الإثنين 2015/04/27

آخر تحديث: 13:52 (بيروت)

المبادرات المستقلة في المخيمات الفلسطينية.. تخطّي "الانقسام"

الإثنين 2015/04/27
المبادرات المستقلة في المخيمات الفلسطينية.. تخطّي "الانقسام"
إتخذت المبادرات الشبابية في المخيمات أشكال عمل مختلفة كالنوادي الثقافية ومجموعات الخدمة الاجتماعية (مخيم نهر البارد/ Getty)
increase حجم الخط decrease
شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان، منذ التسعينيات، ظهور مبادرات ومشاريع شبابية ذات رؤية مستقّلة، تمتلك مساحة من الحرية في التعبير والعمل. وقد هدفت إلى تخطي الإنقسام بين الفصائل السياسية والتخلص من شروط الممولين التي كانت تُقيّد عمل المنظمات الأهلية، ساعية بذلك إلى إحداث تغييرات إيجابية داخل المخيمات ورفض الواقع المعيشي والحقوقي المُجحف بحق اللاجئين الفلسطينيين.

"إن الإنتساب إلى جمعية أو مبادرة مستقلّة يعطي الشباب قدرة على التعبير عن أفكارهم بحرية بشكل مختلف عن الإنضمام الى مرجعية حزبية تُقيد نشاطاتهم في المجال المجتمعي"، هذا ما أكدت عليه تانيا نابلسي، عضو النادي الثقافي الفلسطيني العربي، الذي تأسس في العام 1996 في مخيم البداوي وهدف الى "بناء جيل فلسطيني مثقف قادر على الدفاع عن حقوقه". وأضافت تانيا: "نحن كنادٍ مستقل نعمل من أجل كل فلسطيني، ونتخطى بذلك الإنقسام العقائدي والسياسي الموجود بين الفصائل. كما نهدف الى نشر الثقافة بين الشباب عن طريق الأنشطة الثقافية كالندوات والمسابقات. لكن ذلك لا يلغي بالتأكيد العوائق التي تواجهنا، خصوصاً المالية، إذ نعتمد على التمويل الذاتي".

ومن جهته، أشار محمد إلى أن "المبادرات المستقلة هي وليدة الحدث". فبعد أزمة مخيم نهر البارد ظهرت العديد من المبادرات الشبابية التي عملت على النهوض ببعض الجوانب الحياتية لأهالي المخيم. ومن أبرز هذه المبادرات هي الحراك الشعبي الشبابي، "الذي إستطاع التغلب على مشكلة التضييق الأمني على المخيم وإلغاء تصاريح الدخول إليه، وذلك تأكيداً على دور الشباب، خصوصاً الذين يعملون بصفة مستقلة".

بعد بروز عمل المبادرات الشبابية في مجال الخدمة الاجتماعية في المخيمات، كان لا بد من تشكيل إطار يضم جميع المبادرات فتم تأسيس "الشبكة الشبابية الفلسطينية في لبنان"، والتي تغطي مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، ومخيمي نهر البارد والبداوي في الشمال ومخيم عين الحلوة في صيدا ومخيمات الرشيدية وبرج الشمالي والبص في صور. والحال أنّ هذه الشبكة تعمل على تكريس جهود المبادرات من أجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين في ظل الظروف الاجتماعية والأمنية الصعبة التي تعيشها المخيمات الفلسطينية في لبنان.

ويعتبر حسين، العضو في الشبكة ومؤسس مجموعة "من الناس للناس للتنمية"، إن الشباب المستقل "أثبت من خلال تجارب عديدة في المخيمات أنه قادر على التغيير من خلال استخدام طرق ضغط عديدة تساعد أهالي المخيمات على معرفة حقوقهم وواجباتهم". وأضاف: "المبادرات المستقلة معرضة لأي معاملة سيئة، وربما التهديد أيضاً، لأن بعض الجهات تعتبرها خطراً على وجودها. والبعض الآخر يعتبر أنّ قرارات الشباب المستقل لا يجب أن تتعارض مع قراراته".

وقد إتخذت المبادرات الشبابية أشكال عمل مختلفة، كالنوادي الثقافية ومجموعات الخدمة الاجتماعية وغيرهما من الأشكال. لكن بعض تلك المبادرات عملت على الخروج عن الإتجاه العام. ويشير أحمد أحد مؤسسي الموقع الإلكتروني لمخيم برج الشمالي إلى أن "فكرة الموقع، ومنذ العمل على تأسيسه، هدفت الى خدمة المخيم بطريقة مختلفة، فتم تشكيل مجموعة مؤلفة من شباب وشابات يملكون أفكاراً متشابهة، وذلك بعد أن لاحظنا أن الصورة عن المخيمات سلبية دائماً، من النواحي الأمنية والاجتماعية، فكان الموقع الإلكتروني مشروعاً شبابياً يهدف إلى نقل صورة المخيم بطريقة إيجابية". ويضيف: "ولأننا مجموعة مستقلة تعتمد على التمويل الذاتي عملنا على تنظيم ورش عمل تدريبية وكتابة مشاريع للمؤسسات كمورد مالي لنا، يساعدنا لتغطية تكاليف الموقع وفريق عمله".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها