الخميس 2014/07/10

آخر تحديث: 13:21 (بيروت)

عمل الطلاب.. أكثر من "ملء للفراغ"

الخميس 2014/07/10
عمل الطلاب.. أكثر من "ملء للفراغ"
يشجع أصحاب العمل تشغيل الطلاب لعملهم بجدية وشغف (علي علوش)
increase حجم الخط decrease


ساهمت رغبة ميشال أبي راشد بالإستقلال عن أهله في دخوله المبكر إلى سوق العمل، فور تخرجه من المدرسة. "لكنني فضلت البقاء في عملي، بعد بدء العام الدراسي في كلية الحقوق، لأنني أود تسديد أقساطي الجامعية بنفسي. صرت أعتمد على نفسي أكثر فأكثر"، يقول ميشال.



عمل طلاب الجامعات في لبنان يزداد عاما بعد عام. هذا ما تظهره، مثلاً، جولة في شارع الحمرا، أو دخول سوق أو مركز تجاري، حيث لا يخلو مطعم أو مقهى من طلاب يجولون بين الطاولات لخدمة الزبائن. والأمر نفسه في محال الألبسة المعروفة حيث تجد أن غالبية العمال طلاب. 


يعمل محمد الشقور، وهو طالب علوم الحياة في "الجامعة اللبنانية"، من أجل تسديد مصاريفه الجامعية والشخصية، و"لأساعد عائلتي في المصروف المنزلي". وهو يرى أن هذه حال 90 في المئة من الطلاب الجامعيين الذين يدرسون ويعملون في الوقت نفسه.

"لكن هذه الظاهرة ملاحظة عند طلاب اللبنانية، أكثر منها في الجامعات الخاصة، التي لا يدخلها سوى المقتدر مادياً، وهو بالتالي ليس في حاجة للعمل أثناء دراسته، باستثناء عدد قليل منهم، ولاسيما أن فرص العمل متوفرة للطلاب في بعض الجامعات الخاصة"، يقول محمد.

يضيف: "خلال دراستي، اتجهت  لإعطاء دروس خصوصية لبعض التلاميذ، لأن ذلك يتوافق مع دوام دراستي، وقد شعرت بإرهاق في البداية، لكن عندما نظمت وقتي تأقلمت مع الواقع الجديد. والآن أسعى خلال للعمل في مؤسسة بدوام كامل".

اكتساب الخبرات


لا يعمل طلاب كثيرون عادة، بعد تخرجهم مباشرة، في مهن قريبة من اختصاصاتهم. وهذه حال أبي راشد الذي لم يتدرج في مكتب للمحاماة، مجال اختصاصه، بل فضّل العمل في الصحافة.

يقول ميشال: "تجربتي في العمل خلال دراستي، مكنتني من تحديد مهنتي المستقبلية. فأنا عملت في الصحافة، وأظنن أنني سأواصل عملي هذا لأنني بدات أعرفه وأحبه".


تخرجت لونا صفوان مجازة في اختصاص "غرافيك ديزاين والإعلام"، وهي تروي بدايات عملها عندما بدأت دراستها الجامعية.


تقول: "عندما انطلقت حياتي الجامعية، عملت بعد الدراسة في أحد المطاعم، بهدف كسب المال ومساعدة والدي في دفع تكاليف القسط، وكانت تجربة جميلة وجيدة". وعندما شارفت على التخرج، فكرت لونا في كيفية اكتساب خبرة عملية في مجال اختصاصها، ولم تعد تهتم بكسب المال بقدر اهتمامها بمستقبلها المهني.

"لم تكن خبرتي تخولني بدء عمل في الاعلام، فسعيت، منذ السنة الجامعية الأولى، إلى الالتحاق بمؤسسات إعلامية وكنت أشارك في ورش تدريبية غير مدفوعة. وهكذا اكتسبت خبرة مقبولة، وتابعت التدرب إلى أن وجدت فرصة عمل". تضيف: "تجربتي كانت مثمرة والدليل أن أكثر من فرصة عمل عُرضت عليّ قبل أن أكمل دراستي".


الأهل يرحبون


تؤيد والدة الطالب في كلية الهندسة علي خضر عمل ابنها أثناء دراسته، "بالرغم من أنه ليس في حاجة إلى المال ولا يساهم في تسديد أقساطه الجامعية". تقول: "يعمل من أجل كسب الخبرة والتجارب وذلك يغني سيرته الذاتية، كما يساعده في الابتعاد عن الملل في أوقات الفراغ".

"الطلاب أفضل"


غالبية أصحاب العمل يفضلون تشغيل طلاب الجامعات. هذا ما يقوله لـ"المدن" محمد هزيمة، صاحب مقهى "زمان". يضيف: "عمل طلاب الجامعات في المقهى، أثبت فعاليته، فالطالب يعمل بجدية وشغف، ويقدم خدماته على أكمل وجه، ويكون مستعداً لتحمل الأعباء كونه يريد إثبات نفسه".

ويشير إلى أنّ "دافع الطلاب إلى العمل هو كسب المال لتسديد المصاريف الجامعية والشخصية. وكذلك هم يريدون الالتحاق بسوق العمل باكراً لاكتساب خبرة عملية". ويؤكد أن "رواتب الموظفين متساوية سواء كان الموظف طالباً أم شاباً يملك خبرة سابقة، طالما أن العمل واحد".

وتقول مديرة قسم الموارد البشرية في "ماك دونالدز" داليا فضل الله، أن الشركة "رائدة في توظيف طلاب المدارس والجامعات، فنحن نعتمد نظامي التعاقد والدوام الجزئي المرن في العمل. إضافة إلى أننا نحفزهم عبر برامج تدريب دورية، ونقدم لهم امتيازات بحسب قدراتهم الانتاجية. كما نعتمد نظام الترقية لكل موظف حتى ولو كان يعمل بدوام جزئي، فعمله ومثابرته يعطيانه فرصة للتقدم والبقاء في الشركة".

ترى فضل الله أن الطالب "أكثر ديناميكية واندفاعاً وإخلاصاً للعمل والانتاج والتفكير، وبطبيعته فضولي ويحب الاطلاع على طبيعة العمل أكثر من سواه".

ويشير المدير العام للفروع "Moustache" حسان منيمنة، أن "40 في المئة من موظفي الشركة هم من طلاب".

يضيف: "تجربتنا ناجحة مع الطلاب، فهم إلى حد ما أكثر اندفاعاً من غيرهم. ونعتمد نظاما تقويمياً لمتابعة الموظف لناحية قدرته على الانتاج والتواصل مع الزبائن، ولا نضع معيار الاستمرارية شرطاً من شروط التوظيف".

increase حجم الخط decrease