمات لبنان، "شبه معدوم، اذ يقتصر عملها الآن على تنشيط وتوعية الشباب الفلسطيني وتثقيفهم وتعريفهم بأبعاد المشروع الصهيوني وأهمية القضية الفلسطينية وحق العودة، كما معارضتها لفكرة الدولة الفلسطينية وسياسة منظمة التحرير"، وفق عدنان وهو عضو ناشط فيها. أما "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" فحالها كحال الأخيرة، اذ يقتصر اهتمامها على شؤون الطلاب الجامعيين وتوفير منح دراسية ومساعدات مالية لهم من رجال الأعمال الفلسطينيين ومن الجمعيات غير الحكومية.

مع ذلك، فإن "معظم القوى الوطنية، على رغم اختلافاتها، تعمل على بناء الذاكرة لدى جيل الشباب، بالتواصل الثقافي والحضاري وعبر تعريفهم بالحقائق التاريخية والسياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وحقيقة المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية، ومسؤوليته عن تشريد الشعب الفلسطيني"، وفق ذكية الطاهر، وهي عضو في "إتحاد المرأة".

على ان ذلك لا يخفي مأزق تحول القضية الفلسطينية من قضية شعب أبعد عن وطنه وحقوقه التاريخية والسياسية إلى قضية إنسانية وإغاثية. فالمطلوب قراءة جديدة لهذه القضية، تصوب الرؤية والمسار، لكي يتمكن هذا الشعب من استعادة هويته وحقوقه التاريخية والعودة الى وطنه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها